رياضة

نيمار: هل يعجبك اللاعب البرازيلي أم يثير غضبك؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"نيمار يسحر البرازيل ويزعج العالم بأسره".

بهذا العنوان، عكست صحيفة "غلوبو" البرازيلية المزاج العام بشأن اللاعب الذي جمع مجددا بين المهارة الفائقة والتعرض للسخرية في آن واحد، على نحو ربما هو الوحيد القادر عليه.

ويمكن القول إن نيمار، وهو أغلى لاعب في العالم، آخر نجم عالمي كبير يبقى في كأس العالم، بعد خروج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

لكن بالرغم من أدائه الجيد ومساهمته الكبيرة في فوز البرازيل الأخير على المكسيك بهدفين دون رد في دور الستة عشر بكأس العالم، ما زال هناك شعور بأنه لاعب غير محبوب على نطاق واسع بين أصحاب الرأي المحايدين.

وفي بعض الأحيان يساعد نيمار فريقه بطريقة رائعة، فنراه يتحرك بسرعة فائقة في المساحات الخالية ويمرر كرات ذكية للغاية، مثل تلك التمريرة بكعب القدم في بداية الهجوم الذي أدى إلى إحراز الهدف الأول أمام المكسيك، والذي أحرزه بنفسه.

وفي أحيان أخرى نراه لاعبا سريع الغضب مثل الأطفال ولا يتوقف عن خداع الحكام، وهو الأمر الذي يراه البعض طريقة مقبولة للحصول على مميزات بسيطة، في حين يرى آخرون أنه سلوك مشين يتنافى مع القيم التي تُلعب من أجلها كرة القدم.

وقبل نهاية مباراة المكسيك بعشرين دقيقة، داس المدافع المكسيكي ميغيل لايون على كاحل نيمار على نحو طفيف. لكننا رأينا كيف بدأ اللاعب البرازيلي في الصراخ والعويل وهو يلوح بذراعيه تعبيرا عن الألم الشديد.

وتصاعد الموقف وتدخل الجميع، بما في ذلك زملاؤه في منتخب البرازيل ولاعبو المنتخب المكسيكي والحكم ومساعده والحكم الرابع.

حينها، التفت إلي صحفي ألماني كان يجلس بجواري، وقال "إنه نيمار".

نهائيات كأس العالم 2018: نيمار يقود البرازيل إلى ربع النهائي على حساب المكسيك

 

 

Getty Images قال المدير الفني للمنتخب المكسيكي بعد المباراة "ما حدث عار على كرة القدم، ومثال سيء للعبة. إنها مهزلة".

 

 

وكانت النتيجة النهائية بالنسبة لنيمار ومنتخب البرازيل هي الصعود إلى دور الثمانية لمواجهة بلجيكا يوم الجمعة.

واختير نجم باريس سان جيرمان، البالغ من العمر 26 عاما، كأفضل لاعب في المباراة. ودائما ما تكون هناك مقابلة صحفية بعد المباراة مع اللاعب الذي يحصل على هذه الجائزة.

وكان نيمار على وشك الإجابة على سؤال عن الحادث مع المدافع المكسيكي، قبل أن يتدخل المدير الفني لمنتخب البرازيل، تيتي، ويقول "لقد ضغط على قدمه، ورأيت ذلك على شاشة الملعب".

ثم قال نيمار "أنظر، أعتقد أنها محاولة لتقويضي أكثر من أي شيء آخر".

وأضاف "أنا لا أهتم كثيرا بالانتقادات أو الإشادات، لأن ذلك قد يؤثر على المرء. وخلال المباراتين الماضيتين لم أتحدث إلى وسائل الإعلام لأنني لم أكن أريد ذلك".

وتابع "كل ما يتعين علي القيام به هو أن ألعب وأساعد زملائي وفريقي".

أما المدير الفني للمنتخب المكسيكي، خوان كارلوس أوزوريو، فقال بعد المباراة "ما حدث عار على كرة القدم، ومثال سيء للعبة. إنها مهزلة".

وقال المهاجم السابق لأستون فيلا، ديون دوبلن، لبي بي سي "أشعر بالحرج لنيمار".

وأضاف "إنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم، لكنني لا أفهم لماذا يسقط على الأرض ويتظاهر بأنه يتألم. انهض أيها الرجل فأنت أفضل من ذلك، انهض وواصل اللعب".

وفي الحقيقة، يعد نيمار أحد أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، وتعكس الإحصائيات المتعلقة بأدائه في كأس العالم ذلك الأمر بصورة واضحة، فقد كان أكثر اللاعبين تسديدا بواقع 23 تسديدة، منها 12 تسديدة على المرمى، كما كان أكثر اللاعبين صناعة للفرص بـ16 تمريرة، وأكثر اللاعبين مراوغة بـ40 مراوغة، وارتُكب بحقه أكثر عدد من الأخطاء من الخصوم بواقع 23 خطأ.

وبعد الهدف الذي سجله في مرمى المكسيك، رفع نيمار عدد أهدافه في بطولات كأس العالم إلى ستة أهداف.

ومع ذلك، منح استطلاع أجرته بي بي سي لآراء الجماهير نيمار أقل تقييم بين لاعبي منتخبي البرازيل والمكسيك - 4.76 - رغم أنه سجل الهدف الأول وصنع الهدف الثاني لروبرتو فيرمينيو.

وفي مباراة البرازيل أمام سويسرا، والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، سقط نيمار على الأرض أيضا وأخذ يبالغ في التعبير عن شعوره بالألم في موقف لا يستحق ذلك على الإطلاق.

وفي ثاني مباراة للبرازيل، والتي كانت أمام كوستاريكا وانتهت بفوز راقصي السامبا بهدفين دون رد، رأينا مشهدا غريبا لنيمار، حيث كان حكم اللقاء يحاول تقليل حدة التوتر ووضع يده على ذراع نيمار، الذي أبعد يد الحكم. وأظهرته شاشات التلفزيون وهو يقول "لا تلمسني".

وبعد نهاية هذه المباراة، ظهر نيمار وهو يبكي بشدة. فهل كان هذا بسبب الضغط الشديد الذي يتعرض له؟ أم هو الشعور بالراحة والسعادة بعد الفوز والاقتراب من المراحل المتقدمة لكأس العالم؟

ربما يكون السبب هو مزيج من كل هذا، بما في ذلك أيضا الضغوط التي يواجهها المنتخب البرازيلي نتيجه خروجه المهين من الدور نصف النهائي لكأس العالم الماضية بعد الهزيمة القاسية أمام ألمانيا بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد.

وغاب نيمار عن تلك المباراة بسبب إصابة لحقت به في الدور ربع النهائي أمام كولومبيا.

ووصلت البرازيل إلى هذا الدور الآن مرة أخرى في هذه البطولة، وهي المرة السابعة على التوالي التي تصل فيها إلى الدور ربع النهائي لكأس العالم.

وسوف يتوقف تقدم البرازيل إلى المراحل النهائية للبطولة إلى حد كبير على مستوى نيمار وما إذا كان سيقدم أفضل ما لديه أم لا.

________________________________________

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف