رياضة

يحتاجون لتخصيص مالي من وزارة الشباب والرياضة

فريق كرة قدم عراقي لقِصار القامة يكافح للمشاركة في بطولة عالمية

اللاعبون الـ25 القادمون من جميع أنحاء العراق ينسون المتاعب اليومية سعياً لتحقيق الحلم، على الرغم من امكانياتهم المتواضعة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بغداد : حرص عمر عبد الرحمن أحد لاعبي منتخب العراق لكرة القدم لقصار القامة على الحضور مرّتين في الأسبوع للتدريب مع بقية زملائه، من أجل حلم المشاركة في أوّل بطولة عالمية لهم في الأرجنتين.

على الرغم من الامكانيات المتواضعة لدى الفريق، ينسى اللاعبون الـ25 القادمون من جميع أنحاء البلاد المتاعب اليومية والتمييز والسخرية التي يواجهونها أحياناً.

يقول مهاجم الفريق عبد الرحمن الذي يدير أسرة تضمّ زوجة وثلاثة أولاد للحديث "أصبح للفريق دور في تغيير مسار حياتي وبقية اللاعبين".

الرجل الأربعيني الذي يُعدّ أبرز لاعبي الفريق في مركز الهجوم وتحمل قميصه الخضراء الموشحة بالعلم العراقي الرقم 9، يعمل في مقهى عائلي يقدّم فيها النرجيلة إلى الزبائن.

ويذكر عبد الرحمن البالغ طوله 1.42 م "لديّ مواهب في كرة القدم لكن نظرة الازدراء تجاه هذه الفئة حرمتنا إمكانية اللعب مع الفرق الشعبية.. أما الآن فقد تغيّر الحال".

ومع صيحات اعجاب الزملاء لما يقدّمه عمر، يواصل بقية اللاعبين عروضهم التدريبية الجميلة وتحاكي لمسات اللاعبين الأسوياء لما تتمتع به من أسلوب ممتع في تمرير الكرات وطريقة تسديدها الى المرمى بقدرات مهارية.

"الجميع مطالبون بتخفيف الأوزان" بهذه النصيحة يبدأ المدرب مهمته بعد تجمّع اللاعبين في منتصف قاعة ثبت على أحد جدرانها شعار الاتحاد الدولي لقصار القامة. يقوم بمصافحتهم قبل بدء الحصّة التدريبية التي تنطلق بتمارين الاحماء البدني.

عاد الفريق أخيراً من مباراة ودية في الأردن، وفي عام 2022، يخطط للسفر إلى الأرجنتين للمشاركة في بطولة عالمية مخصّصة لفرق قصار القامة.

ويُعدّ منتخب العراق لقصار القامة ثاني فريق عربي من قارة آسيا، إلى جانب الأردن، يستعد للمشاركة في بطولة تشهد أيضاً مشاركة فريقين عربيين من إفريقيا هما مصر والمغرب.

"حلم عالمي"

لم يتمّ تحديد موعد بطولة العالم 2022 بعد، كما يوضح لوكالة فرانس برس فاكوندو ماريانو روخاس، رئيس "الاتحاد الدولي لكرة القدم لقصار القامة"، ومقرّه الأرجنتين.

ويضيف أن هذا سيعتمد على القيود المرتبطة بجائحة كورونا. "نحن نبحث أيضًا عن موارد مالية لمساعدة لاعبي كل بلد على القدوم" والمشاركة في البطولة.

تقام المباريات في ملاعب مغلقة وعلى أرضية ملاعب كرة الصالات، مع فرق من سبعة لاعبين. فرق آخر: الأهداف بارتفاع 1.70 متر وعرض 2 متر (مقارنة بارتفاع 2.44 متر وعرض 7.32 متر لكرة القدم التقليدية).

تأسّس الفريق العراقي عام 2019 بمبادرة تبناها مدير الفريق حسين جليل الذي استوحى من كوبا أميركا في الأرجنتين المخصّصة لفرق قصار القامة.

واضاف جليل الذي اعتاد على حضور التدريبات مرتدياً بدلته الأنيقة الزرقاء وهو أيضاً من قصار القامة "ظهور هذه الفرق في بلدان أخرى شجعني لتأسيس الفريق وعلى مدار عام ونصف أصبح له تأثير إيجابي على حياة اللاعبين".

على الرغم من كون أغلب لاعبي الفريق من العاصمة، لكنه يتميّز بالتنوّع. هناك لاعب من اربيل وآخر من كركوك ومن الكوت ومن السليمانية وذي قار. يتحملون أعباء الوصول إلى بغداد لحضور التدريبات.

ولا يختلف حال عبد الرحمن عن زميله مدافع الفريق صلاح أحمد الذي يعمل ميكانيكياً لتصليح الدراجات الهوائية، من أجل تأمين متطلبات أسرة مؤلفة من زوجته وابنه الذي يواصل دراسته الابتدائية.

يقول أحمد (37 عاما) الذي لا يتردّد عن ترك عمله أحياناً لحضور التمارين "أريد مع زملائي أن نمضي بتحقيق حلم المشاركة العالمية".

ويضيف أحمد الذي يسكن هو وزوجته وابنه سيف مع أهله لعدم قدرته على استئجار بيت لأسرته الصغيرة "قبل أن التحق بالفريق، كنت أعاني من نظرة المجتمع لقصار القامة إلى الحد الذي لا استطيع فيه مشاركة لاعبين أسوياء لعبة كرة القدم رغم ما امتلكه من موهبة فيها".

"لا يعلمون بهذا الفريق"

بدوره، يتابع حسين جليل "البعض من لاعبي الفريق كانوا يعانون من ظاهرة التنمر في الأماكن العامة وفي الشارع، إلاّ أنّ الحال اختلف، كرة القدم منحتهم ثقة في تحدي هذه المظاهر من جهة، ونظرة الآخرين اختلفت أيضا".

كما يعاني الفريق أيضاً من مشكلة تجهيزاته، فالملابس الخاصة باللاعبين عادة ما تكون مقاساتها غير متوفرة في متاجر الملابس الرياضية، فيضطرون إلى شراء ملابس يقومون بتفصيلها بمقاسات ملائمة وهذا ما يضيف أعباء مالية عليهم.

ويجمع كل اللاعبين على حاجتهم لتخصيص مالي من وزارة الشباب والرياضة لتأمين أجور التنقل، خصوصاً للاعبين القادمين من مدن بعيدة، فضلاً عن معاناتهم في تأمين ملابس رياضية تناسب مقاساتهم البدنية.

ويتحدّث أيضاً عن المتاعب المالية قائلاً "عندما نشارك في بطولة نستدين الأموال وبعد العودة تقوم وزارة الشباب والرياضة بصرف عشرة ملايين دينار فقط، ما يعادل سبعة الاف دولار لتغطية نفقات الرحلة والتذاكر".

من جهته، ذكر عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم ومدير التربية البدنية في وزارة الشباب والرياضة أحمد الموسوي "بعد تشكل الاتحاد رسمياً قبل شهرين، نهتم الآن في تشكيل لجنة قصار القامة لنؤمن متطلباتها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف