رياضة

بطل الراليات العادية والصحراوية والفروسية والرماية

ناصر العطية: سفير فوق العادة للرياضة القطرية والعربية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&يعتبر القطري ناصر صالح العطية الفائز برالي دكار 2015 للمرة الثانية في مسيرته، حالة استثنائية في العالم العربي، اذ انه من الرياضيين القلائل متعددي المواهب او اولئك القادرين على البروز في مجالات مختلفة.

من الراليات العادية الى تلك الصحراوية مرورا بالفروسية والرماية، سطع اسم هذا البطل الذي لا يعرف معنى اليأس بل يعطي امثولة في الاصرار وكيفية بلوغ الاهداف المنشودة لا بل كيفية مواجهة اقسى الظروف واشرس الخصوم من دون الاستسلام لأي منهم.&الحقيقة، ومع كل الانجازات التي حققها في السنوات الاخيرة، يصعب التصديق بأن العطية يبلغ الرابعة والاربعين من العمر، اذ ان البطل القطري لا يزال يتمتع بنفس الروح التنافسية التي ميزته دائما في عالم الراليات حيث فرض نفسه اسما بارزا في الشرق الاوسط بعد اعتزال الاماراتي الطائر محمد بن سليم.&فقد توج باللقب الاقليمي في عشر مناسبات، واتجه الى اثبات وجوده على الساحة العالمية من دون اي تردد رغم الفارق الكبير في المستوى مع الابطال الذين يفوقونه بسنوات من الخبرة في هذا المجال، فأحرز لقب بطولة العالم للراليات - كأس الإنتاج التجاري عام 2006.&دماثة اخلاقه وتواضعه لا مثيل لهما، وجعلاه بطلا محبوبا على مستوى الشرق الاوسط وليس فقط في مسقط رأسه قطر التي وجدت فيه ضالة لطالما بحثت عنها في الرياضات المختلفة، الى حد اعتبار العطية الوجه الرياضي الاجمل للرياضة القطرية وخير ممثل لها في المحافل العالمية، خصوصا انه نادرا ما يعود خائبا.&ويأتي التتويج برالي دكار للمرة الثانية بعد عام 2011 ليؤكد نجاحات العطية بعد برونزية الرماية في اولمبياد لندن عام 2012.&كل من تابع تصريحات ناصر قبل الاولمبياد الاخير، بنى فكرة محددة عن كيفية تحديد الهدف قبل اصابته، اذ لم يكن "البطل العنابي" قد انهى مشاركته في رالي دكار حتى توجه بسرعة نحو العاصمة القطرية الدوحة لخوض بطولة آسيا للرماية، والتي حجز فيها بطاقته الى دورة الالعاب الاولمبية بعدما عادل الرقم القياسي العالمي في منافسات السكيت بإصابته 150 طبقا من اصل 150!&هذه النتيجة كانت كافية لمنحه المعنويات اللازمة، فجاهر بسعيه الى ميدالية في الاولمبياد رغم انغماسه في رياضتين مختلفتين اكثر من اي وقت مضى، اذ قلصت الراليات من هامش خوضه التدريبات المثالية في الرماية، بيد انه تخطى الامر بتركيزه العالي في لندن محرزا ميدالية عربية غالية في ما يمكن تسميته بـ"اولمبياد خيبات العرب".&وبقدر الانجاز الاولمبي الكبير الذي تحقق، لا يمكن تجاهل ذاك النصر العظيم الذي حققه في رالي داكار عام 2011 على حساب أسطورة الراليات، الاسباني كارلوس ساينز، خصوصا انه اول فوز عربي في هذا السباق العالمي المعروف بطبيعته القاسية التي اسقطت اسماء كبيرة.&يختصر "سوبرمان" الرياضة العربية سر قدرته الدائمة على اصابة النجاح في مجالات رياضية مختلفة وتأقلمه معها بالشكل المطلوب بالقول: "منحتني الفروسية القوة، خاصةً سباقات القدرة، التحمل والصبر، واعطتني الرماية صفاء الذهن، بينما كسبت من الراليات التركيز العالي والتحمل".&حياة ناصر العطية وبرنامج مشاركاته المكثف يتطلب منه تحضيرا بدنيا يفوق العادة، حيث يوزع تمارينه اليومية إلى قسمين، يستهلها صباحا بساعة ونصف الساعة من التمارين الخارجية الخاصة بالجري، وينهيها مساء بساعة ونصف أخرى من التمارين في صالة اللياقة البدنية الكبيرة التي أنشأها في منزله.&وعن هذا الموضوع يقول: "يتطلب مني هذا الأمر مجهودا وتضحية كبيرين، فأنا اضع الخطة في بداية السنة، اخذا بالاعتبار المشاركات التي تنتظرني في مجالي الراليات والرماية، والزم نفسي باحترام اوقات التمارين وكثافتها، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لبلوغ ما اصبو إليه على الصعيدين الاقليمي والدولي".&ضريبة النجاح وكثافة التمارين والمشاركات الإقليمية والدولية تحتم على ناصر الابتعاد عن عائلته واهله واصدقائه، لكنه يحاول تعويض هذا النقص "بتسخير التكنولوجيا ووسائلها الحديثة للبقاء قريبا منهم بصورة اكبر. التواصل بالانترنت بالصوت والصورة ضروري، خاصة مع أطفالي، واحاول تعويض الغياب عند عودتي من السفر من خلال البقاء معهم والخروج برحلات ترفيهية لأطول فترة ممكنة".&سجل ناصر الذهبي يتضمن سبع ميداليات ذهبية في بطولة آسيا للرماية ودورة الالعاب الاسيوية، في مسابقات الفردي والفرق، اضافة الى فضيتين في بطولة العالم، وبرونزية الالعاب الاولمبية في لندن 2012.&&أما على صعيد الراليات، فقد فاز ببطولة الشرق الأوسط للراليات في عشر مناسبات، بدءا من عام 2003، حين عاد مظفرا إلى ميادين الراليات الاقليمية، بعد سبع سنوات على الانقطاع عن مقصورة القيادة، أتبعها بفوزه بلقب بطولة العالم للراليات - كأس الإنتاج التجاري عام 2006، ضمن فريق الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، ثم لقب بطولة العالم للراليات الصحراوية عام 2008، وتوجها بلقب رالي دكار عام 2011، علما بأنه أحرز لقب بطولة قطر الوطنية للراليات في خمس مناسبات.&ناصر العطية عينته الامم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة عام 2006، لكنه سيبقى دائما سفيرا للرياضة القطرية والعربية في ابرز المحافل الدولية.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف