رياضة

معضلة حلبات فورمولا واحد: وضع عليل وحالة سقيمة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يبدو مستحيلا تنظيم جولة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد من دون ان تكون خاسرة وفق مبدأ الواردات والنفقات، على رغم ان فوائد كثيرة غير مباشرة تحظى بها المدينة او المنطقة وحتى البلد عموما، لا سيما في بلدان مستضيفة صغيرة المساحة.&

ويصف محللون اقتصاديون لعائدات سباقات فورومولا واحد ان "الوضع عليل والحالة سقيمة"، ضاربين مثلا بحلبة نوربورغرينغ التي انسحبت من روزنامة البطولة، لتبقى لالمانيا جائزة بالتوازي (تنظم مداورة) مسرحها حلبة هوكنهايم موعدها في 19 تموز (يوليو) المقبل، وذلك وفق العقد الموقع مع الشركة المالكة للحقوق التجارية العائدة الى بيرني ايكليستون. علما ان فريق مرسيدس يحمل الالوان الالمانية، ومتسابقون مميزون يحملون جنسية هذه البلد امثال بطل العالم السابق الالماني سيباستيان فيتل.&&ويجهد القائمون على حلبة هوكنهايم لملىء المدرجات باكثر من 50 الف متفرج يوم السباق، علما ان الوضع يظل افضل مما تعيشه &حلبات كثيرة، لا سيما في آسيا.&في المقابل، تصر حلبة كاتالونيا على الصمود رغم &تأثر اسبانيا بالازمة الاقتصادية، ويوضح المسؤول عن انشطتها سالفادور سرفيا انه بات من الصعب جذب متفرجين اذا كان سعر التذكرة يتخطى الـ100 يورو. &&&ويتذكر سرفيا المنافسات المشوقة بين البرازيلي الراحل ايرتون سينا والفرنسي الن بروست، وامجاد الالماني ميكايل شوماخر والفترة الذهبية لابن البلد فرناندو الونسو (2005-2006)، لافتا الى معادلة التأقلم مع الخسارة المادية التي باتت مألوفة وسبل الترويج لتجاوزها، ومنها ضرورة بيع 120 الف تذكرة خاصة بيوم السباق لتغطية مصاريف التنظيم، خصوصا ان الحصة الكبرى من مداخيل الرعاية تذهب لصندوق شركة ايكليستون، الذي يعتمد في هذا الاطار نهج اللجنة الاولمبية الدولية التي تحصّل عائدات الرعاية لدوراتها الصيفية والشتوية ثم توزع نسبا منها على المعنيين.&&اللافت ان الشركة المالكة للحقوق التجارية تقبض من حلبات سنغافورة وابو ظبي واذربيجان (مقرر ان تنظم جولة في السنة المقبلة) ما بين 40 و70 مليون دولار بدل التنظيم، علما ان العقد بين الجانبين يتضمن بندا ينص على سرية الرقم المالي وعدم كشف المبلغ المتفق عليه.&&وعموما تراعي الشركة المالكة للحقوق الحلبات الاوروبية باعتبار ان البطولة انطلقت من بلدان القارة، لذا فان بدل رخصة حلبة برشلونة اقل مما تدفعه حلبة خارج هذه القارة او اخرى جديدة تعتزم دخول الميدان. وعندما حاولت فرنسا العودة الى روزنامة بطولة العالم توجب عليها دفع نحو 25 مليون دولار.&&يذكر ان قانون الشركة المالكة للحقوق (فوم) ينص على ان معاملاتها المالية يجب ان تكون بالدولار الاميركي، وكان الامر يناسب الحلبات الاوروبية، لكن مع تراجع اليورو امام الدولار بات القائمون على هذه الحلبات والمشرفون على التنظيم يعيشون صراعا جديدا وتحديا كبيرا.&&وبعملية حسابية بسيطة، يكشف متابعو ادارة الحلبات ان فرنسا مثلا استطاعت المحافظة على جائزتها (تقام على حلبة مانيي كور) من 2004 الى 2008 بفضل فارق سعر الصرف بين اليورو والدولار. وكان الرهان دائما على قوة اليورو.&&لكن السؤال الذي يطرح في ظل التطورات الاقتصادية المتسارعة، كيف تعوض الخسائر المادية وهل هي استثمارات غير مباشرة؟.&الواضح ان حكومات مركزية او اقليمية حيث تنظم سباقات وتوجد حلبات، تجد في الاستضافة الدورية لجوائز فورمولا واحد استثمارا تسويقيا استراتيجيا، فتقدم دعما ماليا يعوض الخسائر ويردم الهوة.&&وتتجلى الاستثمارات غير المنظورة في العائدات السياحية، فمثلا يستفيد اقليم كاتالونيا بنحو 300 مليون يورو سنويا، علما ان الحكومة تقدم 180 مليونا. اما العائدات غير المباشرة لسباق مانيي كور على منطقة بورغونيون الفرنسية فتقدر بــ70 مليون يورو.&&وتعمد ادارات الحلبات على تشغيلها في مناسبات وسباقات متنوعة وكثيرة تتعدى الــ320 يوما في السنة، لتعود الى الربحية وتوازن بين المدخول والمصروف. لكنها تخشى في المقابل ان يؤثر انكفائها عن استضافة جائزة كبرى للفورمولا واحد على سمعتها، فتخسر بعضا من النشاطات والمناسبات المدرة للاموال، والتي يفضل اصحابها مرافق واماكن شهيرة، والفورمولا واحد من عوامل الجذب المؤثرة.&&وافضى الوضع المستجد الى شراكات فرنسية &- اسبانية، توفر لحاملي التذاكر السنوية خفضا بنسبة 10 في المئة عندما مشاركتهم في جولات سياحية موازية وتأمين نقليات منظمة، والاستفادة من خفض مقداره 20 في المئة على تذاكر زيارة ملعب كمب نو ومتحف نادي برشلونة. كما استفاد حاملو هذه التذاكر من دخول مجاني الى صالون برشلونة للسيارات الذي نظم بالتزامن مع سباق الجائزة الكبرى.&&والصعوبات المادية التي تعانيها حلبات لا تؤثر بايكلستون فهو لا يرأف بحالها، حتى اذا مس الخطر حلبة مونزا معقل فيراري، فالضمانة الوحيدو بالنسبة اليه هي المال ولا شيء آخر، ولان هناك اماكن كثيرة لا تزال تلبي "جشعه". واقصى ما خرج به من "الاجتماع البناء" &للمجموعة الاستراتيجية الذي عقد اخيرا في لندن وضمه الى رئيس الاتحاد الدولي لسيارات الفرنسي جان تود وممثلي فرق مرسيدس وفيراري ورد بل وماكلارن ووليامس وفورس انديا، لمناقشة مستقبل الفورمولا واحد، اجراء تعديلات تجعل السيارات اكثر سرعة والسباقات مثيرة.&&واذا كانت حلبات اوروبا تحديدا تعاني، فان حلبات اخرى عانت منذ "الولادة" على غرار حلبة يونغ غام الكورية الجنوبية التي تضم مدرسة لتعليم قيادة السباقات. &&إنشئت هذه الحلبة وسط شبه جزيرة ومنتجع بحري، ودشنت في عام 2010 لكن يبدو ان سباقات فورمولا واحد غريبة عن اهل الدار. فبعد اربع استضافات منيت بخسائر وديون تجاوزت الـ140 مليون دولار، فاعتذرت ادارتها عن تنظيم السباق في العام الماضي، واوقفت عقدها مع "فوم"، التي غرمتها مبلغ 86 مليون دولار اي ضعف ما سددته للحصول على الرخصة. &&وشهدت المصير ذاته حلبة الهند التي ضمت مدرسة قيادة ايضا وانشئت عام 2011 على بعد نحو 50 كلم من نيودلهي، قرب ستاد للكريكيت يتسع لــ100 الف متفرج. وقد مولتها شركة جايبور للعقارات واعمال البناء، لكنها عانت من البيروقراطية الحكومية. وبعد 3 جولات ضمن بطولة العالم لفظت انفاسها نظرا للاقبال الضعيف، حتى ان "فوم" ضاقت ذرعا من هذا الاختيار وتنفست الصعداء عند توقفها.&&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف