نهائي "الحلم" بين ديوكوفيتش وفيدرر في فلاشينغ ميدوز

يمكن ان يطلق على نهائي بطولة استراليا المفتوحة، اخر البطولات الاربع الكبرى في كرة المضرب والمقامة على ملاعب فلاشينغ ميدوز، نهائي "الحلم" اذ سيجمع بين لاعب فرض نفسه الافضل في الاعوام الاخيرة بشخص الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف اول وبين اخر يعتبر افضل من مارس اللعبة بشخص السويسري روجيه فيدرر الثاني.&وحجز ديوكوفيتش مقعده في نهائي البطولة الاميركية للمرة الخامسة في الاعوام الستة الاخيرة والسادسة في مسيرته بعدما جرد الكرواتي مارين سيليتش من اللقب بالفوز عليه بسهولة 6-صفر و6-1 و6-2، فيما سيتواجد فيدرر في نهائي فلاشينغ ميدوز للمرة الاولى منذ 2009 والسابعة في مسيرته بعدما تخلص من مواطنه ستانيسلاس فافرينكا الخامس بالفوز عليه بثلاث مجموعات ايضا 6-4 و6-3 و6-1.&في المواجهة الاولى، لم يجد ديوكوفيتش، الساعي الى لقبه الثاني في البطولة الاميركية بعد عام 2011 حين توج على حساب الاسباني رافايل نادال، صعوبة على الاطلاق في التخلص من عقبة سيليتش الذي فاجأ الجميع باحراز لقب العام الماضي على حساب الياباني كي نيشيكوري.&وهذه المرة الاولى التي يخسر فيها لاعب هذا العدد القليل من الاشواط (3) في نصف نهائي فلاشينغ ميدوز، متفوقا على الاسترالي لايتون هيويت الذي خسر 4 اشواط في نصف نهائي 2001 امام الروسي يفغيني كافيلنيكوف، علما بان الانجاز القياسي في نصف نهائي البطولات الكبرى بالمجمل مسجل باسم السويدي بيورن بورغ الذي تغلب على الايطالي كورادو بارازوتي 6-صفر و6-1 و6-صفر في رولان غاروس عام 1978.&"من البديهي ان شعوري رائع لاني تمكنت من اللعب بهذه الطريقة الجيدة اليوم (الجمعة) في هذه المرحلة من البطولة"، هذا ما قاله ديوكوفيتش الذي يبحث عن لقبه الكبير الثالث هذا الموسم والعاشر في مسيرته، وهو كان يمني النفس باحراز الرباعية الكبرى هذا الموسم الا انه سقط في نهائي رولان غاروس الفرنسية امام فافرينكا.&لكن الصربي سيطر على معظم القاب دورات الماسترز للالف نقطة هذا الموسم بفوزه في انديان ويلز وميامي الاميركيتين وروما ومونتي كارلو، ثم وصل الى نهائي آخر دورتين في مونتريال الكندية وسينسيناتي الاميركية قبل ان يخسر امام البريطاني اندي موراي ومنافسه المقبل فيدرر.&وتابع ديوكوفيتش الذي احتاج الى 53 دقيقة ليتقدم 2-صفر ثم الى 32 دقيقةاخرى لحسم اللقاء بعد ان كسر ارسال منافسه الكرواتي في 8 مناسبات: "حافظت على تركيزي الكامل ولم اترك للاصابة التي عانى منها مارين في المباراتين الاخيرتين (في ركبته) ان تستحوذ على تفكيري كثيرا".&وواصل "كل ما اردته هو التركيز على ما يجب القيام به في ارضية الملعب وان العب بالاندفاع الصحيح، ان اجعله يتحرك، ان اتمكن من لعب الضربات الخلفية في المكان المناسب بقدر الامكان. بالمجمل، كانت مباراة جيدة بالنسبة لي وسأحمل هذا الدفع المعنوي معي الى النهائي".&واكد ديوكوفيتش تقوقه التام على سيليتش بالفوز عليه للمرة الرابعة عشرة من اصل 14 مواجهة بينهما، واضعا حدا لمسلسل انتصارات الكرواتي في البطولة الاميركية عند 12 فوزا متتاليا.&وهذه المرة الاولى التي ينجح فيها ديوكوفيتش في الوصول الى نهائي جميع البطولات الاربع الكبرى في موسم واحد، كما انه سيخوض النهائي الثامن عشر له في الغراند سلام، علما بان النهائي الاول له يعود الى عام 2007 حين خسر في فلاشينغ ميدوز بالذات امام منافسه المقبل فيدرر ثم خسر نهائي البطولة الاميركية عام 2010 ايضا امام نادال و2012 امام موراي و2013 امام نادال مجددا.&واصبح ديوكوفيتش ثالث لاعب فقط في حقبة الاحتراف يصل الى نهائي جميع البطولات الاربع الكبرى في موسم واحد بعد فيدرر (2006 و2007 و2009) والاسترالي رود لايفر (1969).&ومن المؤكد ان المهمة المقبلة للصربي لن تكون سهلة بمواجهة فيدرر الذي يسعى الى استغلال وصوله الى النهائي للمرة الاولى منذ 2009، حين خسر امام الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو، على اكمل وجه من اجل العودة الى ساحة التتويج في البطولات الكبرى لاول مرة منذ 2012 حين توج بطلا لويمبلدون للمرة السابعة، رافعا رصيده الى 17 لقبا كبيرا.&"انا سعيد جدا، كانت بطولة رائعة حتى الان"، هذا ما قاله فيدرر بعدما تخلص من مواطنه فافرينكا في ساعة و32 دقيقة فقط، مضيفا: "حاولت جاهدا في الاعوام الستة الاخيرة للوصول الى النهائي مرة اخرى، كنت قريبا من تحقيق ذلك في بعض الاحيان والليلة (الجمعة) نجح الامر امام ستان الذي خاضه بدوره بطولة جيدة".&ووصف فيدرر الذي سيخوض النهائي الكبير السابع والعشرين في مسيرته الاسطورية التي قادته الى 5 القاب متتالية في فلاشينغ ميدوز بين 2004 و2008، مستواه الحالي قائلا: "جيد بالتأكيد، قد يكون الافضل لي. انا ارسل بشكل جيد جدا، والعب بطريقة ايجابية. انا انفذ الضربات التي اريدها وحبذا لو تجري الامور كما اريد لمرة واحدة اخرى هذا العام"، اي في النهائي ضد ديوكوفيتش.&وكانت مباراة نصف النهائي بين فيدرر وفافرينكا، بطل استراليا المفتوحة لعام 2014 ورولان غاروس لهذا العام، المواحهة العشرين بين الصديقين والسادسة في بطولات الغراند سلام لكنها الاولى في فلاشينغ ميدوز.&وعزز فيدرر الذي عادل انجازه في بطولة ويمبلدون لعام 2006 بعدم خسارته سوى 52 شوطا في طريقه الى النهائي، سجله امام مواطنه بتحقيقه فوزه السابع عشر عليه مقابل ثلاث هزائم فقط، محققا ثأره منه لان الاخير اطاح به هذا الموسم من الدور نصف النهائي لرولان غاروس في انتصاره الوحيد على الاسطورة من اصل 6 مواجهات بينهما في بطولات الغراند سلام.&كما اصبح فيدرر (34 عامما) اكبر لاعب يصل الى نهائي احدى البطولات الكبرى منذ 2005 حين حقق ذلك الاميركي اندري اغاسي (35 عام) في فلاشينغ ميدوز بالذات.&ومن المؤكد ان فيدرر لا يكترث بهذه الاحصائيات وكل ما يهمه حاليا هو التفوق على ديوكوفيتش في نهائي الاحد الذي سيشكل المواجهة الثانية والاربعين بين اللاعبين الكبيرين، ويتفوق السويسري بفوز واحد فقط (21 مقابل 20 لمنافسه).&وتحدث فيدرر عن مواجهة ديوكوفيتش الذي سيلتقيه للمرة الرابعة في نهائي احدى بطولات الغراند سلام بعد فلاشينغ ميدوز 2007 (فاز فيدرر بثلاث مجموعات) وويمبلدون 2014 و2015 (فاز ديوكوفيتش بخمس واربع مجموعات على التوالي)، قائلا بان اللاعبين لا يحاولان تعديل طريقة لعبهما عندما يتواجهان، مضيفا: "انها (المباراة) ضربات مباشرة وحسب، واعتقد ان هذا ما يميز الخصومة بيننا. (المواجهة) تكون بدنية جدا ونحن الاثنان بامكاننا التعامل مع اي شيء نوجهه لبعضنا، واعتقد ان مواجهاتنا تكون دائما متكافئة".&وفي حال تمكن فيدرر من الفوز على ديوكوفيتش دون ان يخسر اي مجموعة، فستكون فلاشينغ ميدوز البطولة الكبرى الثالثة التي يحرزها الاسطورة السويسرية دون ان يخسر اي مجموعة بعد ويمبلدون 2006 واستراليا 2007.