رياضة

ضمن مسعاها لجعل الصين قوة كروية عظمى

ملايين الأندية الصينية تغري "فقراء" أميركا الجنوبية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قد تفتقد الى مكانة وهيبة وتاريخ برشلونة الاسباني او تشلسي الانكليزي، لكن الاندية الصينية تغري بملايينها لاعبين موهوبين من اميركا الجنوبية ضمن مسعاها لجعل الصين قوة كروية عظمى.&وفي الوقت الذي ينعم فيه الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار بامجاد واموال برشلونة، فهناك "فيلق" لاتيني اقل شهرة يلبي النداء القادم من الشرق حيث تعقد الصفقات الخيالية التي تبعد هؤلاء اللاعبين عن شبح الفقر.&&"كلاعبين محترفين، يجب ان نراها كفرصة عمل. مسيرتنا قصيرة ويجب ان نفكر بالاستقرار الاقتصادي لعائلاتنا"، هذا ما قاله لاعب الوسط الكولومبي ماوريسيو مولينا الذي لعب في كوريا الجنوبية لمدة ستة اعوام.&ويرى لويس باولو روزنبرغ، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس نادي كورنثيانز البرازيلي سابقا، بان لاعبين من هذا النوع هم "فاعلون اقتصاديون بحتا"، مضيفا: "طالما انهم يحصلون على هذه الملايين، فالامر سيان بالنسبة لهم اذا كانت الصين تملك كرة قدم جيدة او سيئة".&وخلافا للاندية الاميركية التي تستقطب نجوما كبار في اواخر مشوارهم الكروي مثل الانكليزيين ديفيد بيكهام وستيفن جيرارد، فان الاندية الاسيوية تريد نجوما في قمة عطائهم.&وتدفع الاندية الصينية بشكل خاص اموالا طائلة للحصول على هؤلاء النجوم في صفقات تضاهي من الناحية المادية تلك التي تحصل في البطولات الاوروبية الكبرى التي بدأت تخسر ايضا بعض نجومها اللاتينيين لمصلحة الدوري الصيني مثل البرازيلي راميريش الذي انتقل من تشلسي الى جيانغسو سونينغ مقابل 31 مليون دولار ثم لحق به مواطنه اليكس تيكسيرا بعدما تفوق الفريق الصيني في معركته مع ليفربول الانكليزي من اجل الحصول على خدمات هذا اللاعب من شاختار دانييتسك الاوكراني مقابل 56 مليون دولار.&وفي اوائل كانون الثاني/يناير، انتقل الكولومبي جاكسون مارتينيز من اتلتيكو مدريد الاسباني الى غوانغجو ايفرغراند مقابل حوالي 46 مليون دولار.&كما انتقل الدولي العاجي جيرفينيو من روما الايطالي الى هيبي تشاينا فورتشون مقابل 18 مليون يورو، في حين تعاقد شانغهاي شينهوا مع الدولي الكولومبي فريدي غوارين مقابل 13 مليون يورو قادما من انتر الايطالي.&وتطغى النكهة البرازيلية على الدوري الصيني الذي يضم 26 لاعبا من بلاد "السامبا" التي تزود دوري الدرجة الثانية الصيني بـ12 لاعبا اخر بحسب موقع "ترانسفرماركت" المتخصص في تسجيل الانتقالات، فيما كشفت وسائل الاعلام البرازيلية ان 134 لاعبا من بلادها مروا في الصين بين 2003 و2010.&ويحلل روزنبرغ هذه الظاهرة قائلا: "اللاعب البرازيلي لا يبدأ مسيرته وهو يهدف الى اللعب مع المنتخب الوطني او التوقيع مع برشلونة، بل يبدأها وهو يفكر بايجاد حل لمشاكله الاقتصادية الناجمة عن خلفيته المتواضعة. العديد منهم لديهم الكثير من الاقارب والاصدقاء الذين بحاجة الى مساندتهم وبالتالي سيسعون الى الحصول على اكبر عائدات ممكنة".&ان ظاهرة شراء اللاعبين البرازيليين كانت محط تشكيك عند اري روكو، خبير التسويق الرياضي في جامعة ساو باولو، الذي قال: "ظهور الصين الى الساحة يؤذي الكرة البرازيلية لانه يتسبب بتضخم السوق دون استمرارية. لا ندري الى متى سيدوم هذا الاستثمار. يبدو انه بمثابة فقاعة موقتة".&وفي الايام التي كانت فيها الانتقالات المماثلة نادرة جدا، توج غوانغجو ايفرغراند بلقبه الاول في الدوري في العام الذي ضم خلاله لاعب الوسط الارجنتيني داني كونكا في 2011 ثم كرت السبحة حتى وصل الامر باندية الدوري السوبر الصيني الى انفاق 314 مليون دولار خلال فترة الانتقالات الحالية بحسب "ترانسفرماركت".&ويبقى معرفة اذا كان تنشيط الدوري المحلي بلاعبين من طراز راميريش وتيكسيرا سيترك اثره الايجابي على المنتخب الوطني الذي اختبر المشاركة في كأس العالم مرة واحدة في تاريخه عام 2002 حين خسر مبارياته الثلاث وتلقت شباكه 9 اهداف دون ان يسجل اي هدف.&وقد وضع الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ الذي يعتبر من اشد انصار اللعبة، استضافة المونديال والفوز به هدفا له، وهو يريد "تحويل الصين الى قوة رياضية عظمى كجزء من الحلم الصيني".&ومن ابرز النقاط في مشروع الرئيس لتطوير كرة القدم في الصين انشاء 50 الف مدرسة كروية خلال السنوات العشر القادمة، واجبار بعض التلامذة على ممارسة كرة القدم.&"في الصين، ارادوا نمو كرة القدم لكنهم تساءلوا عن السبب الذي منعهم من تحقيق اي تقدم"، هذا ما قاله سيرخيو غارسيا الذي تولى الاشراف على مدارس لتدريب اللاعبين الصينيين الشبان في بلده الام الارجنتين.&وواصل: "المشكلة كانت ان اللاعبين الشبان لا يمكنهم بدء اللعب وهم في السادسة عشرة من عمرهم لانهم مضطرون الى التواجد في المدرسة طيلة اليوم. الان، قرروا تعليم كرة القدم في المدارس الابتدائية والثانوية. لكني اعتقد بان استثمار الاموال بهذا الشكل الكبير يحمل طابعا تسويقيا اكثر من المساعدة على نمو اللعبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف