رياضة

الفساد مستشر في مختلف مفاصل الفيفا بعد اتساع دائرة الاتهامات

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اتسعت دائرة الاتهامات بالفساد المتعلقة بكرة القدم والمرتبطة بشكل رئيسي بالاتحاد الدولي (فيفا) وشملت اشخاصا بمناصب مختلفة وموزعة على مختلف لجانه بشكل يؤكد ان الفساد مستشر في جميع مفاصل أهم مؤسسة كروية في العالم.&وصحيح ان الفيفا يعاني من أزمات متلاحقة اضرت بصدقيته منذ التصويت لمنح روسيا وقطر استضافة بطولتي كأس العالم عامي 2018 و2022 على التوالي، وما رافق ذلك من اتهامات وتحقيقات ونفي روسي وقطري دائم، فان فضائح الفساد المتعلقة باعضاء في الفيفا وبموظفين آخرين في لجانه عرت هذه المنظمة وجعلتها تترنح تحت وطأة الاعتقالات المتتالية لأبرز رموزها.&وكانت البداية من "هجوم الفجر" للشرطة السويسرية على احد الفنادق الفخمة في زيوريخ في السابع والعشرين من ايار/مايو الماضي، قبل يومين من انتخابات رئاسة الفيفا التي شرذمت أسرة كرة القدم العالمية بعد قرار السويسري جوزيف بلاتر بالترشح لولاية خامسة على التوالي ناكسا بوعد كان قد قطعه.&واعتقلت الشرطة السويسرية سبعة مسؤولين من المستوى الرفيع بينهم جيفري ويب من جزر كايمان نائب رئيس الفيفا، ووجهت التهمة الى آخرين بتهم فساد وابتزاز وتبيض أموال خلال فترة توليهم مناصبهم.&اجريت الانتخابات في موعدها وفاز بلاتر على الاردني الامير علي بن الحسين بعد انسحاب الاخير قبل الجولة الثانية من التصويت، لكن السويسري العجوز (79 عاما) اضطر الى تقديم استقالة مفاجئة بعد أربعة ايام بسبب فضائح الفساد المتتالية التي ضربت الفيفا.&توالت فصول أزمات الفيفا الى ان وصلت الى ايقاف بلاتر نفسه مع أبرز مرشح لخلافته، الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي، اثر "هبوط مفاجىء" لمسألة "مبلغ غير شرعي" حصل عليه الفرنسي من الاول في عام 2011 عن عمل استشاري قام به لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002، وهما يواجهان حسب مصادر لجنة الاخلاق في الفيفا بالايقاف لسنوات عدة.&غزو جديد لزيوريخ&شهدت زيوريخ حيث مقر الفيفا امس الخميس غزوة جديدة للشرطة السويسرية الى فنادقها في مشهد مشابه تماما لما حصل اواخر ايار/مايو، والمؤكد حتى الان اعتقال عضوين جديدين في اللجنة التنفيذية للفيفا هما البارغوياني خوان انخل نابوت رئيس اتحاد اميركا الجنوبية والهندوراسي الفريدو هاويت بانيغاس رئيس اتحاد الكونكاكاف بالوكالة (كلاهما نائبا لرئيس الفيفا).&واعتقل المسؤولان البارزان في الفيفا في اليوم الثاني لاجتماعات اللجنة التنفيذية لدراسة اقتراحات لجنة الاصلاحات برئاسة المحامي السويسري فرانسوا كارار التي تم اعتمادها قبل التصويت عليها في الجمعية العمومية في شباط/فبراير قبل الانتخابات الرئاسية.&وتساءل مصدر موثوق به ل"فرانس برس" الذي كشف اعتقال الشخصين المذكورين، عن خلفية هذا التوقيف في سويسرا بالذات وقال "اتى كل من نابوت وبانيغاس من ميامي مقر اتحاد الكونكاكاف، لماذا لم يتم ايقافهما قبل التوجه الى سويسرا؟"، مشيرا الى انهما كانا سيعودان الى ميامي في اليوم ذاته ايضا (امس)".&واوضح "ربما القصد من ذلك احداث ضجة للحؤول دون اجراء الاصلاحات داخل الفيفا واقامة الانتخابات الرئاسية".&ولم يتأخر الخبر اليقين كثيرا حيث اعلن القضاء الاميركي مساء عن اتهامات بالجملة شملت 16 شخصا جديدا بتهم التورط في الفساد، بينهم نابوت وبانيغاس وثلاثة رؤساء للاتحاد ريكاردو تيكسييرا وجوزيه مارين وماركو بولو دل نيرو.&وقالت لوريتا لينش المدعي العام الاميركي الخميس في مؤتمر صحافي بواشنطن "كل واحد من الاشخاص ال16 الجدد متهم بالابتزاز المنظم وغيره من الجرائم المرتبطة بانتهاكات ارتكبت في ممارسة مهامه على مدى فترة طويلة".&واعلنت لينش ايضا ان ثمانية متهمين اعترفوا بالذنب في فضائح الفساد بقولها "ان ثمانية متهمين اضافيين اقروا بالذنب، لقد اعترفوا بمسؤوليتهم وبجرائمهم الجنائية".&واشارت الى هؤلاء الاشخاص الثمانية يتوزعون بين من تم اتهامه في وقت سابق من العام الحالي وبين من اعتقل الخميس، مؤكدة ان خمسة منهم ليسوا ضمن اللائحة الاولى التي وجهت اليها الاتهامات من قبل السلطات الاميركية قبل ستة اشهر.&ويبدو ان لائحة المتهمين لن تتوقف هنا، حيث اكدت لينش "ان حجم الفساد المزعوم غير معقول. يجب ان تكون الرسالة في هذا الاعلان واضحة لكل فرد مذنب ما يزال في الظل أملا في الهروب من التحقيق الجاري، فلن يتمكن من الافلات".&نفي للاتهامات&ودافع رئيس الاتحاد الهندوراسي السابق رافايل كاليخاس عن مواطنه هاويت بانيغاس بالقول "ان السيد هاويت يؤكد انه ليس متورطا بأي شيىء"، لكن كاليخاس نفسه كان ضمن لائحة المتهمين ال16 التي اعلن عنها القضاء الاميركي.&واضطر كاليخاس لاحقا الى الدفاع عن نفسه قائلا "انا؟ لماذا اذا لم اكن يوما عضوا في الكونكاكاف او الفيفا".&ويشغل كاليخاس عضوية لجنة التسويق في الفيفا، لكنه ليس عضوا في اللجنة التنفيذية.&وكشفت حكومة هندوراس في بيان لها انها تلقت طلبا من الولايات المتحدة لتسليم كاليخاس، واكدت ان "لا احد فوق القانون".&كما اعلن الاتحاد الاميركي الجنوبي ومقره في اسونسيون انه تلقى خبر اعتقال رئيسه نابوت باستغراب، واصدر بيانا اوضح فيه انه "علم بالتطورات التي حصلت لرئيسه في زيوريخ وانه سيواصل تعاونه مع التحقيق".&واوضح وزير الرياضة البارغوياني ولاعب كرة المضرب السابق فيكتور بيتشي انه فوجىء، ولم يرغب في التعليق على الامر، لكنه قال لفرانس برس "خوان انجل هو صديق الطفولة، وعندما كنت اشارك في رولان غاروس كان يأتي لمشاهدتي. والده كان رئيسا لاتحاد البارغواي لكرة المضرب. لقد تشاركنا في أمور كثيرة".&وحيد الاتحاد البنمي نفسه عن رئيسه ارييل الفاريدو الوارد اسمه ايضا ضمن القائمة الجديدة من المتهمين معتبرا انه "يعلم باجراءات ضد اشخاص وليس ضد منظمات".&ويشغل الفاريدو عضوية لجنة الانضباط في الفيفا، وكان عضوا سابقا في اللجنة التنفيذية لاتحاد الكونكاكاف.&ويشكل اتهام ثلاثة رؤساء للاتحاد البرازيلي حجم الفساد في دول اميركا الجنوبية، حيث اضطر الرئيس الحالي دل نيرو الى التخلي عن منصبه "من اجل الدفاع عن نفسه" امام لجنة الاخلاق في الفيفا والقضاء الاميركي.&وكان دل نيرو استقال في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من عضويته في اللجنة التنفيذية للفيفا واتحاد اميركا الجنوبية، في حين اعتقل تيكسييرا وسلم الى الولايات المتحدة، ووجهت اتهامات الى مارين.&ويشغل معظم الاشخاص المتهمين مناصب في لجان الفيفا واتحاداتهم القارية خصوصا في اميركا الجنوبية والكونكاكاف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف