رياضة

تبرئة بيستوريوس من تهمة القتل المتعمد لصديقته ريفا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وجدت المحكمة بان العداء الجنوبي افريقي المبتور الساقين اوسكار بيستوريوس ليس مذنبا بتهمة قتل صديقته ريفا ستينكامب عمدا في يوم عيد العشاق العام الماضي.&واصدرت القاضية ثوكوزيليي ماسيبا حكمها استنادا الى "عدم وجود ادلة لا تترك مجالا للشك بان المتهم مذنب بالقتل المتعمد"، قبل ان تتفرغ للتعامل مع تهمة اقل خطورة وهي القتل غير المتعمد.&واشارت القاضية الى ان "الادلة فشلت في اثبات بان المتهم كانت لديه النية المطلوبة لقتل المغدورة ناهيك مع سبق الاصرار والترصد. من الواضح انه لم يكن يتوقع وجود هذه الامكانية، اي بان يقتل الشخص المتواجد خلف الباب".&وكان بيستوريوس يواجه تهمة القتل اضافة الى ثلاثة تهم تتعلق بحيازة الاسلحة واطلاق النار منها في قضية قتله لصديقته عارضة الازياء في يوم عيد العشاق من العام الماضي.&ولا تزال هناك امكانية ان يحكم على بيستوريوس بالقتل غير المتعمد التي قد ينتج عنها عقوبة السجن مع وقف التنفيذ او السجن لفترة طويلة او حتى اطلاق سراحه، لكنه تجنب عقوبة السجن لمدى الحياة في السجون القاسية لجنوب افريقيا في حال لو وجد مذنبا بالقتل المتعمد.&وكان بيستوريوس (27 عاما) دفع ببراءته من تهمة القتل المتعمد لكن العداء الحائز عدة ميداليات في اولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة والملقب بعداء الشفرات لم ينف انه من اطلق النار عبر باب المرحاض المغلق في مقر اقامته في بريتوريا.&وشدد محامي الدفاع على فرضية الحادث مؤكدا ان الذعر تملكه وظن ان لصا دخل الى منزله عبر شباك المرحاض.&وقبل توصلها الى حكم تبرئة بيستوريوس من تهمة القتل المتعمد، غضت القاضية الطرف عن شهادات اساسية في هذه المحاكمة دون ان تقصي تشكيكها بمصداقية بيستوريوس.&ولم تشكك القاضية بمصداقية الشهود لكنها رفضت الاستناد الى ذكريات اضعفتها طبيعة الذاكرة الانسانية وتأثرت بالضجة الاعلامية الكبيرة المحيطة بالقضية التي استمعت خلالها المحكمة الى عدد من جيران بيستوريوس الذين تحدثوا عن انهم استيقظوا ليلة حصول الجريمة على صوت اطلاق النار وصراخ امرأة ناجم عن عراك.&&"لم اكن انوي قتل صديقتي ريفا ستينكامب"، هذا ما قاله بيستوريوس في شباط/فبراير 2013 &عندما وجهت اليه النيابة العامة تهمة القتل المتعمد، مضيفا "انفي التهمة نفيا قاطعا. اتصلت ريفا بي واقترحت عشاء رومنسيا. عند قرابة الساعة 22,00 (20,00 تغ) مساء الاربعاء 13 (شباط/فبراير 2013)كنا في غرفتنا وكانت تمارس رياضة اليوغا وكنت في السرير اشاهد التلفزيون. كنا مغرمين جدا وفي غاية السعادة".&واضاف على لسان محاميه "كانت قدمت لي هدية وطلبت مني الا افتحها الا في اليوم التالي" الذي صادف عيد العشاق... سبق ان تعرضت للعنف. لهذا السبب احتفظ بسلاح ناري من عيار 9 &ملم تحت سريري. وليس هناك قضبان عند نافذة الحمام. وشعرت بان شخصا دخل منزلي".&وتابع "كان الظلام دامسا. شعرت بخوف كبير ظنا بان احدا كان داخل الحمام. وبما انني لم اكن ارتدي ساقي الاصطناعيين شعرت بخطر داهم (...) فاطلقت النار على باب الحمام وصرخت".&لكن تلك لم تكن الحادثة "العنيفة" الاولى في حياة بيستوريوس اذ افادت بعض التقارير غداة قتله صديقته انه هاجم شابة (19 سنة) خلال سهرة عام 2009 وبات ليلته في السجن. وهي طبعا عكس ما اظهر عن شجاعة جعلت منه رجلا مثاليا في نظر العالم ومثالا اعلى لحملات دعائية عدة. فالتفاصيل التي نشرت عنه بعد قتله صديقته "حولته" الى شخص مضطرب سريع الغضب يأخذ الامور على منحى شخصي، يتذرع بنسبة جريمة مرتفعة في جنوب افريقيا للتزود بكمية من الاسلحة المتطورة رغم تجهيز منزله باجراءات امنية كبيرة.&واكدت الصحافة، التي اوردت تفاصيل عن "اسرته المفككة وانفصال والديه" العثور في منزله على هرمونات منشطة وحقن.&وكان طلب الحصول على تراخيص لشراء بنادق مافريك وموسبرغ ووينشستر وفيكتور 223 ومسدس سميث اند ويسون 500 واخر من عيار 38 بحسب صحيفة "ذي ستار". كما يهوى السرعة والسيارات والدراجات النارية.&وذكر تقرير بمقابلة اجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" في 2012، وضمنت رده على سؤال عما اذا كان يتدرب على الرماية، فقال: "احيانا عندما لا استطيع النوم"!&امتلك بيستوريوس طموحا بلا حدود، وجسده في سيرته التي نشرت في كتاب حمل عنوان "الجري خلف الحلم"، واصبح ناطقا باسم رياضة المعوقين. ويعتبر مراقبون ان "بارالمبيك لندن 2012" استقطبت بفضله نجاحا منقطع النظير وتغطية اعلامية لا سابق لها. وعبر عن سعادته خلالها بالفوز وخصوصا بحضور جدته التي تابعت تألقه ميدانيا، واصفا ذلك بانه "اكبر من اي انتصار"... لكن ما اوقع نفسه فيه قد "شوه" صورة هذه الفئة الرياضية.&ولد بيستوريوس عام 1986 بساقين تفتقران الى الشظية وهي عظمة تربط مفصل الركبة بالكاحل فوق السطح الخارجي للساق. وتلقى والداه نصيحة بضرورة بتر ساقي ابنهما قبل ان يتعلم المشي، لتكون له فرصة افضل للحركة. وبعد بلوغه 11 شهرا بترت ساقاه تحت الركبة، وبعد 6 شهور استعان باطراف اصطناعية.&في مرحلة الطفولة، زاول بيستوريوس كرة الماء والرغبي والكريكيت والتنس والمصارعة والملاكمة. وبدأ الجري حول المضمار للمساعدة في عملية تعافي ركبته التي تعرضت لاصابة اثناء مزاولة الرغبي وهو في السادسة عشرة من عمره.&حاول بيستوريوس المشاركة في دورة بكين الاولمبية عام 2008، لكنه حرم من ذلك لئلا يحصل على ميزة اضافية من خلال الانصال "الشفرات" المصنوعة من مادة الكربون التي يستخدمها كاطراف اصطناعية. لكن محكمة التحكيم الرياضي نقضت الحكم بعد تقدمه باستئناف.&وعلى رغم الجدل الذي اثاره، احرز بيستوريوس ذهبيات الـ100م والـ200م والـ400م في الدورة البارالمبية. وتعرض بعد عام لحادث عندما كان يستقل قاربا واصيب بجروح خطرة في وجهه ورأسه.&خاض بيستوريوس بطولة العالم في مدينة دايغو الكورية الجنوبية عام 2011، واصبح اول عداء معاق يقاسم "الاصحاء" منصة التتويج اثر حلوله ثانيا في سباق الـ400 م. وفي لندن 2012، بلغ الدور نصف النهائي في الـ400 م كما شارك مع منتخب بلاده في سباق البدل 4 مرات 100 م. واضحى اول رياضي مبتور الساقين يخوض الاولمبياد. وبعد اسبوعين حصد ذهبيتي الـ400 م والبدل 4 مرات 100 م في الدورة البارالمبية، وحل ثانيا في الـ200 م خلف البرازيلي الن اوليفيرا، لكنه انتقد فوز منافسه واصفا الانصال التي استخدمها بانها "طويلة للغاية تجعل المنافسة غير عادلة"، قبل ان يعتذر لاحقا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف