تأهلت إلى كأس آسيا والدور الثالث الحاسم من تصفيات المونديال
سوريا تحدت النار والدمار وتخوض حلم الكبار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تحدى منتخب سوريا لكرة القدم الظروف الصعبة والقاسية التي تعيشها البلاد جراء الحرب الدائرة فيها وعليها منذ اكثر من 5 سنوات وخلفت الموت والدمار في معظم المدن والمناطق وانعكست سلبا على جميع النشاطات الحياتية بما فيها الرياضية.
ونال المشهد الرياضي عامة وكرة القدم خاصة النصيب الاكبر فغاب ضجيج الملاعب وفرض دوي القذائف والصواريخ نفسه ما ارغم اتحاد اللعبة على تغيير نظام البطولات المحلية وإقامة منافساتها على ملاعب دمشق واللاذقية حصرا لانها الأكثر أمنا.
وتضاعفت الصعوبات التي فرضتها الحرب بقرار الاتحادين الدولي والاسيوي حظر إقامة أي مباراة رسمية أو ودية على الملاعب البيتية، الا ان الكرة السورية أثبتت أنها لا تزال تنبض بالحياة وأنها تمتلك القدرة على إطلاق صرخة فرح رغم كل شيء.
ولعل اكبر دليل على هذه الحيوية تأهل المنتخب السوري إلى نهائيات كأس آسيا 2019 في الامارات وإلى الدور الثالث الحاسم من تصفيات مونديال 2018 في روسيا رغم خوضه جميع مبارياته خارج أرضه.
إنجاز اشبه بالإعجاز ولكن..
ولم يكن غريبا أن يصف اصحاب الشأن تأهل سوريا باحتلالها المركز الثاني بعد منافسة شديدة حتى الدقيقة الاخيرة مع اليابان الاعرق والاهم على الصعيدين الاسيوي والدولي في المجموعة الخامسة برصيد 18 نقطة من 6 انتصارات وخسارتين، بأنه أشبه بالاعجاز.
واعتبر رئيس الاتحاد الرياضي العام (اعلى سلطة رياضية) اللواء موفق جمعة ان هذا التأهل "يؤكد المكانة الكبيرة للرياضة السورية والقدرات الكبيرة للرياضيين السوريين رغم كل الظروف الصعبة"، بينما كان من وجهة نظر رئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان "نتيجة للعمل الجاد والإصرار والتحدي وروح العمل الجماعي".
وكانت الاستعدادات للتصفيات المزدوجة متناسبة مع الظروف التي تعيشها البلاد، لكن المشكلة التي واجهت المدرب فجر إبراهيم تمثلت بعدم القدرة على تجميع اللاعبين في معسكرات تدريبية محلية أو حتى خارجية لأن معظم العناصر هم من المحترفين لذلك اقتصرت على عدد محدودوتم تعويضها بالمباريات الودية الدولية التي حقق فيها المنتخب السوري نتائج جيدة أمام الاردن والعراق والبحرين وعمان.
ويرى العديد من خبراء اللعبة المحليين أن التأهل يعد إنجازا كبير لكن الأهم هو العمل على إعداد المنتخب بشكل نوعي نظرا لقوة المنافسة في المراحل المقبلة.
ويعتبر اللاعب الدولي السابق جوزيف شهرستان أن على الاتحاد أن يعمل مبكرا على إعداد المنتخب بمعسكرات ومباريات نوعية لأن اللعب مع كبار آسيا في الدور الحاسم من تصفيات المونديال "لن يكون مجرد نزهة".
ويشارك فادي دباس نائب رئيس الاتحاد ومدير المنتخب شهرستان الرأي: "ندرك صعوبة المنافسات القادمة ووضعنا خطة عمل نوعية للوصول بالمنتخب الى افضل جاهزية تمكنه من المنافسة بقوة ونأمل ان يحقق حلم الوصول الى روسيا 2018".
ظاهرة المحترفين والمدرب المحلي
وظاهرة اللاعبين المحترفين في التشكيلة هي جديدة في تاريخ المنتخبات السورية، وللمرة الأولى تضم أكثر من 18 لاعبا محترفا مع عدد محدود من المحليين تتم الاستعانة بهم من مباراة الى اخرى.
والمحترفون هم الحارس مصعب بلحوس (أصبح بلا فريق بعد إلغاء التعاقد مع حراس المرمى في عمان) وأحمد الصالح (الشرطة العراقي) ونديم صباغ وعلاء الشبلي (نفط الوسط العراقي) وزاهر ميداني وحسين جويد وعدي جفال (الزوراء العراقي) ومارديك مردكيان وسعد احمد (النفط العراقي) ومؤيد عجان (الجوية العراقي) وعمرو ميداني (الميناء العراقي) وحمدي المصري (المحرق البحريني) ومحمود المواس (الحالة البحريني) وفهد اليوسف (الجزيرة الاردني) وعبد الرزاق الحسين (العهد اللبناني) وعمر خريبين (الظفرة الاماراتي) واحمد كلاسي (سيراييفو البوسني) وسنحريب ملكي (قاسم باشا التركي).
والمحليون هم الحارس محمود عالمة ولاعب الوسط أسامة أومري وخالد مبيض ونصوح نكدلي (الوحدة الدمشقي) ومحمود البحر ويوسف قلفا (الجيش) واحمد الأشقر (الحرية)، وشارك اللاعب المخضرم رجا رافع (الوحدة) في عدة مباريات قبل أن يتم استبعاده.
والتأهل هو السادس لسوريا إلى نهائيات كأس آسيا والثاني على التوالي بقيادة المدرب المحلي فجر إبراهيم بعد 2011 في الدوحة.
وهو التأهل الأول لسوريا إلى الدور الحاسم من تصفيات المونديال منذ نحو 30 بعد مونديال 1986 حيث خسرت أمام العراق 1-3 فتأهل العراقيون.
وتأهلت سوريا إلى نهائيات كأس اسيا 5 مرات وخرجت من الأدوار الأولى (المجموعات).
وقاد الدولي السابق موسى شماس المنتخب لاول مرة الى النهائيات الاسيوية في الكويت عام 1980 ففاز على الصين وبنغلادش بنتيجة واحدة 1-صفر، وتعادل مع إيران سلبا وخسر أمام كوريا الشمالية 1-2.
وكانت المشاركة الثانية في سنغافورة 1984 بقيادة المدرب الروسي فاسيلييف ففازت سوريا على كوريا الجنوبية 1-صفر، وتعادلت مع قطر 1-1، وخسرت أمام الكويت 1-3، وأمام السعودية 1-2.
وفي قطر 1988، فازت سوريا بقيادة المدرب الروسي أناتولي ارزانيكوف على الكويت والبحرين بنتيجة واحدة 1-صفر، وخسرت أمام الصين صفر-3، وأمام السعودية صفر-2.
وفي الإمارات 1996 بقيادة المدرب البيلاروسي يوري كورنين، فازت على أوزبكستان 2-1، وخسرت أمام الصين صفر-3، وأمام اليابان 1-2.
وفي المشاركة الخامسة في الدوحة 2011، اهل فجر ابراهيم المنتخب السوةري الى النهائيالت وقاده فيها الروماني فاليرو تيتا ففاز على السعودية 2-1، وخسر أمام الأردن واليابان بنتيجة واحدة 1-2.
بالون مورينيو
وعلى الرغم من أنه حقق إنجازا كبيرا في التصفيات المزدوجة، قد لا يكون فجر ابراهيم على رأس الجهاز التدريبي الجديد بعد انتهاء عقده مع انتهاء التصفيات وبدأ اتحاد اللعبة بالبحث عن مدرب جديد قد يكون عربيا.
وعلق فجر إبراهيم بتصريح لوكالة فرانس برس "حققت الأهم، ونجحت في مهمتي رغم الصعوبات الكبيرة التي نعيشها في سوريا. أتمنى التوفيق للمدرب الجديد وانا على استعداد لاكمل المشوار أن طلب مني ذلك".
وقطع المدرب البرتغالي المثير للجدل والعاطل عن العمل منذ اقالته من تدريب تشلسي الانكليزي في كانون الاول/ديسمبر جوزيه مورينيو الشك باليقين عندما اكد امس الاحد انه سيعود الى التدريب الصيف المقبل ولكن ليس لقيادة منتخب سوريا رغم الاهتمام بخدماته.
ويأتي تصريج مورينيو المرشح لخلافة الهولندي لويس فان غال في تدريب مانشستر يونايتد الانكليزي الموسم المقبل، بعد ايام قليلة من نشر تقارير صحافية عن عرض سوري بقي في اطار رسالة تحدث عنها المدرب البرتغالي.
ولم يكن العرض السوري سوى بالون اختبار اطلقه الأمين العام للاتحاد قتيبة الرفاعي الذي اكد انه "وجه كتابا رسميا إلى وكيل أعمال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لتدريب المنتخب السوري في الفترة القادمة" مع نشر صورة عن هذا الكتاب باللغة البرتغالية قبل ان يتم نفي هذا الامر من قبل الاتحاد الرياضي العام.