مودريتش من لاجىء صغير إلى نجم كبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان الطريق المؤدي الى ريال مدريد شائكا بالنسبة الى الكرواتي لوكا مودريتش، حيث بدأ في مكان لم يعد سوى أطلال لبيت محروق في قرية مودريتشي التي دُمرت خلال حرب الاستقلال.
تقع هذه القرية على سفح جبال فيليبيت المطلة على البحر الادرياتيكي، وقد كان مودريتش يقطن في المنزل الصيفي لجده وهو الآخر يدعى لوكا مودريتش، وقتل من قبل القوات الصربية في الاشهر الاولى للنزاع (1991-1995) الذي حصد قرابة 20 الف قتيل.
ولا تزال لوحة تذكر بذلك في تلك المنطقة وتقول "خطر!ألغام!".
كان لوكا مودريتش في العاشرة من عمره عندما هرب مع عائلته الى مدينة زادار الساحلية التي تقع على بعد 40 كيلومترا. هنا، وسط ضجيج القنابل التي تتساقط على هذا المرفأ، تفتقت موهبة أحد أبرز المواهب المعاصرة في القارة الاوروبية الذي أصبح في ما بعد قائدا لمنتخب كرواتيا.
ويتذكر يوسيب بايلو الذي كان مدربا لفريق ان كاي زادار "كنت قد سمعت عن شاب صغير نشيط لا يتوقف عن مداعبة الكرة حتى في أروقة احد الفنادق وينام معها".
باتت موهبة هذا الصبي واضحة، ويضيف المدرب البالغ 74 عاما حاليا "كان مثالا للاعبي جيله، قائدا محبوبا. كان الاطفال يرون فيه في تلك الفترة ما نراه اليوم".
- تدريبات وسط القذائف -
ويرى ماريان بوليات صديق مورديتش ان موهبة الاخير برزت وسط أجواء مخيفة. ويتذكر "تساقطت القذائف حولنا مليون مرة ونحن في طريقنا الى التدريب، كنا نهرع الى الملاجىء".
ويعتبر بوليات (36 عاما) وهو لاعب محترف سابق ايضا، ان هذه الظروف التي خبرها مودريتش كانت "أحد العوامل التي ساهمت في ان يكون اليوم أحد ابرز لاعبي كرة القدم في العالم".
ويعرف عن زادار الذي يلعب حاليا في دوري الدرجة الثالثة في كرواتيا بانه ناد اختصاصي في تكوين اللاعبين. اما ابرز الذين تخرجوا من صفوفه فهم يوسيب سكوبلار الهداف الاسطوري في صفوف مرسيليا الفرنسي، والدوليان الحاليان شيمي فرسالكو ودانيال سوباشيتش.
ولكن وبنظر مشجعي زادار، لمودريتش مكانة مختلفة على رغم انه لم يدافع اطلاقا عن ألوان الفريق، فقد التحق بنادي دينامو زغرب عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. ويقول المشجع سلافكو ستركالي (66 عاما) "بالنسبة الى زادار، مودريتش هو من آلهة كرة القدم".
لكن شعبيته الجارفة تلطخت بسبب التهمة الموجهة اليه بالادلاء بشهادة زور امام القضاء، في فضيحة فساد تهز كرة القدم الكرواتية.
واتهام القضاء الكرواتي له الآن مرتبط بتوقيع اول عقد احترافي مع دينامو زغرب في 2004 يحدد شروط انتقاله مستقبلا. استدعي مودريتش في 13 حزيران/يونيو الماضي من قبل القضاء في مدينة اوسييك للادلاء بشهادته في قضية زدرافكو ماميتش (57 عاما) الرجل القوي والمثير للجدل في كرة القدم الكرواتية الذي يشتبه بقيامه بعمليات اختلاس عدة.
ويشك القضاء الكرواتي في ان الرئيس السابق لنادي دينامو زغرب اختلس مع شركاء مفترضين نحو 15,6 مليون يورو لا سيما في صفقات انتقال مشبوهة، في حين انه لم يقر امام الضرائب الا بمبلغ 1,6 مليون يورو.
لكن مودريتش محا كل ذلك خلال مباراة واحدة عندما فرض نفسه نجما لمباراة منتخبه ضد اليونان المؤهلة الى نهائيات مونديال روسيا ليقوده الى فوز عريض ذهابا 4-1 بتسجيله أحد اهداف منتخب بلاده.
وأمل ستركالي بألا تؤثر هذه الفضيحة على أداء "الأمير الصغير"، وهو أحد ألقاب مودريتش، بقوله "هو شخص حساس".
ويضيف سفيتكو كوستيتش المسؤول الحالي في نادي زادار والذي يعرف مودريتش منذ طفولته "هو شخص يعرف ماذا يريد، وقد علمته الحياة هذا الامر، لقد عاش امورا أسوأ بكثير من هذا عندما كان طفلا".
وتحلم كرواتيا بتكرار إنجاز جيل 1998 في مونديال فرنسا بقيادة الهداف دافور شوكر وسلافن بيليتش عندما حل المنتخب ثالثا، وبتواجدها في مجموعة صعبة مع الارجنتين ونيجيريا وايسلندا، تحتاج الى مودريتش في ذروة مستواه.