رياضة

في سباقات المسافات الطويلة والمتوسطة

ألعاب قوى: سيفان حسن بين مطرقة ثلاثية تاريخية وسندان الشك

العداءة الهولندية سيفان حسن خلال تصفيات منافسات سباق 5 آلاف متر في أولمبياد طوكيو، في 30 تموز/يوليو 2021
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طوكيو : تعيش العداءة الهولندية سيفان حسن حالياً بين مطرقة تحقيق ثلاثية غير مسبوقة في سباقات المسافات الطويلة والمتوسطة لمنافسات ألعاب القوى وسندان الشك خلال أولمبياد طوكيو الحالي.

سيتأتى حفر اسم حسن في تاريخ أم الألعاب من واقع أنه لم يسبق لاية عداءة أن حققت هذه الثلاثية التاريخية، فيما ترافقها الشكوك على خلفية قضية إيقاف مدربها السابق ألبرتو سالازار بسبب تشجيعه على التنشط.

وتسعى هذه الهولندية إلى تحقيق انجاز الفوز بسباقات 1500 م و5 آلاف م و10 آلاف م، حيث يتوجب عليها أن تخوض 6 سباقات في 9 أيام، وأن تجتاز إجمالي 24500 متر من أجل أن تتغلب على أفضل العداءات في العالم. يبدو ذلك ضرباً من الخيال أو الجنون بحد ذاته، لكن ليس بالنسبة لسيفان حسن.

تعكس هذه الهولندية، البالغة 28 عاماً، لمن يراها انطباعاً لا يصدق عن قدرتها على تنفيذ ما تريده بسهولة تامة، حيث ستخوض نهائي سباق 5 آلاف متر الإثنين، خصوصاً أنها تملك القدرة على إنهاء السباقات بأسلوب ساحر لا يقاوم، كما بامكانها في الوقت ذاته أن تثير اشمئزاز منافساتها، علماً أنها نجحت في تحقيق ثنائية سباقي 1500 م و10 آلاف م في بطولة العالم في الدوحة عام 2019.

وفي صورة معاكسة للمضمار، وبينما تبدو حسن متفوقة على باقي العداءات، تحمل على كتفيها النحيلين معالم الشك أيضاً وذلك بسبب مدربها السابق سالازار، الرجل الذي وقف خلف مشروع أوريغون بدعم من عملاق التجهيزات الرياضية "نايكي، حيث أُوقف في عام 2019 على خلفية "التحريض" على تعاطي المنشطات.

هيمن "تلامذته" على بطولة العالم في العاصمة القطرية عام 2019، إلا أن "نايكي" أقدمت على حل المجموعة وتعليق عمل سالازار مدى الحياة بتهمة "الإعتداء العاطفي والجنسي"، في قرار شهير، قابل للإستئناف، اتخذه "المركز الأميركي لرياضة آمنة".

ولكن الحقيقة تشير إلى انه لم يتم التثبت، حتّى الآن، من تعاطي أي رياضيّ أشرف عليه سالازار، لمادة منشطة محظورة.

"ستكون طوكيو سهلة"

من أجل أن تحدّ من وهج الأضواء الّتي تلاحقها بشأن هذه الثلاثية، قالت حسن الجمعة بعد تأهلها بسهولة إلى نهائي سباق 5 آلاف م "لم أقل أنني سأخوض (السباقات) الثلاثة"، رغم انها تخالف واقع انها تسجلت لخوضها جميعها.

ويبدو الهولندية مترددة بشأن مسافة 1500 م، كون هذا السباق يتضمن 3 سباقات تأهيلية (دور أوّل، نصف نهائي ونهائي).

وضمن هذا السياق، قالت حسن قبل انطلاق العرس الرياضي في طوكيو "في حال ركضت مسافة 1500 م، سيكون سباق 10 آلاف م (المقرر السبت في 7 آب/أغسطس) صعباً لأني سأكون قد ركضت في اليوم السابق، بالتزامن مع إجراء فحص مضاد للمنشطات، والإجابة على أسئلة الإعلاميين... أقلق بشأن كل هذه المسائل".

وتابعت "في حال اكتفيت بخوض سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م وخسرت، هذا يعني أن الاخريات أفضل مني".

وعلى الرغم من التوقعات التي تلقي بظلالها عليها واهتمام وسائل الإعلام بها، إلا أن حسن تحاول أن تضع الأمور في نصابها.

وفي ردّ لها عن اسئلة تتعلق بمدربها السابق سالازار أثناء خوضها بطولة العالم لألعاب القوى في قطر، قالت "اللحظة الّتي شعرت بها بضغط كبير في مسيرتي كانت في الدوحة، ونجحت في تجاوزها، لذا ستكون طوكيو سهلة".

وتابعت الهولندية المولودة في أثيوبيا حيث خطت خطواتها الرياضية الأولى "بدّلت الرياضة الكثير من الأمور في حياتي، وجعلتني اكتشف العالم وأظهرت لي أن المكان الذي آتي منه أو من أنا، لا يهمان كثيراً".

وتعود بالذاكرة لتقول "كل يوم في المدرسة، في أثيوبيا، كانت هناك حصة مخصّصة للرياضة، لم أتعب أبداً وكنت أمارس رياضة الكرة الطائرة".

وأضافت "في هولندا، اقترح عليّ أحد الاساتذة ممارسة رياضة الجري، فذهبت إلى النادي الذي يملكه وركضت مسافة 1500 م في زمن قدره 4.20 دقائق. بعد أيام قليلة خضت منافسات ماراثون بـ 1.17 ساعة...".

حطّمت هذه العداءة المبتدئة الكثير من الأرقام القياسية وجعلت الكثير من العداءات في الفئات العمرية يظهرن كـ "الأشباح" أمامها، قبل أن تتمكن على أرضها في هنغيلو من تحطيم الرقم القياسي العالمي لسباق 10 آلاف م في 6 حزيران/يونيو الماضي (29:06.82 د)، لتعود وتحطمه بعد يومين وعلى الحلبة ذاتها العداءة الاثيوبية ليتسينبيت غيدي (29:01.03 د) خلال تصفيات انتقاء منتخب بلادها للأولمبياد، والتي تعتبر منافستها الأخطر في هذه المسافة.

قالت حسن التي انتقلت من اثيوبيا إلى هولندا بعمر الخامسة عشرة عام 2008، إنها غير متفاجئة من اداء غيدي، مصرّة انها "سعيدة في الواقع لأنني أريد أن أجعل المسافة أكثر إثارة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف