رياضة

على وقع عام يشهد تنظيم 22 جائزة كبرى

فورمولا واحد: معركة جديدة بين فيرستابن-هاميلتون أو صحوة لفيراري؟

الموسم الماضي شهد معركة طاحنة بين هاميلتون وفيرستاين الذي أحرز اللقب في الرمق الأخير
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: انتهت فترة الاستراحة: بعد ثلاثة أشهر من تتويجه الجدلي في أبو ظبي، يبدأ سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن في البحرين الأحد بحثه عن لقبٍ ثانٍ في الفورمولا واحد بمواجهة منافسه الساعي للثأر البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس، فيما يتربص فريق فيراري للعودة إلى القمة.

وعلى وقع عام يشهد تنظيم 22 جائزة كبرى، وجائزة إضافية تحل بدلا من روسيا المستبعدة على خلفية غزو أوكرانيا، ستكون الفرق أمام محطة مهمة تتمثل بقوانين جديدة أدّت إلى تغييرات جذرية في السيارات وتهدف إلى تقديم المزيد من الإثارة والسماح لمزيد من الفرق المتوسطة بدخول النادي المغلق للفائزين.

لكن هذه الثورة التقنية يمكن أن تكون بطيئة، فالمؤشرات التي تمخّضت من التجارب الشتوية في برشلونة ثم في البحرين (ثلاثة أيام لكل منهما)، أعادت المقاييس ذاتها مع مرسيدس ثم ريد بول في الصدارة. فهل ستكون مقدمة لمبارزة نارية منتظرة بين "ماد ماكس" و"السير" هاميلتون في تكرار لسيناريو العام الماضي الذي حسمه الأول لصالحه في اللفة الاخيرة على حلبة مرسى ياس الإماراتية؟.

يبدو فيرستابن جاهزاً لدوخل دائرة المنافسة للاحتفاظ بلقبه، فهو كان السائق الأكثر نجاحاً في عام 2021 مع 10 انتصارات مقابل 8 لهاميلتون، كما تفوّق الهولندي في "امتحان يوم السبت" خلال التجارب التأهيلية 10 مرات مقابل 5 للبريطاني.

ختم الهولندي البالغ 24 عاماً التجارب على حلبة الصخير البحرينية بتدوين اسمه على قمة ورقة أسرع الأوقات.

المعركة المنتظرة

وفي وقت لم يبدُ ما حققه فيرستابن مستغرباً، إلا انه بات بعد لقبه الأوّل وأداء سيارته الحالي واثقاً من نفسه وقدراته، فنجل سائق الفورمولا واحد يوس، انتظر تكريسه في الفئة الاولى منذ وصوله إليها في عام 2015 وهو يبلغ 17 عاماً. فهذا الشاب الذي ولد ليفوز يريد الآن اللحاق بهاميلتون في سجلات البطولة والاقتراب من أرقامه القياسية.

ذلك، لأن هاميلتون يطمح بدوره للفوز بلقبه العالمي الثامن ليفكّ شراكته مع أسطورة الفورمولا واحد الألماني ميكايل شوماخر في قمة الهرم. هذا التتويج الذي لمسه بأطراف أصابعه واعتقد أنه ناله قبل أن يتم تجاوزه في اللفة الأخيرة في 12 كانون الأوّل/ديسمبر.

لكن في ظل المعركة المنتظرة بمواجهة الهولندي، بدا البريطاني ابن الـ 37 عاماً متشائمًا السبت، إذ قال عقب تجارب البحرين "في الوقت الحالي، لا أعتقد أننا سنقاتل من أجل الفوز ولكن السيارة لديها القدرة على الوصول إلى هناك".

هل هي خدعة جديدة من صاحب البشرة السمراء؟ يبقى أن نرى ذلك بالنسبة لهاميلتون (حلّ في المركز السادس عشر على لائحة الأسرع في البحرين) وزميله الجديد، مواطنه الطموح جورج راسل (حلّ خامساً).

ويبقى أيضاً أن ننتظر الدور الذي سيلعبه راسل: زميل نموذجي لهاميلتون على غرار سلفه الفنلندي فالتيري بوتاس، أو الشوكة في قدم مواطنه؟ بخلاف ما يحصل في أروقة ريد بول حيث يجب تسوية السؤال بسرعة كما حدث العام الماضي، دون أن يلقي المكسيكي سيرخيو "تشيكو" بيريس بظلاله على زميله صاحب الامتياز مع فريقه.

إلى جانب مرسيدس وريد بول، هل سيكون "الغرباء" قادرين على اختراق مراكز المقدمة؟ في مطلق الأحوال، هذا هو الهدف الذي وضعه المشرفون الأميركيون على البطولة العالمية عن طريق إعادة توزيع "بطاقات الفوز" بفضل اعتماد قوانين جديدة ترجح كفّة الديناميكية الهوائية (عامل الانسيابية) وتحديد سقف الميزانية المعمول به منذ عام 2021 (142.4 مليون دولار في عام 2022).

القوانين الجديدة

كما تعتمد الفورمولا واحد بشكل خاص على عامل عودة التأثير الأرضي الذي تم حظره خلال حقبة الثمانينيات والذي يساهم في أن "تلتصق" سيارات المقعد الأحادي على سطح الحلبات. وظاهرياً، يجب أن يسمح هذا للسيارة بأن تكون أقل انزعاجاً من تدفق الهواء المتسرّب من السيارة التي أمامها لتتجاوزها "بسهولة".

وبعدما تم الاعلان عن القوانين الجديدة في عام 2019، وتم تأجيلها لمدة عام بسبب فيروس كورونا، دخلت هذه القوانين حيّز التنفيذ هذا العام، في حين تراقب إيطاليا ما يجري على حلبات السرعة، إذ برغم أن فريق فيراري ظل مرادفاً للفورمولا واحد، فان الحظيرة الإيطالية لم تعد تتناغم مع الفوز والانتصارات: منذ عام 2008 لم تفز بلقب الصانعين، ومنذ 2007 لم تحرز لقب السائقين حيث كان الفنلندي كيمي رايكونن آخر العنقود.

وبعد عام 2020 في العدم والأسوأ في تاريخ "الحصان الجامح" منذ 40 عاماً (حلّ في المركز السادس عند الصانعين)، استعاد فيراري لونه الأحمر باحتلاله للمركز الثالث العام الماضي، كما بدا واعداً في التجارب الشتوية قبل انطلاق العام الحالي بفضل سيارة تتمتع بموثوقية أكبر وثنائي موهوب مع شارل لوكلير من موناكو (24 عاماً) والإسباني كارلوس ساينس (27).

طموح الفرق

يسعى فريق فيراري الأكثر تتويجاً في تاريخ البطولة إلى الانتقال لـ "عصر النهضة" الخاص به.

وضمن الإطار ذاته، يأمل فريق ماكلارين أن يعود بدوره إلى المقدمة مع البريطاني لاندو نوريس ابن الـ 22 عاماً وصاحب الخبرة الاسترالي دانيال ريكياردو (32). احتلت الحظيرة البريطانية المركز الرابع في عام 2021 لكنها لم تذق طعم التتويج بلقب الصانعين منذ 1998 ومنذ 2008 عند السائقين حيث كان هاميلتون نفسه آخر المتوجين.

وبدوره، يسعى فريق ألبين إلى دخول دائرة المنافسين على الألقاب مع الثنائي الفرنسي إستيبان أوكون والمخضرم الاسباني فرناندو ألونسو، في ظل زحمة من المنافسين أو "الثعالب" المتعطشة للفوز على غرار ألفاتاوري و أستون مارتن ووليامس وألفا روميو وهاس.

يحلم كل فريق أن يتقمص شخصية فريق روس براون جي بي عام 2009، في عام شهد أيضاً تغييرات قانونية جذرية، استفاد منها حينها هذا الفريق الجديد وسائقه البريطاني جنسون باتون من أجل التلاعب بالتوقعات والتكهنات واحراز لقبي السائقين والصانعين تحت مظلة قانون "باعث الهواء المزدوج" الذي صب في مصلحته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف