تجمعهما الرغبة ذاتها وعلاقتهما بلاعبيهما
دوري أبطال أوروبا: أنشيلوتي الهادئ بمواجهة كلوب المتفجر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: بين مدرب اشتهر بهدوئه ورصانته وآخر بحماسه المتفجّر وشغفه الكبير، يجمع نهائي دوري أبطال أوروبا السبت في باريس بين رجلين مختلفين تماماً بشخصيتيهما، لكن تجمعهما الرغبة ذاتها وعلاقتهما بلاعبيهما، وذلك حين يلتقي ريال مدريد الإسباني بليفربول الإنكليزي على "ستاد دو فرانس" في سان دوني.
بعد أربعة أعوام على النهائي الذي توج به ريال بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان على حساب ليفربول 3-1 في كييف، يتجدّد الموعد بين الناديين حيث يسعى الأول لتعزيز رقمه القياسي (13) والثاني الى تتويج سابع يضعه في المركز الثاني مشاركة مع ميلان الإيطالي.
عاد أنشيلوتي الى القلعة البيضاء الصيف المنصرم إثر استقالة زيدان، في محاولة لتعويض مروره السابق حين انتهى به الأمر بالإقالة.
لم يشفع للمدرب الإيطالي دعم لاعبي النادي الملكي ومشجعيه، فتمت إقالته في 25 أيار/مايو 2015 عقب موسمٍ ثانٍ مخيب بعدما كان في الأول صانعاً لتتويجه باللقب القاري العاشر.
بعد عام ويوم واحد على قيادته ريال الى اللقب العاشر في دوري الأبطال، اقيل أنشيلوتي في الوقت الذي اعلن فيه العديد من نجوم النادي الملكي في حينها، على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، دعمهم للمدرب الايطالي.
وقال رئيس ريال فلورنتينو بيريس "في ريال مدريد، التطلعات كبيرة جداً وحان الوقت لإعطاء دفعة جديدة من أجل الفوز بألقاب جديدة وبلوغ افضل مستوياتنا".
من المؤكد أن الخروج من "سانتياغو برنابيو" بهذه الطريقة وإسناد المهمة لرافايل بينيتيس الذي لم يصمد سوى لأشهر معدودة قبل أن يفتح الباب أمام وصول زيدان، لم يغادر تفكير أنشيلوتي رغم النجاح الذي حققه لاحقاً بقيادة بايرن ميونيخ الألماني الى لقب الدوري عام 2017.
أول مدرب يتوج بالدوريات الخمسة الكبرى
وعندما عُرض على ابن الـ62 عاماً العودة مجدداً الى مدريد بعد قرار زيدان التنحي للمرة الثانية عن تدريب النادي الملكي، لم يتردد أنشيلوتي في الاستقالة من منصبه مع إيفرتون الإنكليزي من أجل الحصول على فرصة تعويض ما فاته في مروره الإسباني السابق.
والآن وبتتويجه بلقب الدوري الإسباني قبل أربع مراحل على ختام الموسم، بات أنشيلوتي أول مدرب في التاريخ يحرز بألقاب الدوريات الخمسة الكبرى، بعدما سبق له أن أحرز كلاً من الإيطالي مع ميلان (2004)، الإنكليزي مع تشلسي (2010)، الفرنسي مع باريس سان جرمان (2013) والألماني مع بايرن (2017).
وعلى غرار جميع ألقاب الدوري التي أحرزها في مسيرته التدريبية، باستثناء عام 2010 حين قاد تشلسي للتفوق على مانشستر يونايتد ومدربه الاسطوري أليكس فيرغوسون بفارق نقطة فقط، كان تتويج أنشيلوتي بطلاً في إسبانيا من دون منافسة حقيقية بعدما تربع النادي الملكي على الصدارة منذ المرحلة الرابعة عشرة ولم يتنازل عنها بعد ذلك.
وخلافاً لمشواره في الدوري المحلي، اضطر أنشيلوتي الى استخراج أفضل ما لديه من أجل الوصول الى النهائي الشخصي الخامس له في دوري الأبطال بعدما كان ريال على شفير توديع المسابقة ثلاث مرات في الأدوار ثمن وربع ونصف النهائي على أيدي باريس سان جرمان الفرنسي وتشلسي ومانشستر سيتي الإنكليزي توالياً.
والآن، يقف الإيطالي أمام عتبة دخول التاريخ كأول مدرب يتوج بلقب المسابقة أربع مرات بصيغتيها السابق (كأس الأندية الأوروبية البطلة) والحالية، معولاً على فلسفته بجعل "اللاعبين أصدقائي" وفق ما أفاد بعد فوز ريال بلقب الدوري الخامس والثلاثين في تاريخه.
ورغم أعوامه الـ62، لا يرى أنشيلوتي بأنه "من الجيل القديم"، مؤكداً "أني أتابع عن كثب التغييرات في كرة القدم".
"الجوائز الفردية ليست هاجساً"
في مركز تمارين النادي في فالديبياس، يعتمد أنشيلوتي على إطار عمل يمزج بين شخصيات خبيرة مثل المدرب الرياضي أنتونيو بينتوس، والمواهب الشابة مثل نجله دافيدي أنشيلوتي الذي ينتظر اجتياز اختبار اجازة التدريب الاحترافية من الاتحاد الأوروبي "ويفا".
وأوضح الإيطالي الثلاثاء "تمكنا من خلق جو عمل جيد في فالديبيباس.. وعندما يكون لديك ديناميكية عمل جيدة، يمكنك الفوز بكل شيء".
وعن إمكانية أن يصبح أول مدرب في التاريخ يفوز باللقب القاري أربع مرات، قال "سأكون سعيداً بذلك، لكن الجوائز الفردية ليست هاجساً بالنسبة لي. عندما أعتزل، قد يمكنني القول أنني كنت أول من يفعل ذلك... لكن اليوم، لا يهمني".
في مواجهته، يجد أنشيلوتي مدرباً شغوفاً بشخص كلوب المعروف برود فعله الصاخبة بجانب الملعب واحتفالاته النارية أمام مشجعي "الحمر" بعد كل انتصار.
وصل الألماني الى "أنفيلد" قبل ستة أعوام ونصف ومدد عقده مؤخراً حتى 2026، ليكون ذلك تأكيداً على التناغم الذي وصل اليه مع هذا النادي التاريخي وجمهوره الحماسي الى أقصى الحدود، ومكافأة على النقلة التي حققها معه من خلال قيادته الى لقب الدوري المحلي لأول مرة منذ 30 عاماً والفوز بدوري الأبطال عام 2019.
يخوض ليفربول السبت النهائي الثالث له في دوري الأبطال خلال خمسة مواسم، فارضاً نفسه مجدداً أحد أبرز أندية القارة العجوز وفوزه في باريس على أكثر الأندية ألقاباً، سيكرس مكانته التاريخية.
"واحد في المليون"
بمساعدة الهولندي بيب ليندرز المسؤول عن حصص التمارين، والألماني بيتر كرافيتس الذي يعتبر "عينه" التكتيكية، يعرف كلوب مجموعته مثل ظهر يده لكنه دائماً ما يبحث عن طرق لتحسين أصغر التفاصيل.
بعد الكثير من العمل في الأعوام الماضية مع مدرب متخصص، حقق ليفربول تقدمًا هائلاً في الركلات الثابتة هذا الموسم، مع مساعدة علماء الأعصاب في مسألة صنع القرار والتنفيذ.
ولم يكن من وليد الصدفة أن ينجح ليفربول في ترجمة 11 من أصل 11 ركلة ترجيحية خلال نهائي كأس الرابطة ضد تشلسي، و6 من 7 خلال نهائي الكأس ضد الفريق ذاته، ولا حتى المباريات الـ63 التي لعبها (مع مباراة السبت) من أصل 63 ممكنة في جميع المسابقات.
استفاد كلوب من أربعة أسابيع من التدريب الصيف الماضي، وأعد فريقه بشكل لم يسبق له مثيل، مع مراقبة طبية مكثفة لمنع خطر الإصابة.
وكل ما يخشاه مشجعوه النادي حالياً هو كيف سيكون الوضع بعد رحيل الألماني.
أقر القائد جوردان هندرسون مؤخراً أنه "لم يكن من الممكن الفوز (دوري الأبطال 2019) بدون المدرب"، فيما رأى القائد السابق ستيفن جيرارد الذي كان لا يزال لاعباً في الفريق حين وصل كلوب والمرشح لخلافته بعد رحيله، أنه "يجب على مشجعي ليفربول الاستفادة من يورغن كلوب. أعتقد أن هناك واحد في المليون (مثل كلوب)، إنه جيد لهذه الدرجة".