بثلاثة من اصابعه الى ساعته
إشارات المدرب العراقي كاظم فليح للاعبيه تعوض فقدانه صوته
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&في ملعب كرة قدم لنادي القوة الجوية العراقي وسط بغداد، يؤشر مدرب فريق الشباب كاظم فليح بثلاثة من اصابعه الى ساعته، اشارة يعتمدها المدرب المخضرم الذي أفقده المرض صوته، ليبلغ اللاعبين بحلول موعد بدء التدريب.
يتولى فليح (57 عاما) منذ اكثر من 25 عاما، تدريب فئة الشباب في القوة الجوية، أحد ابرز أندية كرة القدم المحلية. الا ان اصابته بالسرطان واضطراره العام الماضي لاستئصال حنجرته، أفقده صوته وبات يعتمد على الاشارات والكتابة لاعطاء التعليمات للاعبيه.&ويضطر فليح احيانا لاستخدام جهاز "الحنجرة الاصطناعية"، وهو اسطواني صغير الحجم يضعه على ثقب في رقبته ليتمكن من التحدث، الا ان الذبذبات التي يطلقها تتسبب لفليح بالاختناق أحيانا، مما يجعل استخدامه لهذا الجهاز الصغير محدودا.&ويقول فليح لوكالة فرانس برس "بواسطة الاشارات الحركية يفهم اللاعبون ما أريد ان اركز عليه أثناء التدريب والمباريات".&&يضيف واضعا الجهاز "أهم ما أركز عليه بإشاراتي الى اللاعبين عدم اعتراضهم على قرارات التحكيم، وعندما ارفع أربعة أصابع من يدي الواحدة يعني أطالبهم بالضغط على الخصم وهم يفهمون ذلك جيدا".&&خلال المباريات، ينوع فليح من الحركات التي يستخدمها تبعا لمجريات اللقاء: حركة ذراعين مفتوحتين تعني فتح خطة اللعب والانتشار على مدى الملعب، وعندما يقلصهما يعني تضييق المساحات أمام الخصوم. أما الاشارة باصبعين من يد واحدة مقابل اصبع من اليد الاخرى، فتعني تشديد الرقابة على لاعبي الخصم.&وغالبا ما يسبق هذه الاشارات تصفيق فليح للفت انتباه اللاعبين.&- "لغة العيون" -&يعد فليح من أبرز المدربين على الساحة العراقية، وسبق له تدريب المنتخب العراقي لكرة الصالات، ومنتخب الكرة الشاطئية، ويتولى تدريب شباب القوة الجوية منذ العام 1998.&ويحظى فليح باحترام واسع في بلاده، وتستخدم وسائل الاعلام المحلية في الحديث عنه ألقابا مثل "مكتشف النجوم" و"مربي الاجيال". ويركز هذا المدرب على تنمية مواهب اللاعبين، وينسب اليه الدور الأبرز في صنع عدد من نجوم اللعبة في العراق.&الا ان فليح شكا مرارا من قلة الاهتمام الرسمي به، كما يتأثر حاليا بأزمة مالية يعانيها النادي، أدت الى وقف الرواتب منذ شهرين.&ومع تفاقم حاله الصحية، اضطر فليح، وهو مدخن سابق، لاستئصال حنجرته في عملية اجريت في احد مستشفيات بيروت العام الماضي، ويقول انه اضطر لبيع سيارته وبعض مقتنيات منزله لتأمين كلفتها.&وبغرض استعادة النطق من دون الحاجة الى الجهاز، يحتاج فليح الى جراحة لزرع حنجرة اصطناعية في ألمانيا، الا انه يقول ان كلفتها تناهز 50 الف دولار أميركي، وهو مبلغ يفوق قدراته المادية.&وخلال حديثه لفرانس برس، اضطر فليح الى الاستغناء عن الجهاز الذي يستخدمه للحديث بسبب الازعاج الذي يسببه له، واكتفى بكتابة تعليقات على الورق وضعها أمام احد مساعديه ليقرأها.&وقال فليح "يجب علي دفع 50 الف دولار لاقوم بزراعة حنجرة صوتية في المانيا لكي استعيد صوتي مرة ثانية ولا يمكنني القيام بذلك".&يبلغ الراتب الشهري لفليح 500 ألف دينار عراقي (نحو 400 دولار اميركي)، وهو متوقف منذ شهرين بسبب الصعوبات المالية لناديه.&ويقول المدرب "اللاعبون يواصلون تدريباتهم من دون مخصصات مالية وراتبي متوقف منذ شهرين بسبب الاوضاع المالية للنادي".&ويوضح عضو مجلس ادارة النادي جاسم كاطع ان الادارة تمر "بضائقة مالية حالها حال بقية الاندية في الوقت الحاضر".&&ولعدم قدرة فليح على تأمين المبلغ المطلوب لعمليته، قام عدد من اللاعبين الذين اشرف على تدريبهم سابقا بجمع تبرعات لمساعدته، في ظل انعدام اي مساعدة من المؤسسات الحكومية، بحسب قوله، الا ان حصيلة هذه التبرعات لم تتجاوز حتى الآن 3500 دولار.&وباتت علاقة فليح مع لاعبيه قوية مع مرور الوقت.&ويقول المدرب وهو يلتفت الى مساعده "ألجأ احيانا الى استخدام لغة العيون في ايصال بعض الملاحظات وتارة اكتب ما اريده من ملاحظات على الورقة يقوم المساعد بايصالها الى اللاعبين".&واحرز فريق شباب القوة الجوية هذا الموسم بطولة الدوري المحلي لهذه الفئة، وهو يشكل رافدا اساسيا للفريق الاول الذي احرز في 2016 كأس الاتحاد الآسيوي.&اما اللاعبون الشبان، فيصفون فليح بـ "الملهم".&ويقول اللاعب صادق بنوان (17 عاما) "لم نواجه اية صعوبة في تفهم ما يريده المدرب بل على العكس اخذنا ندرك سريعا توجيهاته وما يفرحنا حركة قبضتي يديه عندما يرفعهما ويعني رضاه عنا".&&اضاف "صبر المدرب على وضعه الصحي واصراره على العمل يزيدنا نحن اصرارا ايضا وكذلك يزيدنا تحديا لكل العقبات التي يواجهها الفريق من اوضاع مالية او غير ذلك".&&&التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف