لا تزال تفاعلاتها مستمرة وتبعاتها تشغل اروقة دولية
سباقات الدراجات في مصيدة "منشطات آلية"
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&كأن شرارة اشعلت نارا في هشيم، واستعرت بدءا من 30 كانون الثاني/يناير الماضي، لتعيد الى واجهة قضايا المنشطات وشؤون الغش الرياضي وشجونه احوال رياضة الدراجة الهوائية، التي لطخت سمعتها بين العامين 1990 و2000، ولا تزال تفاعلاتها مستمرة وتبعاتها تشغل اروقة دولية.
لكن المستجد على هذا الصعيد ليس تنشطا كيميائيا، بل تكنولوجيا فائقا. واللافت في الامر ان رئيس الاتحاد الدولي للدراجات البريطاني مايكل براين كوكسون كشف العام الماضي ان "عائلة اللعبة تواجه عدوا خفيا". وكان يعني في ذلك محركات كهربائية دقيقة تجهز بها دراجات، ما يمنح متسابقين افضلية ومساعدة غير مرئية.&وقد شهدت بطولة العالم لاختراق الضاحية (سيكلو كروس) في زولدر (بلجيكا) اخيرا إنسحاب بطلة اوروبا للشابات البلجيكية فيمكه فان دن دريسشه (19 سنة)، واتضح لاحقا انها كان تخوض سباقا على دراجة مزودة بمحرك كهربائي. وهي تقنية معقدة قليلا تولد قوة قوامها ما بين 10 و20 واط، فتحدث فارقا كبيرا بالنسبة للمحترفين. &&وقبل نحو ستة اعوام اثيرت شكوك عدة حول انجازات محققة، منها ناجم عن فوز السويسري فابيان كونسيلارا في "تور دي فيلاندر"، والبلجيكي طوم بونن في غرامون، بفضل "سبرنت" غير مألوف.&فكان جائزا ان يتساءل كثر عن استخدام دراجات "ملغومة" بمحرك خفي. ولم يسلم من هذه "الهجمات والتصويبات" البريطانيون الفائزون في دورة لندن الاولمبية عام 2012، ومواطنهم كريس فروم والاسباني البرتو كونتادور، اللذان تميزا في مراحل جبلية خلال دورتي فرنسا وايطاليا.&كانت همسات وشكوك حول تقنيات لا يمكن ضبطها او كشفها، علما ان فروم نفسه (بطل دورة فرنسا مرتين) حذر اخيرا من امكان وجود وسائل غش آلية، مطالباً بتكثيف الكشف على الدراجات لضبط المخالفين. وفي حين تجزم دن دريسشه انها بريئة، وقد استخدمت خطأ دراجة شبيهة بدراجتها يبدو انها "ملغومة آليا"، يؤكد فروم انه سمع احاديث عن وجود وسائل غش آلية، وانه نقل ما سمعه الى الاتحاد الدولي للدراجات، ناصحا ان يطبق الاتحاد المعنيون معايير للانضباط واجراءات للبدء في الكشف على الدراجات في شكل أكثر انتظاما. وضبط المتسابقة الشابة لا يعني اكتشافا جديدا وفق خبراء، لان المحرك "موضوع التهمة" متداول استخدامه منذ سنوات ومتوافر باسعار متهاودة (نحو 4 آلاف يورو). حتى ان دراجات مزودة به وتستخدم في رحلات الترفيه والنزهات والرياضة العادية اليومية.&غير ان سابقة دن دريسشه اظهرت امكانية استخدام هذه التقنية في السباقات والمنافسات وبصورة خفية، علما ان مجرد معاينة اي دراجة من ناحية الوزن على الاقل، تكشف التلاعب في حال وجوده، باعتبار ان الاتحاد الدولي يسمح بـ8ر6 كلغ كوزن اقصى لدراجات السباقات. وبالتالي، فان "اخفاء آثار اي تلاعب تكنولوجي وآلي" يتطلب تقنيات متقدمة للتضليل وعدم الشك بتخطي الوزن المسموح به. ما يعني ان منظومة هذا العمل تتخطى الدراجين الى ميكانيكيي الفرق.&ويؤمل ان تفضي تحقيقات الاتحاد الدولي والشرطة البلجيكية الى كشف اسرار قريبا. فليست دن دريسشه هي "المجرمة المطلقة" وبطلة القضية من دون منازع، فقد وقعت في مصيدة جرتها الى هذا المصير، واطاحت بآمالها ومستقبلها الرياضي ربما. ما سيفرض اعتماد سياسة مختلفة تضيف الى اجراءات كشف المنشطات تدقيقا تقنيا صارما، ما يحتم رصد موازنات لهذه الغاية باتت اولوية، وسترهق كاهل كثيرين.&ووعد الاتحاد الدولي للدراجات بالتعامل مع هذه المستجدات "المزعجة" بمنتهى الجدية وزيادة وتيرة الفحوص الخاصة بوسائل الغش الآلية، لا سيما على ابواب دورة ريو دي جانيرو الاولمبية.&والمحرك الخفي ابتكر استخدامه المهندس المجري شتيفان فارغاش عام 1998، مطلقا "دراجة هوائية" تصل سرعتها بفضل هذه التقنية الى 80 كلم في الساعة.&ومن الخطوات المتوقع ان يعتمدها الاتحاد الدولي لضبط الوضع، استخدام اجهزة تصوير طبقي "سكانر" لكشف التحايل.&&وكان اختبر هذا الاجراء لدى انطلاق دورة فرنسا من مدينة روتردام الهولندية عام 2010. كما اجرى فحصا دقيقا كاملا على دراجات في سباق ميلانو &- سان ريمو الايطالي عام 2014.&&واوضحت مصادره ان ضبط دراجة المتسابقة دن دريسشه تم "على الطريقة البوليسية"، بعد ورود معلومات من مصدر التصنيع والتجهيز وعملية رصد واستقصاء ومتابعة ومطاردة. وهي طريقة جربها في رصد اداء متسابقين حققوا نتائج متقدمة في سباقات ودورات خلال العام الماضي، حتى انه لجأ الى تركيب كاميرات معاينة وتصوير في اماكن عدة. والخلاصة ان الغش التكنولوجي دخل بقوة وقد يضاهي غش المنشطات ويطلق حرب مكافحة شعواء، مفاجآتها لا تعد ولا تحصى.التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف