رياضة

أيلين غو وبيفيرلي جو نشأتا في الولايات المتحدة

أولمبياد بكين: الصينيون المجنسون بين التهليل والنقد الهادم

بيفرلي واجهت عاصفة من الانتقادات في الصين
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: وُلدت أيلين غو وبيفيرلي جو ونشأتا في الولايات المتحدة قبل اتخاذ القرار بتمثيل الصين، لكن نتائجهما المتناقضة في أولمبياد بكين الشتوي سلطت الضوء على الخيط الرفيع بين عشق الجماهير أو إدانتهم للرياضيين المجنسين.

ألهمت غو بطلة التزلج الحرّ المشجعين الصينيين المنتشين من نتيجتها الرائعة، لكن جو واجهت سوء معاملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد خروجين مخيبين في التزحلق الفني على الجليد.

كرّست غو (18 عاماً)، المعروفة باسم غو أيلينغ في الصين، نفسها كأحد أبرز وجوه الألعاب الحالية، بعد تتويج لافت في مسابقة الهوائي الكبير الثلاثاء.

جاء في تعليق انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حول قفزتها الرائعة التي منحتها الفوز "تشارك غو أيلينغ في أول ألعاب أولمبية، وبرغم ذلك حصدت الذهب مع قفزة 1620 (درجة)، هي رائعة جداً".

كتب شخص آخر "لا يسعني انتظار المزيد من الوقت لرؤية ادائك الرائع".

لكن المزاج كان مختلفاً بالنسبة لجو المشاركة باسم جو يي.

غرقت ابنة التاسعة عشرة في دموعها الإثنين بعد سقوطها مرتين خلال ظهورها، وذلك بعد تعثر في اليوم السابق كاد يكلّف الصين بطاقة التأهل إلى النهائي.

وبرغم محنتها، لم تنل التعاطف والصفح على مواقع التواصل الصينية، حيث تعرّضت لهجوم بسبب أخطائها.

على موقع ويبو الموازي لتويتر، حصد هاشتاغ "سقوط جو يي" 230 مليون مشاهدة.

كتب أحدهم "لا أعرف كيف يُسمح لشخص مماثل بتمثيل الصين".

اشتدت درجة الانتهاكات لدرجة ان السلطات قامت بحذف بعض التعليقات.

تناقض صارخ

في السنوات الماضية، استقدم البلد الأكثر سكاناً في العالم (1.4 مليار نسمة) رياضيين أجانب لتعزيز منتخباته الوطنية، خصوصاً في كرة القدم وهوكي الجليد.

ليست الصين الدولة الأولى تقوم بخطوة مماثلة، لكنها لافتة في دولة تتمتع بحد أدنى من الهجرة نحو الداخل وتحظر على مواطنيها حمل جنسيات مزدوجة.

لكن في عهد الرئيس شي جينبينغ، تبدو الأمور أكثر ضبابية.

يقول ستيف تسانغ مدير معهد الصين في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن "إذا اعتُبر أحدهم قادراً على المساهمة في البلد الأم، فان دولة الحزب الحاكم مستعدة لمكافأته بشكل رائع".

وُلدت غو في كاليفورنيا لوالد أميركي ووالدة صينية، ولا تزال تعيش في الولايات المتحدة. نقلت ولاءها عام 2019 إلى الصين بعد قرار وصفته بانه "بالغ الصعوبة".

كسبت الطالبة النجمة وعارضة الأزياء بدوام جزئي شعبية كبيرة في الصين، مع لكنتها بلغة الماندارين وحبها الواضح للمطبخ الصيني.

وقّعت العديد من العقود الدعائية مع علامات تجارية كبرى في بلادها، من بينها سلسلة المقاهي "لاكين" وموقع "جاي دي" للتسوق.

تقول غو "عندما أزور بكين أشعر بأني قادمة إلى منزلي".

التزمت الصمت حيال تمثيلها الدولي، رغم الضغط المستمر عليها من المراسلين الأجانب الثلاثاء بعد تتويجها بالذهبية. في المقابل، تخلت جو عن جنسيتها الأميركية عندما قرّرت تمثيل الصين.

لكن خلافا لغو، تعرضت جو لانتقادات بسبب لغتها المحدودة وخلفيتها العائلية. ألمح بعض مستخدمي وسائل التواصل، دون تقديم أي دليل، إلى أن تواجدها في الأولمبياد مرتبط بوالدها خبير الذكاء الاصطناعي البارز.

خيط رفيع

نظراً لجذورهما المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، يتعيّن على غو وجو الحذر لدى التطرق لهويتهما.

وصلت العلاقة بين الدولتين العظمتين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، وقادت واشنطن حملة مقاطعة دبلوماسية لألعاب بكين مشيرة إلى انتهاكات لحقوق الانسان في الصين، من بينها منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد.

غو التي تقول بانها تريد استخدام الرياضة لتعزيز التواصل بين شعوب البلدين، تصف نفسها بانها "أميركية عندما أكون في أميركا، و... صينية عندما أكون في الصين".

في المقابل، روّج أحد أبرز رعاة غو، علامة "أنتا" للألبسة الرياضية، لاستخدام قطن منطقة شينجيانغ الذي تربطه المنظمات الحقوقية بالعمل الجبري.

انتقد بعض مستخدمي موقع انستغرام غو لاستخدامها المفرط لمواقع التواصل، فيما تبدو غافلة عن أن معظم الصينيين لا يمكنهم الوصول إلى الانترنت بحرية، بما في ذلك انستغرام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف