رياضة

استقبل الجوهرة بيليه وأسطورة الملاكمة محمد علي

مونديال الأندية: "استاد الدوحة" التاريخي شاهد على منشآت مونديال 2022 المترفة

كان البرازيلي بيليه ونجم الملاكمة محمد علي من أبرز ضيوف استاد الدوحة التاريخي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: بعيداً عن الملاعب المكيّفة والمترفة لمونديال قطر 2022 وكأس العالم للأندية التي تنطلق الخميس، يبرز استاد الدوحة التاريخي، أول ملعب عشبي في الخليج بحسب مضيفي أول مونديال في الشرق الأوسط، نظرا لاحتضانه مناسبات راسخة في الاذهان ضمّت الجوهرة بيليه وأسطورة الملاكمة محمد علي.

لا تزال تمتمات الجماهير وآهاتها الصاخبة عالقة في ذهن حسن مطر السويدي وكُثر من أبناء الجيل السابق لكرة القدم القطرية الذين كانوا ينظرون إلى ملعب "استاد الدوحة" القديم كحلم جميل وفرصة نادرة لكتابة أولى سطور التألق.

لم تمح الأيام ولا دنو قطر من استضافة كأس العالم لكرة القدم بعد أقل من عامين، صدى الجماهير الغفيرة التي كانت تملأ فضاء الملعب القديم، الواقع في قلب عاصمة تتميز اليوم بأبراجها الشاهقة وملاعبها الفارهة، وتستعد بعد أيام لاحتضان كأس العالم للأندية للعام الثاني توالياً.

ولا تُمحى من مخيلة سلطان الجاسم (62 عاماً)، الكاتب والمؤرخ الرياضي، ذكريات الطفولة والشباب وتسلله خلسة إلى الملعب لعدم امتلاكه النقود الكافية، لمتابعة النجم البرازيلي بيليه مع فريقه سانتوس وديًا أمام النادي الأهلي القطري، أو لجوئه إلى رصّ الأحجار فوق بعضها البعض للقفز فوق سور الملعب والعبور إلى مدرجات كانت تتسع بحدها الأقصى إلى 4 آلاف متفرج!

قلب الكرة القطرية

ينظر القطريون، ومنهم الجاسم، بعين الفخر إلى هذا الملعب بصفته "قلب الكرة القطرية".

فمن تلك البقعة الخضراء الواقعة وسط حي سكني وشعبي في جنوب العاصمة القطرية، والمُحاطة بالأبنية السكنية المتواضعة والمطاعم الشعبية، يفوح عبق التاريخ بصفتها شاهدة على ولادة أحلام صغيرة تراكمت منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لتتحول بفعل الإلهام والشغف إلى استضافة أبرز حدث كروي على مستوى العالم بعد 60 عاماً على تأسيس أولى الملاعب المزروعة بالعشب الأخضر في منطقة الخليج عام 1962.

وبقدر ما يمثل هذا الملعب التاريخي من ذكريات، يمنّي مطر، نجم السد والمنتخب القطري سابقًا، النفس لو يعود إلى زمن الشباب حتى يتمكن من خوض التجربة واللعب في ملاعب حديثة مثل "الجنوب و"أحمد بن علي" المخصصة لاستضافة كأس العالم عام 2022.

لكن حسن (65 عاما)، المعتزل في 1992، لا يرى أن شعور اللاعب يختلف بين ملعب وآخر، موضحًا ذلك بالقول لوكالة فرانس برس "صحيح، قد تشعر بالإعجاب بداية لجمالية الملعب وتقنياته العالية وتكييفه، لكن مجرد أن يصّفر الحكم لبداية المباراة تنسى كل شيء وتركز في الملعب بصرف النظر عن الشكل والإمكانيات".

ولا ينسى مهاجم "العنابي" السابق الذي دخل أيضًا السلك العسكري وتدرج حتى رتبة عميد ركن، كيف تحلق حوله الجيران والأقارب عندما خاض أولى مبارياته في "استاد الدوحة" العشبي عام 1972. كان مجرد اللعب على هذا الملعب مصدرًا للفخر والاعتزاز في تلك الفترة.

مدرجات قريبة

ينفرد الملعب الذي يبعد فقط حوالي 10 كلم عن ملعب رأس بو عبود المونديالي، بخصوصية يرويها مطر بشغف وهو يسير على أرضه متفقدًا شباكاً اهتزت مراراً بفعل تسديداته "كنا نسمع بدقة معظم الأحاديث الجانبية في المدرجات نظراً لقربها الشديد من الملعب، كما كنا نشعر ببعض العصبية والحماس الزائد بسبب ملاحظات الجماهير، لكن سرعان ما ننصرف إلى الاهتمام بالمباراة".

وعن الفارق بين استاد الدوحة وملاعب كأس العالم الحالية، يقول مطر مبتسماً إن "الفارق شاسع بين ملعب يتسع لـ4 آلاف متفرج وآخر يتسع لـ40 ألفاً".

لم تكن تنظر الجماهير الرياضية في قطر إلى "استاد الدوحة" كونه ملعب كرة قدم فقط، بل كان يمثل مكانًا ترفيهيًا لجميع المسابقات كالمصارعة الحرة والملاكمة، كما كان يستقبل مهرجانات واحتفالات ذكرى الاستقلال.

ويعتقد الكاتب والمؤرخ الرياضي سلطان الجاسم الذي كان منزله يقع بالقرب من الملعب، أن إنجاز استضافة كأس العالم لم يأت من فراغ، معتبراً أن التاريخ الرياضي القطري هو الذي أوحى للحكومة بأن تفكر بطلب الاستضافة.

بيليه ومحمد علي

يستعرض الجاسم حضور نادي سانتوس بقيادة بيليه لخوض ودية أمام النادي الاهلي القطري عام 1973.

تحوّلت المباراة وقتذاك إلى حديث الناس في المجالس والبيوت، شأنها شأن المباراة الاستعراضية التي خاضها نجم الملاكمة العالمي الاميركي الراحل محمد علي كلاي قبلها بعامين في حلبة شُيدت خصيصًا في الملعب، ما منح قطر سمعة رياضية عالمية، تطوّرت لاحقًا مع استضافة نجوم آخرين كالفرنسي ميشال بلاتيني مع فريقه نانسي منتصف السبعينيات.

ورغم ارتداء الملعب عام 2010 حلة جديدة، عبر تطوير المنصة الرئيسة لتكون مكيفة ومغلقة بحماية بالزجاج، وعرض أبرز الصور التاريخية على حائطها، لكن هذا الاهتمام كان مصحوباً بضرورة المحافظة على استاد الدوحة بشكله القديم.

ولا تمثل حفريات البنى التحتية المحيطة بالملعب راهناً أي خطورة على وجوده لما يشكل من تاريخ لكرة القدم القطرية، بحسب مطر، الذي سبق وأمطر شباك الملعب بأهداف نصبته هدافاً للدوري للمرة الأولى في بداية مشواره مع زعيم الأندية القطرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف