رياضة

نيمار من شاطىء البرازيل... إلى العالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كغالبية اللاعبين البرازيليين، بدأ المشوار الكروي لنجم باريس سان جرمان الفرنسي نيمار من الشاطىء، لكن إبن بلدة موجي داس كروزس في ولاية ساو باولو، لم يحلم يوما بأن يبلغ عامه الخامس والعشرين وهو أغلى لاعب في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

قبل عشرين عاما، كان المدرب بيتينيو يتابع مباراة في كرة القدم الشاطئية عندما لمح طفلا نحيلا في السادسة من عمره، يركض على المدرجات نزولا وصعودا أسرع من أي طفل بهذا العمر شاهده في حياته.

كان هذا الطفل... نيمار. 

ركض نيمار في ذاك اليوم من عام 1998 بالقرب من سانتوس، جنوب ساو باولو، تحت أنظار والدته التي كانت تتابع والده، الظهير المحترف المعتزل مؤخرا، يلعب مباراة هواة في كرة القدم الشاطئية.

بالنسبة للخبير بيتينيو "رأيت الأمور بهذه الطريقة"، بحسب ما يوضح لوكالة فرانس برس في مدينة ساو فيسينتي حيث ما زال مقيما، غير بعيد من الشاطىء الذي اكتشف فيه "الذهب".

عاد الرجل البالغ 60 عاما بالزمن الى تلك اللحظة وما خالجه حينها. ويقول "الوالد يلعب بشكل جيد، الوالدة طويلة القامة، وبالتالي إذ كبر الطفل ليصبح نحيلا مثلها وبمهارة والده، فسيكون ناجحا".

وكان بيتينيو يدرك ما يتحدث عنه، فقبلها بثماني أعوام اكتشف روبينيو الذي تألق لاحقا في سانتوس، فريق الأسطورة بيليه، ثم انتقل الى عملاق أوروبا ريال مدريد الإسباني، مانشستر سيتي الإنكليزي وميلان الإيطالي، وشارك مع منتخب البرازيلي في كأسين للعالم.

لكن ما لم يدركه بيتينيو حينها، انه اكتشف لاعبا أفضل بكثير من روبينيو.

بعدما أعجب بما شاهده يومها، اقترب بيتينيو من الوالدين وطلب منهما إذا كان باستطاعته الذهاب مع "جونينيو"، وهو تصغير لاسم جونيور الذي ما زال يطلق على نيمار من قبل العائلة، للمشاركة في تدريبات فريق المنطقة في كرة الصالات، غريميتال، فوافقا على طلبه.

ويوضح بيتينيو "طوال مسيرتي كنت أريد ان أجد لاعبا يستطيع تجسيد روح بيليه. ضربني البرق مرتين"، في إشارة الى انه وجد ضالته.

- لم يتخل عن التزامه الديني -

ترافق مسار بيتينيو ونيمار في رحلة قادت الأخير من ناد الى آخر، قبل التوقيع للمشاركة في البرنامج التدريبي لنادي سانتوس حين كان في الـ11 من عمره.

سمعة المراوغ الماهر والنحيل سبقته بحسب ما يكشف بدرو لوبيز، صديقه في نادي غريميتال حيث التقيا للمرة الأولى قبل 16 عاما.

ويوضح "كنا نعرف من هو نيمار. كانوا يعتنون به كما لو كان المستقبل العظيم".

كان نيمار في التاسعة من عمره فقط عندما وصل الى هناك، لكن بعد دورتين تدريبيتين فقط نقل الى فئة عمرية تناسبه. ويتذكر لوبيز "في معظم مبارياتنا كنا نمرر الكرة له وننتظر ان يتلاعب بنصف الفريق المنافس".

أصبح لوبيز ونيمار صديقين مقربين في الملعب والمدرسة على حد سواء. ورغم أن نيمار كان طالبا جيدا، إلا أن مستقبله ومصيره كانا جليين.

بالنسبة لمدرب غريميتال اليسديس ماغري كان نيمار يتمتع "بموهبة فطرية تم شحذها مع الوقت، لاسيما في الجانب الجماعي من اللعبة، لأنه كان دائما شخصا متعطشا جدا للكرة. أراد أن يحصل على الكرة، مرواغة الجميع".

كان اللقب الأول في مسيرة نيمار مع غريميتال الذي بدأ معه سلسلة من الألقاب التي شملت لاحقا دوري أبطال أوروبا، كأس ليبرتادوريس لأبطال أميركا الجنوبية والذهبية الأولمبية.

وفي غريميتال ايضا بدأ تقليده الاحتفالي بالألقاب بوضع عصابة رأس أعطيت له من قبل والدته الملتزمة دينيا، وكتب عليها "100 بالمئة يسوع".

- "جزء من العالم" -

بالنسبة للمشجعين، غالبا ما يصنف نيمار بالطفل المدلل، لا يثنيه أي شيء عن استعراض أحدث وشومه على انستاغرام.

لكن للذين عرفوه منذ البداية، يرون نيمار المرح الذي يحب المزاح، وهو أمر لا يشاهده فيه الناس غالبا، خلافا للوبيز الذي يعتبره "شخصا يتمتع بطاقة مدهشة وسعادة وانفتاح، يشعر دائما بالرضا حيال الحياة. عندما أكون محبطا، أحاول الاقتراب منه لأنه ينقل قدرا كبيرا من الإيجابية".

بشعره المصبوغ ووشومه وحبه لانستاغرام، يتناسب لوبيز تماما مع مجموعة نيمار من الأصدقاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم "تويس"، أي "أنتم" بالبرتغالية. 

تحلقت "العصابة" حول مهاجم سان جرمان عندما عاد الى بلاده لإجراء الجراحة بعد تعرضه لكسر في مشط قدمه في شباط/فبراير الماضي.

ويروي لوبيز أنه "عندما عانى من الحزن جراء هذه الإصابة، لجأ الى أسرته للمواساة، لرفع ثقته بنفسه والتعافي بأسرع ما يمكن".

ومن متطلبات نيمار لرفع معنوياته، ان يجلب اليه لوبيز قميص نادي غريميتال لإضافتها الى مجموعته. كانت لحظة حنين الى الماضي، لكن بالنسبة لمكتشفه بيتينيو، فإن جذور نيمار أصبحت على بعد آلاف الأميال منه "أمضيت ستة أعوام أعتني به، وهذا وقت طويل".

أضاف "لكنه الآن جزء من العالم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف