رياضة

التونسيون يبحثون عن التصالح مع المنتخب... والفوز

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حزم حسني المنوبي بعناية سترته التي تحمل ألوان العلم التونسي بعدما ادخر لعامين ما يكفي من المال للسفر الى روسيا لمتابعة مونديال 2018، حيث يأمل مشجعو "نسور قرطاج" بتقديم المنتخب أداء يذكر بإنجاز حققه قبل 40 عاما.

عام 1978، شارك المنتخب الأبيض والأحمر للمرة الأولى في كأس العالم، وأصبح حينها أول منتخب عربي وافريقي يحقق فوزا في النهائيات، وذلك على حساب المكسيك 3-1 في المباراة الأولى. لكن في 2018، ومع استعداد المنتخب لمشاركته الخامسة، سيكون النسور أمام امتحان ثقة المشجعين الذين انصرفوا في الأعوام الماضية الى التركيز على البطولات القارية للأندية ومباريات "الدربي" المحلية، أكثر من المنتخب الوطني.

وقبل مرافقته للمنتخب الى روسيا حيث يخوض الاثنين مباراته الأولى ضد انكلترا ضمن المجموعة السابعة في مدينة فولغوغراد، قال المنوبي ان كرة القدم "شغفي، أعرف كل اللاعبين، هم بمثابة أصدقاء".

الأربعيني الذي يجمع بين عشقه للتصوير واللعبة الشعبية الأولى عالميا، سيتابع كأس العالم للمرة الخامسة، وهو يسير الأربعيني على خطى أبيه الراحل البشير المنوبي بمرافقة غالبية الرياضيين التونسيين والعرب في أرجاء العالم سواء في المونديال أوالألعاب الأولمبية وكأس امم افريقيا وغيرها.

بالنسبة اليه، يبقى المنتخب التونسي الفريق الأقرب الى قلبه، بحسب ما يؤكد لوكالة فرانس برس. في شقته، تتناثر صور من الأرشيف تؤرخ لمسيرة النسور وكذلة سترة حمراء وقبعة "سومبريرو" عريضة.

ويرى المنوبي ان "الجمهور ترك الفريق الوطني في السنوات الأخيرة"، معللا سبب ذلك بالهزائم وضعف المردود والجدل حوله.

وقبيل انطلاق المونديال الروسي، تم انتاج نشيدين خاصين مصورين لتشجيع المنتخب، الا ان المفارقة ان أيا من لاعبي المنتخب لم يظهر فيهما. وقبيل المباراة الأولى للمنتخب، انتشرت في البلاد لوحات اعلانية تحمل صور اللاعبين، الا المنتجات التي تحمل ألوان المنتخب لا تلقى اقبالا واسعا.

وبحسب وزارة السياحة التونسية، يتوقع ان يتابع 4500 تونسي منتخب بلادهم في روسيا، وهو نصف العدد التقديري للمشجعين المغاربة. كما لم تحظ المباريات الودية التحضيرية التي خاضها المنتخب في الفترة الماضية، بمتابعة لافتة في أوساط التونسيين، على عكس - مثلا - نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول الانكليزي وريال مدريد الاسباني الشهر الماضي.

وعادة ما يوفر المشجعون التونسيون المتابعون للمنتخب، دعما أكبر للاعبين المنتمين الى الاندية التي عادة ما يناصرونها، أكانت الترجي أو الافريقي أو النجم الساحلي، في مؤشر على أولوية الأندية في اعتبارات المشجعين.

-"غياب الثقة"-

ويقول وليد المشري الذي يُدير "منتدى مشجعي النسور" إن المنتخب "لم يعد يجعل الحلم" ممكنا للجمهور "لأن الفريق الوطني يخيب الآمال ومنذ زمن".

ومنذ الفوز الأول على المكسيك في 1978، لم يحقق المنتخب أي فوز في مشاركاته التالية في مونديال 1998 و2002 و2006. وعلى الصعيد القاري، لم يتمكن نسور قرطاج من تخطي الدور ربع النهائي في بطولة كأس الأمم الافريقية، منذ تتويجهم الوحيد بلقبها في 2004 على أرضهم.

ويوضح المشري "لم يعد للتونسيين ثقة في فريقهم الوطني، هم يفضلون تشجيع الترجي الرياضي والنادي الافريقي التي تحرز لقبا على الأقل في كل موسم".

وتضم التشكيلة التونسية العديد من اللاعبين الذين يدافعون عن ألوان أندية أوروبية، اضافة الى لاعبين من حاملي الجنسيتين (غالبا التونسية والفرنسية) الذين استدعاهم المدرب نبيل معلول لتعزيز صفوف المنتخب.

ويغيب قائد المنتخب وأبرز لاعبيه يوسف المساكني بسبب تعرضه لإصابة قوية في الركبة مع ناديه الدحيل القطري قبل أسابيع من انطلاق النهائيات. ونشر المساكني صورا عبر حسابه على انستاغرام في اليومين الماضيين، تظهر تواجده في روسيا حيث من المتوقع ان يقدم دعما معنويا لزملائه.

وينتقد المشري عدم وجود تغطية إعلامية مكثفة للمنتخب خارج المواعيد الكبرى. ويوضح "في فرنسا يوجد +تيلي فوت+ (برنامج تلفزيوني) وفي المغرب برنامج اسبوعي للحديث عن منتخب أسود الأطلس ولكن في تونس لا نتحدث عن المنتخب سوى عند المقابلات الهامة".

يضيف "أحيانا لا يوجد أي شيء بخصوصهم طيلة ثلاثة أشهر".

وفي خمس مباريات ودية تحضيرية خاضوها منذ آذار/مارس الماضي، حقق نسور قرطاج نتائج جيدة، ففازوا على ايران وكوستاريكا بالنتيجة نفسها (1-صفر)، وتعادلوا مع تركيا والبرتغال بالنتيجة نفسها (2-2)، ولم يخسروا سوى مرة واحدة وذلك أمام اسبانيا (صفر-1).

ويأمل التونسيون في ان يحقق المنتخب في المونديال نتائج تعيد "مصالحته" مع مشجعيه، علما انه يشارك في مجموعة صعبة تضم منتخبين قويين هما بلجيكا وانكلترا، اضافة الى بنما التي تشارك في النهائيات للمرة الأولى.

ويقول وليد "ليس لدينا نجوم مثل (المصري محمد) صلاح، ولكن لدينا لاعبون شباب صاعدون ومن المنتظر ان يحفزوا الحماس".

ويتابع التونسي الثلاثيني "بالتأكيد في حال حققنا نتيجة جيدة ضد انكلترا، سنرى آلاف الأشخاص في الشوارع يحملون العلم التونسي".

أما المنوبي، فيؤكد ان تحقيق فوز مفاجىء على انكلترا سيكون "لحظة تاريخية... الفوز يمكن ان يغير نظرة التونسيين الذين لا يفكرون سوى في انتصار 1978 والهزائم التي تلته".   

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف