رياضة

عندما يلتقيان على نهائي كأس أمم إفريقيا

الجزائر والسنغال تجددان الصراع بين شمال إفريقيا وغربها على العرش القاري

تشكل مواجهة الجزائر والسنغال على نهائي كأس أمم إفريقيا استمراراً للصراع بين شمال القارة وغربها
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تشكل المواجهة الكبيرة التي تجمع بين الجزائر و السنغال على نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا المقامة في مصر استمراراً للصراع الكروي بين شمال القارة وغربها على زعامة الكرة الإفريقية، والذي بدأ منذ سنوات طويلة على مستوى المنتخبات والأندية في "القارة السمراء".

وتضم كل جهة من القارة اقطابا&كروية كبيرة وعريقة، حيث تضم شمال إفريقيا منتخبات الجزائر و المغرب وتونس ، بالإضافة إلى مصر ، بينما يضم الغرب منتخبات مثل السنغال و نيجيريا و الكاميرون و غانا و ساحل العاج .

صراع تاريخي

اشتدت المنافسة بين الشمال والغرب في ظل ضعف أقطاب شرق إفريقيا وجنوبها باستثناء جنوب إفريقيا و زامبيا، لتشكل نهائيات كأس أمم أفريقيا الميدان الأهم مثلها مثل التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم .

هذا ولم تقتصر المنافسة بين الجهتين على مستوى المنتخبات، ولكنها امتدت إيضاً إلى الاندية في مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية.

وظل الصراع بين الغرب و الشمال على زعامة كأس أمم إفريقيا سجالاً مع تفوق طفيف لمنتخبات الغرب يعكسه رصيدها من الألقاب، بعدما تفوقت بفارق اربعة ألقاب عن الشمال ، حيث تمتلك منتخبات غرب إفريقيا 14 لقباً بفضل الكاميرون التي نالت خمسة ألقاب، يليها غانا بأربعة ألقاب ، ثم نيجيريا التي فازت بثلاثة ألقاب، وأخيراً ساحل العاج برصيد لقبين.

تفوق واضح للشمال

تمتلك منتخبات شمال إفريقيا رصيداً يبلغ عشرة ألقاب ، سبعة منها بفضل منتخب مصر ، فيما تمتلك منتخبات الجزائر و المغرب و تونس لقبا&وحيداً في خزائنها.

ويحسب لمنتخبات شمال القارة ، تفوقها الكاسح في المواجهات المباشرة التي جمعتها بمنتخبات غرب القارة في نهائي كأس أمم إفريقيا بعدما تقابلت عشر مرات ، ليكون نزال الجزائر مع السنغال هو النهائي الحادي عشر.

وخلال النهائيات القارية العشرة، نجحت منتخبات شمال إفريقيا في تحقيق ستة ألقاب مقابل اربعة للغرب ، حيث توج منتخب مصر بأربعة القاب بعدما فاز في النهائي على بعض منتخبات الغرب ، بداية بالكاميرون عامي 1986 و 2008 ، مروراً بساحل العاج عام 2006 ، وأخيراً بغانا عام 2010 &، كما توجت الجزائر بلقبها الوحيد بفضل تفوقها على نيجيريا عام 1990 ، مثلها مثل المغرب عام 1976 على حساب منتخب غينيا.

وخسرت تونس أمام غانا في نهائي عام 1965 ، كما سقطت ليبيا أمام غانا في نهائي عام 1982 &، كما خسرت الجزائر أول نهائي قاري لها امام نيجيريا ، فيما أطاحت الكاميرون بمصر في نهائي عام 2017 .

ومنذ تأسيس بطولة كأس أمم إفريقيا عام 1957 ، فقد نجحت منتخبات غرب القارة في خوض النهائي بينها سبع مرات ، كان آخرها النهائي الذي جمع بين ساحل العاج وغانا عام 2015 ، &بينما لم تنجح منتخبات شمال إفريقيا العربية في تحقيق هذا الانجاز سوى مرة واحدة في النهائي الذي جمع بين تونس والمغرب عام 2004 .

تنافس بين النجوم

لم يقتصر التنافس بين الجهتين على مستوى المنتخبات فقط ، ولكنه أمتد ليشمل تنافساً بين النجوم من اجل جائزة "الكرة الذهبية" في نسختها الإفريقية التي تشرف عليها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية ثم جائزة "افضل لاعب في إفريقيا" التي ينظمها الاتحاد الإفريقي .

وتفوق نجوم غرب إفريقيا بشكل واضح ، بعدما فازوا 14 مرة بجائزة "الكرة الذهبية" ، &بفضل ما تملكه من اسماء لامعة مثل الكاميروني روجيه ميلا و الغاني ابيدي بيليه و الليبيري جورج وياه ، مقابل سبع مرات فقط نالها نجوم من شمال افريقيا بفضل الجزائريين&لخضر بلومي و رابح ماجر و المصري محمود الخطيب و المغاربة احمد فارس و بادو زاكي و محمد تيمومي و التونسي طارق ذياب.

اما جائزة أفضل لاعب والتي يمنحها الاتحاد الإفريقي منذ عام 1992 ، فقد عرفت هي الأخرى هيمنة نجوم غرب إفريقيا الذين يلعبون في افضل الأندية الأوروبية بعدما نالوها 22 مرة مقابل اربع مرات فقط لصالح شمال إفريقيا بفضل المغربي مصطفى حاجي والجزائري رياض محرز و المصري محمد صلاح .

ونجحت شمال إفريقيا في تعويض تخلفها امام الغرب ، بتفوقها الكاسح على صعيد الأندية خاصة في مسابقة دوري أبطال إفريقيا ، بعدما فرضت أندية الشمال سيطرة شبه مطلقة على البطولة.

هذا وتمتلك أندية الشمال رصيداً يبلغ 31 لقباً ، منها ثمانية ألقاب للنادي الأهلي المصري ، بينما لا تمتلك أندية الغرب الإفريقي سوى 16 لقباً فقط أي بفارق 15 لقباً ، وهو فارق يعكس سيطرتها على المسابقات القارية الأهم.

كما تمتلك أندية شمال إفريقيا رصيداً يبلغ 20 لقباً في بطولتي كأس الكونفيدرالية وكأس الاتحاد الإفريقي ، مقابل اربعة ألقاب فقط لأندية غرب القارة السمراء.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف