توني كروس العنصر الضروري مع ألمانيا

&لاعب وسط متزن، هادىء واقعي، بعيد عن النجومية الاستعراضية، وفي طريقه ليصبح من اركان لاعبي الوسط العالميين، هذه ابرز صفات توني كروس القلب النابض في منتخب الماني بلغ نصف نهائي كأس العالم لرابع مرة على التوالي.

&كروس في خدمة الفريق، دفاعيا وهجوميا، ومرة جديدة اعتمد عليه المدرب يواكيم لوف بشكل مطلق في المباريات الخمس، فاثبت ومن دون ضجيج وبصرامة المانية انه قطعة لا غنى عنها في منتخب يبحث عن لقبه العالمي الرابع.&احصائيات كروس تتحدث عن نفسها، فهو من افضل الممررين مع زميله فيليب لام، ونسبة عرضياته مميزة برغم انه ليس جناحا، كما كانت ارقامه متقدمة من حيث الجري مع الكرة.&الجمهور لا يقدر عادة لاعب الظل خلافا للمدربين الذين يعشقون اللاعب القادر على شغل عدة مراكز ويلتزم التعليمات بحذافيرها.&يقول لوف عنه: "طوني كروس بالنسبة الي هو عنصر بناء بالغ الاهمية. هو لاعب انيق يمتلك التقنية والذكاء".&بعد الفوز الاول على البرتغال 4-صفر، قال مساعد المدرب هانزي فليك: "طوني واثق تماما بنفسه عندما تكون الكرة معه، يمكنه فتح اللعب وخلق فرص التهديف".&على ملعب "ماراكانا" في ربع النهائي امام فرنسا، جاء الهدف الوحيد برأسية ماتس هوملس بعد ضربة حرة قاتلة من كروس وهي الثالثة الحاسمة له في المونديال، لذا ستكون مشاركة لاعب بايرن ميونيخ في مواجهة البرازيل ضمن نصف النهائي غير قابلة للنقاش ليعيش افضل ايامه مع المنتخب بعد ان كان بديلا في كاس اوروبا 2012 وشارك في المباراة الاخيرة التي خسرتها بلاده امام ايطاليا 1-2 في نصف النهائي.&وجهه ليس اعلانيا مثل باستيان شفاينشتايغر او سامي خضيرة زميليه في خط الوسط لكن ما يهمه "تفكير المدرب والمحيطين بي، يجب ان يعتبرني المدرب باني لاعب ضروري".&مقابل صورة اللاعب الرصين يتهم كروس بالغرور احيانا، فبعد القضاء على كريستيانو رونالدو ورفاقه، قال: "لم يذهلني الامر، انا جاهز دوما لتقديم هذا المستوى"، لكن بعدما دغدغه احد الصحافيين معتبرا ان اداءه لم يكن عاديا اجابه بجمود: "لم تشاهد اذا الكثير من المباريات مثل نهائي كأس المانيا، او حتى مباريات دوري ابطال اوروبا. يجب ان تذكر لي المباريات الكبرى التي لم اكن جيدا فيها".&فورة كروس اكدت المسار المتصاعد لابن الرابعة والعشرين، فكان ريال مدريد الاسباني متابعا لها، ورردت الصحف الايبيرية ان كروس قادم الى الفريق الملكي بصفقة تتراوح بين 25 و30 مليون.&لكن اللاعب المرتبط مع الفريق البافاري حتى 2015 والذي طالب بزيادة راتبه ليلتحق بنجوم الصف الاول مثل الفرنسي فرانك ريبيري ولام وشفاينشتايغر والهولندي اريين روبن وتوماس مولر، لم يؤكد هذا الامر: "لا يمكنني الاجابة على كل ما يرد في الاعلام".&قال كروس عشية المواجهة مع فرنسا: "برأيي اذا سيطرنا على الوسط وفزنا في المعارك الثنائية، سيؤثر هذا الامر على النتيجة النهائية. نعرف انهم مميزون في هذا القطاع لكن اذا كنا في يومنا &اعتقد ان فريقنا افضل لكن يجب تأكيد هذا الامر على ارض الملعب"، وبالفعل هذا ما حصل فمسك كروس ورفاقه خط الوسط ودافعوا عن هدفهم المبكر ونجحوا بفضل واقعيتهم وخبرتهم من بلوغ نصف النهائي لمواجهة البرازيل من دون نجميها نيمار المصاب وثياغو سيلفا الموقوف.&نشأ كروس في مدينة غرايفسفالد الواقعة على ضفاف بحر البلطيق، لعب لمدة أربع سنوات في مدرسة التكوين التابعة لنادي هانزا روشتوك قبل أن يلبي في السادسة عشرة دعوة العملاق البافاري. وبعد عام واحد قاد اللاعب الموهوب المنتخب الألماني لاحتلال المركز الثالث خلال نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة كوريا الجنوبية 2007 حيث نال الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة.&وبعد وقت قصير وقع على ظهوره الأول في البوندسليغا ثم أعير نهاية عام 2009 لمدة سنة ونصف لنادي باير ليفركوزن ليجمع هناك المزيد من الخبرة الكروية. وبعد عودته إلى ميونيخ فاز رفقة العملاق البافاري بكل الألقاب الممكنة بما فيها دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.&كان كروس 49 مباراة دولية و5 اهداف) حاضرا مع المنتخب الألماني سواء في مونديال جنوب أفريقيا أو في البطولة الأوروبية 2012، لكنه لم يتحول إلى عنصر أساسي ومهم سوى في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 حيث خاض سبع مباريات، سجل خلالها ثلاثة أهداف.&صانع اللعب في خطة 4-2-3-1 للوف يبدو لاعبا ضروريا لا يمكن التخلي عنه اذا ارادات المانيا متابعة المشوار لفك عقدة نصف النهائي التي لازمتها في النسختين الاخيرتين.