قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
امتعض الفرنسي تيدي رينر عندما كان مواطنه البطل الاولمبي دافيد دوييه يسلمه حزاما برتقاليا في الجودو خلال مناسبة رياضية في المدرسة، ونبهه الى ان مستواه يخوله نيل الحزام الاخضر، وانه يستحقه بعد الامتحان والاختبارات التي خضع لها.&كان رينر وقتذاك في العاشرة من عمره، ودوييه في عز مجده بطلا متوجا لا يعرف الفتى الصغير وطموحاته، غير ان مدرب رينر تعمد وطلب من الضيف دوييه ان يبدل الحزام، كي ينبه تلميذه الى ضرورة الاهتمام بنظريات اللعبة على غرار تفوقه في تقنياتها. ويعترف رينر انه كان ثرثارا خلال الحصة النظرية ولا يعير شرح المدرب الاهتمام اللازم.&ويبدو ان رينر تعلم الدرس جيدا، فبعد سنوات بات يقارن بدوييه وغيره من ابطال الـ"تاتامي"، خصوصا بعد حصده ذهبية الوزن المفتوح في دورة لندن الاولمبية، معوضا اخفاقه في بكين قبل اربعة اعوام.&وواصل العملاق الفرنسي (04ر2م، 131 كلغ) مسيرته التصاعدية، وهو ينتظر بفارغ الصبر يوم 12 آب/اغسطس 2016 ليحتفظ بلقبه الاولمبي في ريو دي جانيرو.&في سجل رينر (26 سنة) 95 انتصارا متتاليا، اي منذ خسارته نهائي الوزن المفتوح امام الياباني دياكي كاميكاوا خلال بطولة العالم في طوكيو (13 ايلول/سبمتبر 2010)، ويومها لم يهضم ما حصل معتبرا ان الفوز سرق منه بقرار من الحكام، وذلك بعد احرازه ذهبية وزن ما فوق 100كلع.&حصد رينر اخيرا اللقب العالمي للمرة الثامنة تواليا، في خطوة لا سابق لها في عالم الجودو، مكرسا تفوقه الكبير على منافسيه، وفي مقدمهم الياباني ريو سيشينوهي للمرة الرابعة. وحطم بهذا الانجاز رقم الياباني الآخر ريوكو تامورا تاني.&جاء انتصار رينر الاخير رغم معاناته قبلها من اصابات عدة، لكنه لم ينفعل ويتأثر كما كانت حاله عقب فوزه الاولمبي. فاحداث لندن "لا تزال ماثلة امام عيني"، مضيفا ان خبرته القليلة جعلت مشواره الاولمبي يتوقف في الدور ربع نهائي على يدي الاوزباكستاني عبدالله تانغرييف في بكين 2008. لكن لكل من الالقاب العالمية التي في حوزته احساسا مختلفا يختصر قصة جهد وتصميم.&في آستانة عاصمة كازاخستان، وتحت انظار الياباني ياشوهيرو ياماشيتا اسطورة حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، فرض رينر ايقاعه مجددا ليضمن لقبه العالمي الثامن، على طريق ريو دي جانيرو 2016. ويتفاءل بالاستحقاق المقبل لا سيما انه احرز لقبه العالمي الاول عام 2007 في ريو دي جانيرو، وكان في السابعة عشرة من عمره.&ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: من يستطيع منع رينر من التتويج في ريو؟ خصوصا انه اعلن عن طموح حصد ثلاثية اولمبية، بحيث يقرن الانتصار المرتقب في ريو بآخر في طوكيو عام 2020، ويكون عامذاك في الـ31 من عمره، اي في عمر مواطنه دوييه الذي حصد في سيدني 2000 لقبه الاولمبي الثاني. ويقول انه قد يتابع مسيرته وينافس في طوكيو بحضور ولده ادن (عمره 18 شهرا حاليا) "ليكون فخورا بي".&وفي حال تحققت هذه الامنية، يعادل النجم الفرنسي انجاز الياباني تاداهيرو نومورا (وزن دون 60 كلغ) الفائز بثلاث ذهبيات في دورات اتلانتا 1996 وسيدني 2000 واثينا 2004.&يدرك رينر جيدا ان الجميع يترصد خسارته، علما ان الهزيمة واردة عموما في كل نزال، وهذا امر طبيعي. لكن بعد احتكاره المحكم اصبح من الغريب والمنتظر في آن ان يخسر، على حد تعبيره. ويتابع جازما "لكني لن اسمح لمنافسي ان يسعدوا بذلك مطلقا"، واستباقا لاي "طارىء" يتدرب رينر تحت اشراف فرانك شمبيللي على التصرف السريع وقلب الامور في مصلحته خلال ثوان قليلة قبل نهاية المباراة.&وبالمقارنة مع دوييه وياماشيتا والهولندي انطون غيسنك (قاهر قلوب اليابانيين والفائز بذهبية الوزن الثقيل في عقر دارهم خلال دورة طوكيو الاولمبية عام 1964)، يمكن القول ان رينر هو اكثر الابطال الذين اوجدوا فارقا مع منافسيهم، فهو يحدد آفاقا وامكانات ويسعى لبلوغها ثم تجاوزها.&يقول رينر انه تعلم ان يرسم حافزا يبلغه بجهده واجتهاده، ويتبع دائما اسلوب الحذر في التعامل تجنبا لاي خطأ قد يوقعه في محظور المنشطات، التي تستوجب مكافحتها بشتى السبل ومنها "عدم الرحمة" مع المرتكبين، و"لا تجوز عودتهم الى المنافسة"، وفق رأيه.&ورينر الوجه الاعلاني يجد في الرياضة وسحرها دورا جامعا. وتقدر عائداته السنوية بـ3 ملايين يورو، اي ما يساوي راتب لاعب متواضع في بطولة الدرجة الاولى لكرة القدم. لكن المداخيل المالية، مسألة نسبية في نظره.&والى جانب اهتمامه باستثمار ما يجنيه والاقتصاد والادخار للمستقبل، يساعد رينر كثيرين ويجد "متعة فائقة في العطاء". كما يعرب عن فخره في حال اختير لحمل العلم الفرنسي في طابور العرض اثناء افتتاح العاب ريو 2016 (وهذا متوقع)، لانه "شرف كبير ان اكون قائدا للبعثة، وهذا الاختيار ينم عن تقدير وتكريس لمن بذل جهدا استثنائيا وحقق انجازات وبات مثالا يحتذى".&&