كأس العالم 2018: الغرور أم الحظ أم اختيارات اللاعبين، ما الذي أطاح بألمانيا من المونديال؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما يُعرب أي شخص عن قلقه بشأن طريقة لعب المنتخب الألماني لكرة القدم في أي بطولة كبرى، عادة ما يكون الرد هو أن المنتخب الألماني "فريق بطولة"، بمعنى أن ألمانيا دائما ما تتألق في البطولات الكبرى.
لكن الصمت القاتل الذي خيم على غرفة خلع ملابس المنتخب الألماني بعد الهزيمة المفاجئة من كوريا الجنوبية كان يعكس بكل وضوح حقيقة أن ألمانيا لم تقدم مستواها المعروف في المونديال.
ولم تخرج ألمانيا من الدور الأول لكأس العالم منذ مونديال 1938، لكن كل شيء قد تغير تماما في مدينة كازان الروسية هذه المرة.
لماذا خرجت ألمانيا؟قد يرى البعض أنه كان يتعين على المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف أن يضم نجم مانشستر سيتي الإنجليزي ليروي ساني إلى قائمة لاعبي المنتخب المشارك في كأس العالم. لكن ذلك الأمر قد يكون بعيدا عن لب الموضوع لسببين، أولهما أن اللاعب الذي انضم لقائمة ألمانيا بدلا من ساني، وهو جوليان براندت، كان أحد أفضل لاعبي المنتخب الألماني في الـ 19 دقيقة التي لعبها في البطولة.
والشيء الأهم هو أن هذا الخروج المفاجئ لم يكن سببه غياب أي لاعب بمفرده.
لكن السبب يعود إلى غياب القائد الحقيقي داخل الملعب. وبعد نهاية كأس العالم 2014 بالبرازيل، اعتزل كل من قائد الفريق فيليب لام، والهداف التاريخي لكأس العالم ميروسلاف كلوزه، وأحد اللاعبين المؤثرين للغاية، بير ميرتساكر. وحتى قائد المنتخب بعد لام، وهو باستيان شفاينشتايغر، فقد اعتزل اللعب الدولي أيضا عام 2016.
وعلاوة على ذلك، لا يجب تجاهل الكيفية التي جرى بها إعداد اللاعبين الألمان لكأس العالم 2014 بالبرازيل، ففي عام 2012 خسر بايرن ميونخ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي، لكن الفريق البافاراي عاد مرة أخرى للمباراة النهائية أمام فريق ألماني آخر هو بروسيا دورتموند عام 2013 وفاز باللقب هذه المرة. وضم منتخب ألمانيا في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل ستة لاعبين من نادي بايرن ميونخ الفائز ببطولة دوري أبطال أوروبا. وقد ساهم ذلك في شعور لاعبي منتخب ألمانيا بأن كرة القدم الألمانية قد وصلت إلى القمة.
الغرورلم تساعد الأجواء التي سبقت انطلاق كأس العالم 2018 المنتخب الألماني، حيث جرى تداول صورا تجمع نجمي الفريق إلكاي غوندوغان ومسعود أوزيل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو/آيار. وعلاوة على ذلك، كان هناك قلق كبير من تعرض أبرز لاعبي الفريق للإصابات.
ومع ذلك، قال لوف للتليفزيون الألماني (زد دي إف) إنه كان سعيدا باستعدادات ألمانيا لكأس العالم، وقال: "شعرت بأنه ربما يكون هناك غرور قبل مباراة المكسيك، وكأنه يمكننا أن نرد بقوة بمجرد الضغط على زر".
مشاكل الاختيارظهر المنتخب الألماني وهو يعاني من حالة عدم توازن واضحة، وكان يواجه خطورة شديدة في الهجمات المرتدة خلال البطولة. وحتى عندما كان الفريق يستحوذ على الكرة ويتجه للأمام لبناء الهجمات كان يفتقد للسرعة والقدرة على اختراق دفاعات الفرق المنافسة.
وكان هناك الكثير من التساؤولات فيما يتعلق باختيارات اللاعبين، وخير مثال على ذلك سامي خضيرة، الذي ظهر بشكل سيء، سواء من الناحية البدنية أو الذهنية، أمام المكسيك، وهو الأمر الذي جعل لوف يستبعده من التشكيلة الأساسية في مباراة السويد ويدفع بسيباستيان رودي بدلا منه.
وشهدت المباراة الأخيرة للمنتخب الألماني أمام كوريا الجنوبية خمسة تغييرات في التشكيلة الأساسية، لكن الأمر الغريب أن خضيرة قد عاد مرة أخرى للتشكيلة الأساسية!
وقد شهدت هذه التغييرات استبعاد هداف المنتخب الألماني في آخر بطولتين لكأس العالم، وهو توماس مولر، الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام.
خيط رفيعوقد أدت هذه التغييرات إلى ظهور المنتخب الألماني بشكل غير مترابط أمام كوريا الجنوبية التي سنحت لها العديد من الفرص، لكن مدافع المنتخب الألماني ماتس هوملز قال إن ألمانيا أضاعت العديد من الفرص أيضا، لعل أبرزها الفرصة السهلة التي أضاعها هو نفسه.
وقال هوملز: "لو وضعت الكرة برأسي في الشباك في الدقيقة 86 من عمر المباراة، لكنا نتحدث الآن عن الطريقة الرائعة التي تأهلنا بها".
وبدلا من ذلك، اصطدمت الكرة في كتفه وذهبت إلى الخارج، تماما كما خرجت ألمانيا من البطولة.
لقد كانت هذه لحظة حاسمة في المباراة، لكن يجب الإشارة أيضا إلى أن التوفيق قد حالف ألمانيا كثيرا في كأس العالم 2014 بالبرازيل.
فمثلا في المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا بأربعة أهداف نظيفة على البرتغال، أضاعت البرتغال فرصة محققة عندما كان هناك مهاجمان ضد مدافعين اثنين من ألمانيا بينما كانت النتيجة تشير إلى تعادل الفريقين بدون أهداف. وحتى في مباراة ألمانيا ضد الجزائر في دور الستة عشر، أنقذ حارس المرمى الألماني مانويل نوير منتخب بلاده من العديد من الفرص المحققة. وحتى في المباراة النهائية، لو أحرز غونزالو هيغواين هدفا من الانفراد التام بالحارس الألماني، لحصلت الأرجنتين على كأس العالم.
أنا لا أقصد أن المنتخب الألماني كان محظوظا بقدر ما أعني أن هناك خيطا رفيعا بين النجاح والفشل.
---------------------------------------
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.