يزور الأراضي المحتلة للمرة الأولى
بالستينو: فريق تشيلي يتواصل مع جذوره في الأراضي الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
على العشب الاخضر لملعب بلدة البيرة في الضفة الغربية، يتشارك افراد نادي بالستينو التشيلي مع اطفال فلسطينيين ما هو اكثر من كرة: الفريق الذي رفع لواء القضية الفلسطينية لعقود، يزور الاراضي المحتلة للمرة الاولى.
تأسس ديبورتيفو بالستينو ("النادي الرياضي الفلسطيني") في 20 آب/اغسطس 1920 على يد مهاجرين فلسطينيين في تشيلي، وحمل على قميصه الوان العلم الفلسطيني الاحمر والاخضر والابيض والاسود للتعبير عن انتمائه.
ويقول نائب رئيس النادي جورج صباغ "رحلتنا الى الاراضي الفلسطينية تاريخية، من بالستينو النادي في تشيلي الى فلسطين".
يضيف لوكالة فرانس برس "في زيارتنا نحاول ان نربط الجالية الفلسطينية في تشيلي (...) مع الجيل الصغير في فلسطين".
هذا الاسبوع، بدأ الفريق زيارة هي الاولى من نوعها، يحاول خلالها الربط بين لاعبيه الذين يتحدر بعضهم من جذور فلسطينية، والفلسطينيين الذين شجعوه طوال عقود. والجمعة، زار اللاعبون ملعب ماجد اسعد في بلدة البيرة حيث "تمرنوا" مع عشرات الاطفال من الجنسين، وتبادلوا معهم ركل الكرات والتقاط صور "سيلفي".
والبيرة هي احدى محطات الزيارة التي بدأت الاثنين، وشملت حتى الآن لقاء مع المنتخب الفلسطيني في نابلس مساء الثلاثاء (فاز فيه المنتخب 3-صفر)، وزيارة القدس وبيت لحم، ومباراة في الخليل الخميس مع تشكيلة من لاعبي اندية المدينة (انتهت بالتعادل 6-6).
كما يسعى النادي لدخول قطاع غزة، الا انه لا يزال في انتظار تصريح اسرائيلي بذلك.
واجه النادي مشكلات عدة على خلفية دعمه العلني للقضية الفلسطينية. ففي العام 2013، اعتمد النادي تصميما جديدا لقميصه يتضمن خريطة لفلسطين التاريخية قبل قيام دولة اسرائيل عام 1948، ما اثار احتجاجا واسعا من الجالية اليهودية في تشيلي.
وقرر الاتحاد التشيلي في حينه معاقبة النادي، معتبرا ان الخريطة هي موقف سياسي. وعدل النادي بعد ذلك من التصميم، الا انه ابقى على الخريطة بطريقة اقل وضوحا، وبات يضعها على الاكمام.
- "سفير" فلسطين -
ويحظى النادي بشعبية واسعة في الاراضي الفلسطينية.
وعلى صفحة بالعربية اقامها مشجعوه على موقع "فيسبوك"، نشر العديد من صور الزيارة. ووصف المسؤولون عن الصفحة المباراة بين بالستينو والمنتخب الفلسطيني بـ "التاريخية".
وفي البيرة، لم يخف اطفال فرحتهم بلقاء اللاعبين وجها لوجه.
وتقول الفتاة لين باسم (13 عاما) التي تلعب مع المنتخب الفلسطيني لما دون 14 عاما، "كنا نسمع عنهم في الاخبار".
تضيف "كنت اسمع كثيرا ان ثمة فريقا في تشيلي يلعب باسم فلسطين، وكنت اتابعه عبر الانترنت. سعادتي كبيرة اليوم لاني اشاهدهم بعيني".
وبعيد وصول الفريق الى رام الله الاثنين، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب في مؤتمر صحافي ان بالستينو "شكل على مدار عشرات السنين سفيرا وعنوانا ونقطة نشر للحالة الفلسطينية".
ودخل النادي عالم الاحتراف عام 1952، واحرز بطولة الدوري مرتين. كما يحمل الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية (44) في كرة القدم التشيلية، بحسب ما يفيد على موقعه الالكتروني.
وعرف منذ البداية بلقب "المليونير" نظرا للاستثمارات التي ضخها مالكوه فيه. وبحسب صباغ، يدعم النادي رجال اعمال فلسطينيين يقيمون في تشيلي، وراعيه الرسمي هو "بنك فلسطين".
ويقدر عدد الفلسطينيين في تشيلي بمئات الآلاف، ومعظمهم متحدرون من مهاجرين وصلوا الى اميركا الجنوبية مطلع القرن الماضي.
وبموجب اتفاق بين الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والاتحاد الدولي (فيفا)، اتيحت لعدد من المتحدرين من اصل فلسطيني اللعب مع منتخب بلدهم الام. ومن هؤلاء جوناثان سوريا المولود في تشيلي.
ويقول سوريا لفرانس برس في ملعب البيرة "العب مع المنتخب الفلسطيني ليس للعب وانما لمنح الشعب الفلسطيني السعادة".
اما صباغ، المتحدر من بيت لحم، فلا يخفي ايضا سعادته بالزيارة.
ويقول "هي المرة الاولى التي يصل فيها فريق بالستينو الى الاراضي الفلسطينية. امضينا حتى الآن اياما جميلة (...) وعشنا الاوضاع التي يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني".