رياضة

مقاطعة دبلوماسية للألعاب تنديداً بانتهاكات حقوق الإنسان

أولمبياد بكين الشتوي: عودة شواي الى الواجهة عشية حفل الافتتاح

بينغ شواي تلعب في ووهان، في سبتمبر 2019
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الخميس إنه سيلتقي مع لاعبة كرة المضرب الصينية بينغ شواي خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لتقييم "سلامتها الجسدية وحالتها العقلية"، في الوقت الذي ظل فيه الجدل يدور حول الألعاب حتى عشية حفل الافتتاح.

وأكد باخ أن اللجنة الأولمبية الدولية ستدعم التحقيق في الاتهامات بإجبار نجمة التنس على ممارسة الجنس مع مسؤول سابق رفيع المستوى خلال علاقة متقطعة، إذا طلبت ذلك.

وطغت المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، ووباء "كوفيد 19"، والمخاوف من تجسس الحكومة الصينية على الرياضيين، على الفترة التي سبقت انطلاق أولمبياد بكين المقرر افتتاحه الجمعة بحفل في استاد "عش الطائر".

وكانت بينغ، بطلة رولان غاروس الفرنسية وويمبلدون الانكليزية في منافسات الزوجي، نقطة نقاش رئيسية أيضًا بعد أن زعمت على حسابها على منصة "ويبو" الصينية الموازية لتويتر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن نائب رئيس الوزراء السابق تشانغ قاولي أجبرها على ممارسة الجنس خلال علاقة متقطعة.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي استهدفت فيها حركة #MeToo (أنا أيضا) الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.

سرعان ما أزالت الرقابة في بكين تلك المزاعم الصادرة عن الإنترنت الصيني الخاضع للرقابة المشددة، ولم تظهر بينغ علنًا لقرابة ثلاثة أسابيع، قبل ان تعود ابنة الـ36 عاماً وتظهر لاحقاً في مناسبات قليلة، ما أثار موجة غضب عارمة تحت شعار "أين بينغ شواي؟".

لكنها عاودت الظهور علنًا وقامت لاحقًا باتصال هاتفي عبر الفيديو مع باخ.

في كانون الأول/ديسمبر الماضي، خرجت عن صمتها للمرة الأولى لتنفي ما نُسِبَ اليها من اتهام لنائب رئيس الوزراء السابق بإجبارها على ممارسة الجنس، لكن ذلك لم يبدد مخاوف رابطة اللاعبات المحترفات "دبليو تي أيه" التي جددت "قلقها" بشأن مصيرها.

"إنها ضرورة"

لم يقل باخ بالضبط متى سيقابلها خلال الألعاب أو إذا كانت بينغ ستدخل "الحلقة المغلقة" التي سيتواجد فيها الرياضيون والمدربون والإعلاميون والمسؤولون بسبب "كوفيد 19"، لكنه أوضح في مؤتمر صحافي عشية انطلاق الالعاب: "إذا أرادت إجراء تحقيق، فإننا بالطبع ندعمها في هذا الأمر. ولكن يجب أن يكون هذا هو قرارها. إنها حياتها، إنها اتهاماتها".

واضاف "تلقينا هذه الاتهامات وسمعنا نفيها. سنعقد هذا الاجتماع الشخصي وهناك سنواصل هذه المحادثة وبعد ذلك سنتعرف بشكل أفضل أيضًا عن سلامتها الجسدية وحالتها العقلية عندما يمكننا أن نلتقي أخيرا شخصيًا".

وتابع "إنها ليست مجرد علامة على الاحترام، بل إنها ضرورة، من أجل احترامها، والاستماع إليها ومعرفة كيف ترى هذا الوضع، وكيف تريد أن تعيش حياتها. هذا ما نحاول اكتشافه خطوة بخطوة".

وأردف قائلا "(الاتصالات عبر الفيديو) لا يمكن أن تعوض اللقاءات الشخصية ووجها لوجه. نعلم مما أخبرتنا أنها تعيش هنا في بكين، فقد أشارت إلى أنها تتمتع بحرية كاملة في الحركة وأنها تقضي الوقت مع العائلة والأصدقاء".

وتأمل الصين أن تكون الألعاب الأولمبية انتصارًا للقوة الناعمة، لكن هناك خلافات أخرى، من بينها التأثير البيئي للألعاب التي تقام في واحدة من أكثر المناطق جفافاً في البلاد وتعتمد بالكامل تقريبًا على الثلج الاصطناعي.

وأعلنت دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا، "مقاطعة دبلوماسية" للألعاب للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، لا سيما في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في شينجيانغ وقمع المعارضة في هونغ كونغ.

وتتهم واشنطن الصين بارتكاب إبادة جماعية في منطقة شينجيانغ. وحذرت الصين من أن الولايات المتحدة "ستدفع الثمن" لمقاطعتها الدبلوماسية.

وسيشارك رياضيو الدول المقاطعة في المحفل الأولمبي.


صورة تظهر شعار أولمبياد بكين الشتوي 2022 المقرر إقامته من 4 حتى 20 الشهر الحالي

فقاعة بسبب كوفيد

وتمني الصين واللجنة الأولمبية الدولية النفس في أن يتم التخلص من كل هذه الجدالات بمجرد بدء المنافسات.

وانطلقت منافسات لعبة الكيرلينغ الأربعاء، وكان هناك عدد قليل من المشجعين المقنعين في ملعب "مكعب الثلج" (آيس كيوب)، وهو المكان اللافت للنظر الذي كان معروفا باسم "المكعب المائي" عندما استضافت بكين دورة الألعاب الصيفية لعام 2008.

وألعاب بكين هي الثانية في زمن كوفيد، بعد الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو التي حصلت العام الماضي بتأخير سنة بسبب الوباء.

وتقام الخميس منافسات الهوكي والتزلج الحر للسيدات.

وفي بلد يتفاخر بسياسة "صفر كوفيد"، تبدو التدابير الاحترازية مشددة جدا، وأقسى مما كانت في طوكيو. إذ أقام منظمو الألعاب فقاعات صحية صارمة لا يغادرها المشاركون البالغ عددهم 3 آلاف رياضي ورياضية وعشرات الالاف من الاجهزة الفنية والمتطوعين والصحافيين، إلا لدى مغادرتهم البلاد.

وتحظّر الإجراءات على الزائرين دخول أو مغادرة الفقاعة الأولمبية التي تضمّ أماكن إقامة المشاركين ونظام النقل ومواقع المسابقات، إضافة إلى الفنادق المحصنة والمنشآت التي ستستقبل المنافسات، ومواقع الفحوص اليومية للكشف عن كوفيد.

ويعيش في هذه الفقاعات نحو 60 ألف شخص يضعون الكمامات بشكل إجباري، ويستخدمون الروبوتات للحصول على القهوة والمشروبات والوجبات، الخ...

وظهرت 55 نتيجة إيجابية لكوفيد بين الأفراد المرتبطين بالألعاب الأربعاء، وهو أعلى إجمالي يومي حتى الآن، ليرتفع العدد منذ 23 كانون الثاني/يناير إلى 287 حالة ايجابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف