رياضة

هل تواصل مغامرتها أم تنسحب في دور الثمانية؟!

ايسلندا الحالمة "تطرد" إنكلترا من أوروبا وتتوعد فرنسا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يعد الامر حلما وان تدرج في مراحله، بل بات حقيقة واضحة: منتخب ايسلندا يسطر انجازا كرويا جديدا فيطرد الانكليز من اوروبا ويعبر الى ربع نهائي النهائيات، ثم يتوعد اصحاب الارض في موقعة السبت المقبل في باريس.

كانت البداية بالتأهل التاريخي لمنتخب ايسلندا الى نهائيات كأس اوروبا، برغم القاعدة الصغيرة للاعبي كرة القدم في البلاد ويقدر عددهم بنحو 20 الفا، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 330 الفا، ويعد الاصغر في تاريخ نهائيات كأس اوروبا.

تدرج الحلم ليصبح حقيقة ساطعة في البطولة، تعادل 1-1 مع برتغال كريستيانو رونالدو، ثم آخر امام المجر بالنتيجة ذاتها، قبل الفوز التاريخي على النمسا 2-1 والتأهل الى ثمن النهائي.

اعتبر كثيرون ان المغامرة الايسلندية وصلت الى نهايتها لان المنافس هذه المرة هو المنتخب الانكليزي صاحب الاسماء الرنانة والدوري الاشهر في العالم الذي "يتابعه الايسلنديون منذ صغرهم"، لكن المفاجأة حصلت، بفوز ايسلندا على انكلترا 2-1.

دفعت انكلترا ثمن الافراط بالثقة ما ادى الى خسارتها المذلة وخروجها من البطولة، ولم يتأخر مدربها روي هودجسون في تقديم استقالته بعد ان كان يأمل بعبور ايسلندا على الاقل للبقاء حتى مونديال روسيا 2018.

 نزهة مكلفة جدا

كان تعليق اللاعب الايسلندي راغنار سيغوردسون واضحا جدا بقوله "ظنوا انها ستكون نزهة في حديقة، ولكن كان لدينا ثقة بقدراتنا".

وسجل سيغوردسون هدف التعادل في الدقيقة السادسة، بعد دقيقتين فقط من تقدم انكلترا من ركلة جزاء عبر واين روني.

وتابع سيغوردسون "اعتقد بأنه ثاني او ثالث هدف يسجل من رمية جانبية طويلة، انها احد اسلحتنا التي نستعملها كثيرا، ولذلك ليس هناك مفاجأة".

وجاء هدف التعادل من رمية جانية على رأس كاري ارناسون الذي ارسلها باتجاه المرمى انسل لها سيغوردسون وتابعها "طائرة" في شباك جو هارت.

واضاف كولابين سيغثورسون الهدف الثاني لايسلندا في الدقيقة 18.

واضاف سيغوردسون "لم نشعر انهم خلقوا كثيرا من الفرص. كاين (هاري) حصل على فرصة بكرة رأسية مباشرة نحو حارسنا. كانت هناك كرات رأسية كثيرة بعيدة عن المرمى، وتسديدات من بعيد. لم اكن فعلا متوترا فعلا باستثناء الدقيقة الاخيرة".

واوضح "بدأ منتخب انكلترا المباراة بقوة وسجل هدفا مبكرا، ولكن اعتقد بأنهم صدموا بهدف التعادل ومن ثم بهدف التقدم بعد ذلك، اعتقد بانهم توتروا قليلا".

وختم قائلا "اعتقد بان منتخب انكلترا جيد بالتأكيد وحاول جاهدا، ولكن كما تعرفون ليس من السهل التسجيل في مرمى ايسلندا".

وتلعب ايسلندا في ربع النهائي مع فرنسا التي تأهلت على حساب جمهورية ايرلندا 2-1.

 احتفال بالنصر الرائع

احتشد عشرات الالاف خلف شاشة عملاقة في ريكيافيك لمتابعة المباراة حسب ما اورد التلفزيون الرسمي.

فمنذ الاستفتاء على الاستقلال عام 1944، لم يعرف هذا البلد (330 الف نسمة) الا نادرا فرصة الاحتفال بالانتصارات الوطنية. الانجاز الرياضي الاكبر قبل كأس اوروبا كان ميدالية فضية لمنتخب كرة اليد في دورة الالعاب الاولمبية في بكين 2008.

وجاء على موقع التلفزيون الرسمي الالكتروني "نصر لا يصدق لايسلندا"، في حين عنونت صحيفة فريتابلاديد "اولادنا يعيدون انكلترا الى البيت".

وكتب وزير الشؤون الخارجية الايسلندية على تويتر "لا توجد كلمات، فقط دموع وفرح".

وكتبت النائبة استا هلغادوتير على تويتر ايضا "انه البريكست الحقيقي"، في اشارة الى تصويت الانكليز لمصلحة الخروج من الاتحاد الاوروبي قبل ايام، مضيفة "لقد هزمتهم انكلترا، مجددا".

وحضر الرئيس الايسلندي الحالي اولافور راغنار غريمسون الذي يعرف عنه حبه الكبير لكرة القدم الى ملعب اليانز ريفييرا في نيس لمتابعة المباراة من ارض الملعب، مع الرئيس المنتخب غودني يوهانيسون (انتخب السبت الماضي، وسيستلم مهامه في الاول من آب/اغسطس) الشغوف باللعبة.

يوم لن ينسى 

هيمير هالغريمسون المدرب المساعد والشريك للسويدي لارس لاغرباك في الوقت ذاته قال "كنت اكثر استرخاء من المباراة امام النمسا. لو قال لي احد ما قبل اعوام اننا سنصل الى ربع نهائي كأس اوروبا، فلم اكن لاصدق ذلك. لم يعد هناك اي عقبة اكبر من هذه بالنسبة الى هؤلاء الرجال الان".

واشاد هالغريمسون بلاعبيه معتبرا انهم عاشوا يوما "سيحدثونهم عنه طوال حياتهم"، وأمل "بحضور عدد اكبر من مشجعي بلاده الى استاد دو فرانس في باريس (ضد فرنسا)"، ومضيفا بابتسامة "وللمباراة التي تليها ايضا بالتأكيد".

وحضر اكثر من 25 الف ايسلندي الى فرنسا لتشجيع منتخب بلادهم، وتابع قرابة 10 الاف منهم المباريات من داخل الملعب.

ويبلغ عدد سكان ايسلندا نحو 330 الف نسمة، وهي اصغر دولة من حيث عدد السكان تتأهل الى نهائيات كأس اوروبا بعد ان اذهلت الجميع في التصفيات بفوزها على هولندا العريقة ذهابا وايابا وساهمت بابعادها عن البطولة للمرة الاولى منذ 1984.

واضاف هالغريمسون "لقد حققنا تقدما من حيث السيطرة على الكرة، لم نحلل المباراة امام انكلترا بعد ولكن اعتقد بأنها افضل مباراة لنا، لم نواجه صعوبات كبيرة في الدفاع في حين اننا صنعنا الكثير من الفرص. اعتقد بأننا لم نظهر بعد ما نحن قادرون عليه، وسنقدم الافضل في المباراة المقبلة".

ورفع المدرب المساعد الذي سيتولى المهمة بمفرده عقب النهائيات سقف التحدي بقوله "كما قلنا قبل البطولة، في حال كانت استعداداتنا جيدة وكان اللاعبون بمستواهم، فانه يمكننا الفوز على اي منتخب"، مضيفا "مباراة انكلترا ستغير حياة لاعبي ايسلندا، انه يوم سيحدثونهم عنه طوال حياتهم، ولدينا ايضا فرصة لاضافة يوم آخر في غضون اسبوع".

وتحدث عن مواجهة فرنسا قائلا "ستكون مباراة كبيرة، ولكن مع صبغة اقل من حبنا للكرة الانكليزية، ولعل مباراة انكلترا تعني الكثير لنا، اننا نتابع الكرة الانكليزية منذ صغرنا. بالنسبة الى فرنسا، فأعتقد بأن ثقة اللاعبين بانفسهم ستزداد بعد ان اجتازوا هذه العقبة".

وكان هالغريمسون قال عشية المباراة "نحن أمة صغيرة، لكنهم (الانكليز) لا يعرفون اسماء لاعبينا بينما نحن نعرفهم جميعا وسنهزمهم".

وبواقعية، اعتبر لاغرباك بدوره ان مواجهة فرنسا ستكون "اكبر" من لقاء انكلترا بقوله "بالنسبة لي مواجهة فرنسا هي اكبر بكثير من مواجهة انكلترا، لانها في ربع النهائي ولانها الدولة المضيفة، ولان المباراة ستقام في باريس المدينة التي احبها كثيرا".

واعتبر اللاعب الايسلندي كاري ارناسون ان منتخب بلاده حافظ على تنظيمه بقوله "حافظنا على تنظيمنا ودافعنا بشكل جيد، كنا نؤمن جميعنا بالفوز، ولكنها لم تكن حال الاخرين. يغمرني الفرح. مدربنا لم يسبق له ان خسر امام انكلترا وقال لنا بالمواصلة على المنوال ذاته".

واعتبر انها "من دون اشك اكبر نتيجة في تاريخ كرة القدم الايسلندية"، مضيفا "لقد صدمنا العالم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف