رياضة

بعد اقصاء الفراعنة من كأس أمم إفريقيا

جيل مصري جديد يبحث عن استعادة حماسة التشجيع

جيل مصري جديد يبحث عن استعادة حماسة التشجيع
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بين مطرقة المحاذير الأمنية المفروضة على مشجعي كرة القدم في مصر، وسندان فوضى المنظومة الكروية، بقي جيل جديد من الجمهور خارج الملاعب، فاقدا حماسه حتى لمتابعة الفراعنة في كأس الأمم الإفريقية على أرضهم، والتي توجت بإقصاء مفاجئ في ثمن النهائي.

خلال الأعوام السبع الماضية، تخاض مباريات المسابقات المحلية في مصر أمام مدرجات شبه خالية لعدم سماح السلطات بحضور المشجعين بعد مقتل نحو 100 شخص نتيجة أعمال عنف دامية وقعت في ملعبين ببور سعيد والقاهرة عامي 2012 و2015.

وعادة ما واجه اتحاد الكرة اتهامات بالتسبب بأزمات تقود الى أداء مخيب للمنتخب، وآخرها الجدل الذي أحاط باللاعب عمرو وردة بعد قضية "التحرش" والشريط الفاضح المنسوب إليه على هامش أمم إفريقيا، وقرار استبعاده بداية قبل خفض العقوبة بعد "تكاتف" اللاعبين معه، لاسيما النجم محمد صلاح، ما أثار حفيظة شريحة كبيرة من المشجعين.

وحتى قبل الخسارة أمام جنوب إفريقيا صفر-1 أمام نحو 75 ألف متفرج في ستاد القاهرة السبت، والتي أدت الى استقالة رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة وتسببت بصدمة وسط المشجعين، كان العديد من هؤلاء قد أحجموا عن حضور المباريات، على رغم الشغف المصري التاريخي باللعبة.

ويقول محمود هاشم، أحد مشجعي النادي الأهلي المصري لوكالة فرانس برس "أنا كمشجع حُرمت من كافة الأشياء التي أحب الكرة من أجلها.. ولم يعد ثمة مبرر يجعلني متلهفا لمشاهدة الكرة".&&

في مقهى صغير وسط القاهرة، جلس هاشم الشاب الصعيدي البالغ من العمر 30 عاما، ولم يخف خيبة أمله من كل ما يحيط باللعبة في بلاده.

ويقول "خلال الفترة الماضية كان هناك العديد من المشاكل التي تعاني منها المنظومة الرياضية في مصر جعلتني والعديد ممن أعرف أقل اهتماما".

- ممنوعات -

بعد حادثتي مقتل المشجعين في بور سعيد والزمالك، وُضعت كرة القدم المصرية ورابطات مشجعي أنديتها المعروفة بـ"الألتراس" تحت مجهر سلطات الأمن، خصوصا مع اتهامات وجهت لأعضائها بممارسة النشاط السياسي لاسيما في مراحل التظاهرات والتحركات المناهضة للحكم.

لكن خارج حلقة الألتراس، أصاب الاحباط الآلاف من المشجعين لعدم تمكنهم من حضور المباريات، حتى بالرغم من قيام السلطات احيانا بالسماح لعدد قليل منهم بالحضور مع فرض قيود عديدة.

ويقول الصحافي في موقع "في الجول" أحمد فوزي العريان لفرانس برس، إن المشجعين "لم يدخلوا المدرجات منذ سبعة أعوام. الجمهور فقد حماسه وهذه حقيقة، وتحتاج الى فترة لاستعادتها (الحماسة)".

يضيف "هذه الفجوة الزمنية جعلت الناس تهتم للفرق عالمية أكثر أحيانا من الفرق المحلية".

من جهته، يقول هاشم بحسرة "الجمهور ممنوع، حتى ممنوع من التشجيع، ممنوع من الهتاف لفريقه... ممنوع الدخول بقمصان لـ لاعبين معينين"، في إشارة إلى نجم الكرة المصرية والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة.

ويقيم أبو تريكة حاليا في قطر حيث يعمل محللا لشبكة قنوات "بي إن سبورتس"، وتتهمه السلطات المصرية بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي تصنّفها القاهرة "تنظيما إرهابيا" منذ نهاية عام 2013، وتضعه على قوائم الإرهاب رغم حكم محكمة النقض المصرية في تموز/يوليو 2018 بحذفه.

وفي بعض المباريات، ردد المشجعون هتافات مؤيدة لأبو تريكة مع حلول الدقيقة 22، وهو الرقم الذي حمله اللاعب في دفاعه عن ألوان المنتخب.

ويحنّ الجيل الجديد من المشجعين المصريين، الى العقد الأول من الألفية الجديدة، والذي شهد تتويج الفراعنة ببطولة الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، أما الآن يرفض المشجعون، بحسب هاشم أن يكونوا "وسيلة ترويج للقائمين على منظومة الكرة".

- "تاريخ وكورافيا" -

عقب خسارة المنتخب المصري السبت، تقدم أبو ريدة باستقالته من اتحاد يرأسه منذ العام 2016، داعيا الأعضاء الى أن يحذوا حذوه.

كان لوقع هذا الخبر أثرا ايجابيا على شادي حبشي الذي رأى أن الاتحاد كان "سببا مباشرا في كل ما حدث"، متحدثا عن أداء اللاعبين والتنظيم والتعامل مع المشجعين.

في شقته الواسعة في أحد الأحياء الراقية في القاهرة، يشاهد حبشي، المشجع أيضا للنادي الأهلي، مباريات البطولة على شاشته الكبيرة، ويؤكد أنه لم يكن متحمسا حتى ليستصدر "بطاقة المشجع"، وهي البطاقة التي يتم التقدم بطلب الحصول عليها عبر الانترنت، ويرتبط اصدارها بالموافقة الأمنية، لكنها شرط للتممكن من شراء تذاكر للمباريات ودخول الملاعب.

ويقول حبشي (33 عاما) "أنا سعيد لأن بلدي نظّم مثل هذا الحدث، وبصورة جميلة، حيث استطاع الأجانب الحضور والدخول بسهولة، ولكن كمصري أرى الأشياء بطريقة مختلفة تمامًا".

وقرر حبشي وهو أب لإبنة تبلغ من العمر ستة أشهر إطلاق قناة خاصة على موقع يوتيوب تحت اسم "تاريخ وكورافيا"، حيث يروي اللحظات الرائعة في تاريخ كرة القدم للجيل الجديد الذي لم يعاصرها.

ويقول "كان هناك كرة وكان اللعب أجمل من اللعب الآن".&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف