رياضة

لم يعد الفريق يملك ترف ارتكاب أي دعسة ناقصة

دوري أبطال أوروبا: هل فقد برشلونة هيبته على الساحة الأوروبية؟

مهاجم بايرن ميونيخ البولندي روبرت ليفاندوفسكي يحتفل بهدفه في مرمى برشلونة الاسباني.
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مدريد: وجّه بايرن ميونيخ الألماني صفعة موجعة جديدة لغريمه برشلونة الإسباني فأسقطه في عقر داره بثلاثية نظيفة في افتتاح الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد عام من نكسة الخسارة 2-8 في الدور ربع النهائي للمسابقة القارية الأعرق.

من دون أبرز نجومه، وأمام جماهير فقدت الثقة بفريقها الرازح تحت ديون هائلة، هل يمكن القول أنّ برشلونة الذي كان يعتبر أهم أكاديمية لتخريج المواهب الشابة والمهيمن على القارة العجوز والكرة العالمية في الألفية الثالثة، فقد هيبته على الساحة الأوروبية؟

وجد العملاق الكاتالوني نفسه يتيماً من دون نجمه الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جرمان الفرنسي هذا الصيف، وتعايش مع واقع أليم يعكس تخبّطه حيث لم يفز بأي مباراة في دوري الأبطال الأوروبي منذ تغلّبه في 2 كانون الأول/ديسمبر 2020 بثلاثية نظيفة على فرنتسفاروش المجري المتواضع.

وما كان سابقاً حصناً منيعاً، بات ملعب "كامب نو" اليوم أرضاً مستباحة حيث لم يعد يشعر كبار الأندية الأوروبية بالخوف من اللّعب في كاتالونيا.

خسر برشلونة مبارياته الثلاث الأخيرة في المسابقة القارية الأم واهتزت خلالها شباكه 10 مرات، فيما لم يعرف طريق مرمى منافسيه سوى مرة واحدة! كما أكّدت الخسارة بثلاثية نظيفة الثلاثاء أمام بطل الدوري الألماني في المواسم التسعة الماضية، بعد عام من مباراة الذل 2-8 في ربع نهائي لشبونة موسم 2019-2020، ما كان يخشاه كُثر وما كان يتم تداوله في الكواليس.

وتشير الأرقام إلى أنّ برشلونة لم يستهل حملته الأوروبية بخسارة في عقر داره منذ عام 1997، والسقوط أمام نيوكاسل يونايتد الإنكليزي 2-3، أي منذ 24 عاماً. وهي المرة الأولى في تاريخه في دوري الأبطال ينهي برشلونة إحدى مبارياته من دون أن يسدّد أي كرة بين الخشبات الثلاث لمنافسه.

Cunde el pánico en el Barça, pero Koeman sigue👍 https://t.co/HRFk7nNQEh

— MARCA (@marca) September 15, 2021

"برشلونة المسكين"

تردّد صدى زلزال هزيمة الثلاثاء في الصحافة المدريدية والكاتالونية فعنونت صحيفة "ماركا" الأكثر انتشاراً في إسبانيا صباح الأربعاء "برشلونة المسكين"، فيما كتبت صحيفة كاتالونيا الرياضية على خلفية سوداء "حقيقة حزينة".

وحذت الصحيفة الرياضية الكاتالونية "إسبورتيو" حذو نظيرتها فعنوت "بعيد، بعيد جدًا".

تحدّث مدافع وأيقونة برشلونة جيرار بيكيه عن عجز فريقه عن مقارعة العملاق البافاري مع صافرة نهاية المباراة، قائلاً "الأمر هكذا، ونحن ما نحن عليه. في الوقت الحالي، صحيح أن الأمور معقّدة. اليوم، هناك فارق واضح، الأمر ظاهر. من أجل أن أكون صريحاً، اليوم لسنا من بين أبرز المرشّحين" للمنافسة على لقب مسابقة دوري الأبطال.

وبحسب وسائل إعلام كاتالونية، عقد رئيس برشلونة جوان لابورتا والمقرّبين منه إجتماعاً طارئاً في مكاتب ملعب "كامب نو" في وقت متأخّر من ليل الثلاثاء، بعد المباراة، للتباحث بما حصل من دون أن يتم الإعلان عن أي قرار في الوقت الحاضر.

هاجم الرئيس الفخري لصحيفة "آس" وأحد الأصوات التي تفرض الإحترام في كرة القدم الإسبانية ألفريدو ريلانيو في مقاله الأسبوعي برشلونة، معتبراً أنّ "المباراة أكّدت الشعور بالخراب الذي ساد برشلونة في الأيام الأخيرة. مباراة طويلة وغير مجدية لبرشلونة، نوع من المحكوم عليهم بالإعدام وفي النهاية لم يكن هناك أمل آخر غير الهزيمة. لا أحد يمكن أن يأمل في أي شيء آخر".

بارقة أمل؟

هل يجب علينا أن ندفن برشلونة حياً أو من الممكن أن ننتظر بارقة أمل؟ ربما بإمكاننا القول أنّ النادي الكاتالوني لعب ورقة الحظ السيئ قبل مواجهته الأوروبية أمام بايرن.

خسر برشلونة نجمين من العيار الثقيل خلال سوق الإنتقالات الصيفية "ميركاتو"، مع رحيل "البرغوث" الصغير ميسي إلى العاصمة الباريسية وعودة المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان إلى فريقه السابق بطل "لا ليغا" أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة. كما اكتظّت عيادة الفريق بالمصابين أمثال أنسو فاتي والفرنسي عثمان ديمبيليه والأرجنتيني سيرخيو أغويرو والدنماركي مارتن برايثوايت...

لم يعد بإمكان الحرس القديم على غرار جوردي ألبا الذي خاض اللّقاء أمام بايرن ميونيخ مريضاً وأُصيب لاحقًا وسيرجيو بوسكيتس المنهك وسيرجي روبرتو الذي خرج تحت وابل من صافرات الإستهجان أن يحملوا الفريق بمفردهم على كاهلهم.

في وقت، ما زال الجيل الجديد يحتاج للوقت لتحمل العبء على غرار إريك غارسيا الذي اضطلع بدور في هدف توماس مولر، وريكي بوتش وأوسكار مينغيسا (22 عاماً لكل منهما) وبابلو مارتن غافيرا "غافي" (17) وبيدري وأليكس بالدي والنمسوي يوسف دمير (18 عاماً لكل منهم) والأميركي سيرجينو ديست (20) أو حتّى الأورغوياني رونالد أروخو (22)... كل هذه الأسماء ما زالت تحتاج لصقل مواهبها وللمزيد من الخبرة داخل المستطيل الأخضر من أجل مقارعة كبار أوروبا واللعب على أعلى المستويات.

قال بيكيه مساء الثلاثاء "مع لاعبينا الصغار سينتهي بنا الأمر منافسين. سيكتسبون الخبرة، وفي نهاية الموسم سترون...".

غير أنّ هذه الكلمات، لا يمكن أن تجد طريقها داخل الملعب ضمن منافسات المجموعة الخامسة، حيث لم يعد برشلونة يملك ترف ارتكاب أي دعسة ناقصة أمام بنفيكا البرتغالي ودينامو كييف الأوكراني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف