قضى جراء تحطم مروحيته قرب ملعب النادي
سريفادانابرابا رجل أعمال تايلاندي حقق أحلام مشجعي ليستر سيتي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيبقى اسم الملياردير التايلاندي فيتشاي سريفادانابرابا الذي قضى جراء تحطم مروحيته السبت قرب ملعب نادي ليستر سيتي الإنكليزي لكرة القدم، مرتبطا على الدوام بمخالفة كل التوقعات، وتحقيق حلم مشجعي النادي التاريخي بلقب أول في الدوري الممتاز.
وأعلن النادي ليل الأحد الإثنين، وفاة الملياردير الذي حقق الفريق في عهده، أول لقب له في الدوري بتتويجه عام 2016، بحادث تحطم مروحيته واحتراقها في موقف سيارات ملعب النادي مساء السبت.
قبل عامين، خالف ليستر مكاتب المراهنات التي رأت أن فرص نيله لقب الدوري هي 1 مقابل 5000. وعلى رغم أن فريق "الثعالب" تراجع في الفترة التي تلت تتويجه، الا أن اللقب الأول في تاريخ النادي الذي تأسس في أواخر القرن التاسع عشر، سيبقى محفورا في ذاكرة المشجعين الذين تقاطروا الأحد الى ملعب "كينغ باور ستاديوم"، لوضع الزهور والشموع والصلاة من أجل رجل الأعمال الستيني، قبل تأكيد وفاته.
ومنذ استحواذه على النادي عام 2010 وهو في الدرجة الأولى (الثانية عمليا بعد الدوري الممتاز)، قاد سريفادانابرابا صعودا تدريجيا للفريق وصولا الى اللقب في ختام موسمه الثاني بعد العودة لدوري الأضواء.
ويقول السويدي سفن غوران إريكسون، المدرب السابق لمنتخب إنكلترا وأول مدرب لليستر في عهد سريفادانابرابا، أن الأخير "جعل من النادي فريقا وازنا في الدوري الإنكليزي الممتاز، كما هو عليه اليوم".
وعلى عكس العديد من المالكين الأجانب لأندية كرة القدم الإنكليزية، والذين ينظر اليهم بشكل واسع على أنهم يبحثون عن الأرباح المالية والشهرة أكثر من العلاقة مع المشجعين، كان سريفادانابرابا شخصية محببة في ليستر، ووجها مقربا من المشجعين ودائم الحضور في الملعب.
وعلى سبيل المثال، قدم سريفادانابرابا لكل المشجعين الجعة مجانا قبل مباراة ضد نيوكاسل في نيسان/أبريل الماضي، احتفالا بعيد ميلاده. وفي خطوات "تقاربية" أخرى، جمدت إدارة النادي في المواسم الأربعة الأخيرة، زيادة أسعار البطاقات الموسمية، ومنح رجل الأعمال الذي تقدر مجلة فوربس الأميركية ثروته بـ 4,9 مليارات دولار، مبلغ مليوني دولار لبناء مستشفى للأطفال في ليستر بعد تتويجه باللقب.
وقال النادي في بيان تأكيد وفاة التايلاندي الذي يملك النادي ويشغل منصب رئيس مجلس إدارته، إن "العالم خسر رجلا عظيما. رجل لطيف، كريم، ورجل كان يحدده الحب الذي كرسه لعائلته وكل من قادهم بنجاح. ليستر سيتي كان عائلة بقيادته"، متعهدا بأن يترافق "الحزن على رحيله"، مع "مواصلة (تنفيذ) رؤيته للنادي الذي أصبح الآن إرثه".
والأحد، قال المشجع أندرو ألدوينكل الذي حضر الى الملعب لوضع باقة زهر، إن سريفادانابرابا كان "أقرب الى المشجع، مشجع فعلي، أكثر منه رجل يوفر الأموال. كان أحد المشجعين، وهذا كل ما يهم بالنسبة إلينا".
وعلى رغم هذه الشعبية، كان سريفادانابرابا بعيدا الى حد كبير عن وسائل الإعلام، وغالبا ما ترك الساحة لنجله أياوات المعروف بـ "توب"، والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة في ليستر سيتي.
الا أن رجل الأعمال التايلاندي كانت له علامته المسجلة في الملعب الذي يحمل اسمه شركته، وهو الحضور إليه ومغادرته على متن مروحيته التي كانت تحط على العشب الأخضر في منتصف الملعب قبل المباريات، وتقلع من النقطة نفسها بعد نهايتها.
وقضى سريفادانابرابا وأربعة أشخاص آخرين في تحطم المروحية التي كانوا على متنها، وسقطت في موقف السيارات العائد للملعب اثر مشكلة ميكانيكية بعيد إقلاعها من على المستطيل الأخضر بعد مباراة ضد وست هام (1-1) في المرحلة العاشرة من الدوري المحلي السبت.
- تحدى نفسه... ونجح -
وكان سريفادانابرابا بوذيا ملتزما ويؤمن بقوة العاقبة الأخلاقية، وهو دعا عددا من الرهبان البوذيين لمباركة الملعب في مراحل سابقة. وعرف الثري التايلاندي بكَرَمِه وإنفاقه على تطوير النادي، إن لجهة البنى التحتية أو تقليص حجم الديون المتراكمة، إضافة الى استقطاب لاعبين أصبحوا نجوما، مثل مهاجمه الحالي جايمي فاردي، والجزائري رياض محرز المنتقل الى مانشستر سيتي، والفرنسي نغولو كانتي لاعب تشلسي حاليا، علما أن الأخيرين باعهما النادي بمبلغ يفوق الأربعين مليون جنيه التي دفعها سريفادانابرابا للاستحواذ عليه قبل ثمانية أعوام.
وقال "توب" نجل سريفادانابرابا لوكالة فرانس برس في بانكوك في 2016، أن والده "رجل أعمال ناجح وحاول أن يتحدى نفسه ويحاول تحقيق أمر ما (...) قال قبل عامين أو ثلاثة إنه يرغب في أن يصبح الفريق ناجحا في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهذا نحن قد أصبحنا كذلك".
عرف بعلاقاته الوثيقة مع المشاهير ورجال السياسة، علما أن لقبه(سريفادانابرابا) الذي يعني "ضوء المجد التقدمي"، منحه إياه الملك التايلاندي الراحل بوميبول أدولاييدج في عام 2013.
أسس شركته في العام 1989 وحولها من متجر صغير في بانكوك، الى إمبراطورية في عالم الأسواق الحرة، وتمكن من صد محاولات سياسيين في بلادهم لكسر هيمنته في هذا المجال. وقبل كرة القدم، عرف عنه حبه لرياضة البولو، كما أنفق نحو 30 مليون جنيه على اسطبل للأحصنة.