رياضة

حذروا من تفجر "صراعات تافهة" بين الشعبين الشقيقين بعد إياب نهائي أبطال أفريقيا

مثقفون مغاربة: "تونس في القلب" و"كرة القدم مجرد لعبة"

من لقاء الإياب بين الترجي التونسي والوداد المغربي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الرباط: دعا كتاب وفنانون مغاربة إلى "الاحتكام للعقل " ،وعدم توريط الشعبين المغربي والتونسي في "صراعات تافهة"، وذلك بعد تفجر مناوشات بين مغاربة وتونسيين، في الأيام الأخيرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، جراء تداعيات إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، الذي جمع الترجي التونسي بضيفه الوداد المغربي على أرضية ملعب (رادس).

وأجمعت كلمات المثقفين المغاربة على أن علاقة الشعبين المغربي والتونسي أكبر من تهزها "دورات الكرة الهوائية" أو يؤثر فيها "نزق عشاقها"، مشددين على أن ما يُنشر بعد قرار الـ(كاف) "كثير جدا ومبالغ فيه".

وكانت لجنة الطوارئ التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، التي اجتمعت بباريس، قد أصدرت، الأربعاء، قرارا يقضي بـإعادة المباراة ونقلها خارج حدود تونس"، مع "إلغاء نتيجة لقاء الذهاب"، على أن يتم تحديد موعد وملعب المباراة المعادة، لاحقا، مع مطالبة الفريق التونسي بـ"إرجاع الميداليات وكأس البطولة".

وكانت "فضيحة" الإياب بين الترجي التونسي والوداد المغربي قد تفجرت بعد امتناع الفريق المغربي عن إكمال اللقاء، احتجاجا على عدم توفر تقنية (الفار)، التي لم تسعف الطاقم التحكيمي في التأكد من صحة هدف التعادل الذي وقعه وليد الكارتي في الشوط الثاني، بعد أن رفضه الحكم الغامبي غاساما بداعي التسلل.

وانتقد مسؤولو الفريق المغربي غياب "مبدأ تكافؤ الفرص والعدل" بين الفريقين المتنافسين، عن إياب النهائي بتونس، على عكس لقاء الذهاب بالرباط.

الترجي ليس تونس

وقال الناقد المغربي فريد الزاهي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كانت الكرة ولا تزال خارقة للحدود التي تصنعها الأنظمة وعشاق كراسي الحكم المؤبد... حين تتأهل دولة عربية لكأس العالم نعتبرها تمثلنا... واليوم لا يلزم أن نخلط بين فرقة تونسية وحكامها... الترجي كان طرفا في مباراة ولم يكن هو الحكم في المباراة... ثم الترجي ليس هو تونس... تونس التي نحب ونعشق بتاريخها وثقافتها ومثقفيها ورجالها ونسائها الأحرار... رجاء لا تعتبروا الكرة هي الملعب. ولا الملعب هو المدينة ولا المدينة هي البلد ولا البلد هو الشعب... وفي الأخير... هي لعبة فقط لعبة فيها الرابح والخاسر... إذا ربحنا فسيأتي ربح آخر ينسينا إياه وإذا خسرنا سيأتي ربح أو خسارة يفرحنا أو تؤسينا... الكرة تدور مثل الأيام... فرجاء لا تجعلونا نندم غدا على فرحة لعبة عابرة... تونس في القلب... وستظل كذلك... مهما كانت دورات الكرة الهوائية... ومهما كان نزق عشاقها... ومهما كان فرحها وأساها".

خاوة خاوة

من جهته، كتب الناقد والروائي إبراهيم الحجري:"الشعب التونسي شعب مضياف، عظيم، وكلما زرت تونس أحس أنني في البيضاء، وتبقى كرة القدم مجرد لعبة، تلحم الأخوة ولا تفرقها... خاوة خاوة حتى الموت".

أما المسرحي بوسلهام الضعيف، فكتب: "مجرد مقابلة في الكورة...الفار الحقيقي هو الاحتكام إلى العقل فلا تورطوا الشعوب في صراعات تافهة".

لها حدودها

وكتب الشاعر جمال الموساوي: "لا أتذكر بالضبط، ولكن بين 1979 و1980 شاهدت أول مباراة للوداد البيضاوي وكانت ضد النادي القنيطري وانتهت إذا أسعفتني الذاكرة بفوز الوداد بـ 2 - 1. كان الفريق الذي أحببته في طفولتي، وبقي عالقا في قلبي، رغم أنني وأنا أكبر تخليت عن التعلق بفرق كرة القدم، وأتمنى له الفوز دائما عندما يلعب على الواجهة الإفريقية. مع كل هذا، وجدت أن ما يُنشر هنا بعد قرار الكاف كثير جدا ومبالغ فيه. هي مباراة ستعاد، أتمنى بمنطقي السابق، أن تربحها الوداد، وقد تجري الرياح عكس ذلك، لكنها في الأول والأخير مباراة ستعاد لأسباب رياضية لا ترهن مصيرا ولن تغير وجه العالم. تلك حدودها، وبالتالي فلا هي حرب للدفاع عن الوطن، ولا هي استثمار كبير سيشغل الناس، ولا هي حل لأزمة اقتصادية أو اجتماعية".

ارحمونا

وكتب حسن نجمي الشاعر والروائي والرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب: "فريق الوداد البيضاوي انتصر أخلاقيا. والأمر أولاً وأخيرًا متعلق بكرة القدم. ولم يوصِ الوداد أي أحد بمهاجمة أو شتم أشقائنا في تونس. تونس بلد عظيم. والشعب التونسي شعب متحضر، سقفه التاريخي والحضاري والثقافي والإبداعي سقفٌ عالٍ. فارحمونا من هذا النزق، وهذه الرداءات. دعوا الأمر في إطاره الرياضي والقانوني المعتاد. تونس لا تُختزل في فريق كرة ولا في مباراة رياضية. تونس أكبر من الكرة، ومن الخريطة، ومن ضعاف النفوس. تونس صنعت إحدى أجمل وأنظف وأصدق الثورات. تونس بلد شقيق، وشعب تونس شعب مجيد. وفريق الوداد، وداد الأمة لم يوكل أحدا كي يأكل الثوم بفمه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف