البند الجزائي في الكرة الاسبانية: كيف "يشتري" اللاعبون عقودهم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد إبلاغه نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم الأربعاء قراره بالرحيل عنه، يقترب المهاجم البرازيلي نيمار من الانتقال الى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو تشكل قيمة البند الجزائي لفسخ عقده مع النادي الكاتالوني.
وأشار الأخير في البيان الذي كشف فيه إبلاغ نيمار (25 عاما) لإدارة النادي بقراره الرحيل، الى انه ذكر اللاعب الدولي بقيمة فسخ العقد، وانه يجب ان يتم دفعها كاملة قبل ان يعتبر في حل من التزاماته معه.
في ما يأتي عرض لماهية البنود الجزائية لعقود لاعبي كرة القدم في اسبانيا وسبل تفعيلها.
- كيف يتم الاتفاق عليها؟ -
لا يعد إدراج بنود جزائية لفسخ العقد إلزاميا بموجب القوانين، الا انها أصبحت متداولة على نطاق واسع منذ العام 1985، بعدما أجاز تشريع جديد للاعبين التحرر من عقودهم بشكل أحادي مقابل تعويض مالي تحدده المحكمة، ما لم يكن متفقا مع النادي على بند جزائي.
وفي حين كان هذا الأمر يتطلب مسارا طويلا بالنسبة الى اللاعب والنادي، بدا ان الأمثل هو الاتفاق من البداية على بدل فض العقد.
ويقول المحامي المتخصص في القوانين الرياضية ماركوس غاليرا ان "اللاعبين لا يريدون ان يكونوا غير قادرين على اللعب لفترة أشهر أو سنوات" في حال عدم التوصل الى اتفاق على فسخ العقد.
وفي بعض الحالات، ومنها نيمار، يمكن لقيمة فسخ العقد ان ترتفع تدريجا. فبعدما مدد عقده العام الماضي حتى 2021، كانت قيمة البند الجزائي في العام الأول للعقد الجديد 200 مليون يورو، وأصبحت مع دخوله السنة الثانية (الأول من آب/أغسطس الحالي) 222 مليونا، وكان من المقرر ان ترتفع الى 250 مليونا في السنة الثالثة".
- كيف يتم تفعيلها؟ -
في اسبانيا، تعد هذه البنود أقرب الى عملية "شراء عقود" من فسخها، كما هو الحال في البطولات الأوروبية الأخرى، وهي تختلف عنها بالطريقة التي يتم فيها تفعيلها.
فبدلا من ان يقوم النادي الشاري بدفع المبلغ مباشرة الى النادي "البائع"، يتوجب على اللاعب ان يقوم بنفسه بدفع هذا المبلغ و"شراء نفسه".
ويتم هذا الامر عن طريق إيداع المبلغ المحدد في البند الجزائي بعهدة رابطة الدوري الاسباني "ليغا"، ليصبح اللاعب في حل من التزامه تجاه ناديه الحالي. وتقوم رابطة الدوري بتحويل المبلغ الى النادي.
وبموجب هذه الآلية، يفترض ان يقوم النادي "الشاري" بتحويل المبلغ الى اللاعب، ليتولى هو دفعه الى رابطة الدوري، وعبرها الى ناديه.
- موجبات ضريبية؟ -
أدى تغيير في احتساب الضرائب على قيمة البند الجزائي، الى زيادة كبيرة في عدد الصفقات التي تتم عبر هذه الطريقة، أي انتقال لاعبين من ناد الى آخر عبر دفع البند الجزائي للعقد.
وحتى العام 2016، كان المبلغ الذي يدفعه النادي الشاري الى اللاعب لفسخ عقده مع ناديه الحالي، يخضع لضريبة الدخل، ما قد يعني اضطرار النادي أحيانا لدفع قيمة فسخ العقد، واضافة ضريبة اليها قد تصل الى 48 بالمئة من قيمة المبلغ الاساسي.
الا ان هذه العملية باتت حاليا معفاة من الضريبة.
ويرى غاليرا ان "هذه العمليات باتت أرخص بكثير حاليا".
- من المستفيد؟ -
تاريخيا، كانت البنود الجزائية لصالح الأندية الكبيرة التي وضعت مبالغ خيالية لقاء فسخ عقود نجومها الكبار، بينما كانت تتمكن من اقتناص المواهب من الأندية الأقل شأنا مقابل مبالغ زهيدة نسبيا.
وعلى سبيل المثال، تبلغ قيمة فسخ عقد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد، مليار يورو. وعام 2013 حينما سرت تقارير عن احتمال رحيل رونالدو عن النادي الملكي، قال رئيس الاخير فلورنتينو بيريز "ندفع للاعبين مبالغ جيدة جدا ونضع بنودا رادعة".