رياضة

استعدادات طوكيو لأولمبياد 2020 على السكة الصحيحة بعد بداية متعثرة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على رقعة أرض في شرق طوكيو، تظهر رافعات البناء حول ناطحات السحاب في المدينة كخلفية جميلة، حيث يعمل 200 عامل في أحد المواقع المضيفة لأولمبياد 2020، في خضم الاستعدادات المتزايدة في العاصمة اليابانية لاستضافة الأولمبياد المقبل.

بعد انتهاء أولمبياد 2018 الشتوي الذي أقيم في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية في شباط/فبراير، اتجهت الأنظار الى طوكيو التي تستعد لاستضافة أولمبياد 2020، وحيث تنتشر مواقع البناء في مختلف أرجائها.

وبخلاف الألعاب الأولمبية السابقة حيث كان المنظمون يهرعون لإنجاز الأعمال قبل انقضاء المهلة المحددة، تبدو اليابان وفية لسمعتها من الكفاءة، اذ يؤكد العديد من المسؤولين عن أعمال البناء "نحن على الموعد".

مركز الألعاب المائية الذي سيستقبل منافسات السباحة والغطس والسباحة الايقاعية، هو أشبه بخلية نحل مع عمال يعملون في مختلف أرجاء الموقع الضخم، سعيا لإنهاء المنشأة التي ستتسع لنحو 24 ألف مشجع.

ويقول دايشو توني، مدير المواقع في حكومة طوكيو، "تقريبا 25 بالمئة من العمل انتهى"، مضيفا "نحن واثقون من إنجاز الأعمال في الوقت المحدد". 

يشار الى ان التجارب الأولية للمواقع مبرمجة في منتصف 2019.

وقالت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي لوكالة فرانس برس أن المدينة تحقق "تقدما ثابتا" تحضيرا لاستضافة الألعاب، الثانية في تاريخها بعد 1964. 

وفي الحوار الذي أجري في مكتبها الواقع في الطبقة الـ 48 من إحدى ناطحات السحاب، قالت كويكي "نأمل في ان نجعلها ألعابا رائعة". 

ويعرب الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة توشيرو موتو عن تفاؤله، بقوله للصحافيين "كل شيء يسير بسلاسة كبيرة وبامكاني القول بوضوح ان معظم الأعمال في المنشآت تسير بحسب الجدول وسيتم الانتهاء منها بحسب الوقت المقرر".

- اقتطاعات مهمة -

خلال مسار الترشح، روجت طوكيو لنفسها على أنها بلد متقدم يتمتع باقتصاد قوي وعرف تاريخيا بالكفاءة والتميز. الا ان المنظمين لا يزالون يسعون لإعادة الألعاب إلى مسارها الطبيعي بعد سلسلة من المشاكل إثر نيل العاصمة اليابانية شرف استضافة الألعاب عام 2013، على حساب مدريد ومدينة إسطنبول التركية.

المشكلة الأساسية كانت الميزانية التي خرجت عن السيطرة، وأرغمت رئيس الوزراء شينزو آبي على إلغاء خطط أولية إنشاء الملعب الأولمبي.

وقالت كويكي "وصلنا الى وقت تضخمت فيه ميزانية طوكيو بشكل بالغ. أعدنا تقييمها مرارا، لذا تم تقليص النفقات بشكل كبير عمّا كانت عليه قبل".

في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن منظمو طوكيو 2020 اقتطاع 1,4 مليار دولار من الميزانية، ليصل المبلغ الإجمالي المرصود إلى 1,35 تريليون ين ياباني (12,6 مليار دولار).

وشددت كويكي على ضرورة خفض الميزانية إلى "أقصى حد ممكن"، مؤكدة انها ستواصل بذل قصارى جدها للتوصل إلى حلول "إبداعية".

كما أرغم المنظمون على إلغاء الشعار الاساسي للأولمبياد بسبب تشابهه مع شعار مسرح بلجيكي وتصميم إسباني منفصل.

 ولكن الكشف الشهر الماضي عن زوج من تمائم الأبطال الخارقين صممه طلاب المدراس اليابانية، أعاد الحماس للألعاب الأولمبية والبارالمبية.

- معركة ضد الحرارة -

تُسبب عملية بناء المنشآت حالة "صداع" لطوكيو مع بقاء العديد من التحديات، وأهمها مسألة التعامل مع الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، والتي قد تصل الى 35 درجة مئوية.

وتشير كويكي الى ان بيونغ تشانغ واجهت مشكلة معاكسة، بعدما عانى المشجعون من تدني درجات الحرارة والبرد القارس، وأجبرت الرياح القوية المنظمين على إرجاء العديد من المسابقات.

وتقول كويكي "في طوكيو سنواجه معركة ضد الحرارة وعلينا أن نخلق العديد من الأفكار الإبداعية وإيجاد الحلول للتعامل معها".

وأكدت الحاكمة انها قلقة على المشجعين أكثر من الرياضيين القادرين على التعامل مع أي ظروف مناخية بفضل لياقتهم البدنية، مشيرة الى ان المنظمين يبحثون في فكرة طلاء الأرصفة بمادة خافضة للحرارة، والتأكد من وجود أشجار من أجل تأمين الظل للمتنافسين والمشاهدين على حد سواء.

كما تثير التقارير عن تلوث في خليج أودابيا، حيث ستقام مسابقة الترياتلون والسباحة في المياه المفتوحة. وأظهرت عينات أخذت بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر من العام الماضي، أظهرت مستويات من البكتيريا المعوية، أكثر بـ 20 مرة من المعدلات المسموح بها، على ما يبدو بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت بشكل غير معتاد.

ويشدد موتو على ان المنظمين سيحلون هذه المشكلة باستخدام "أجهزة تنقية" خاصة تحت الماء أثبتت نجاحها في تنظيف المياه أثناء التجارب.

يضيف "أفهم أن الناس العاديين لديهم انطباع أن الامور لم تسر بسلاسة في البداية، ولكن أعتقد أن الوضع تطور سريعا وحاليا وصلنا إلى مرحلة تسير فيها التحضيرات بشكل سلس جدا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف