رياضة

في الفرصة الأخيرة قبل العطلة الصيفية

جائزة المجر الكبرى: لوكلير لتعويض خطأ فرنسا وفيرستابن لإحكام قبضته

سائق فيراري ابن موناكو شارل لوكلير يحيي الجمهور بعد إنهائه التجارب التأهيلية لجائزة فرنسا الكبرى للفورمولا واحد. لو كاستيليه، جنوب فرنسا في 23 يوليو 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حلبة المجر (المجر): يأمل سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو تعويض خطأ سباق فرنسا الذي أدى إلى انسحابه وهو في الصدارة، فيما يسعى بطل العالم الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول) لإحكام قبضته على الصدارة وذلك عندما يخوضان جائزة المجر الكبرى، الجولة الثالثة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، في الفرصة الأخيرة قبل العطلة الصيفية.

وعلى مسافة بعيدة عنهما، يتربص البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات و"ملك" حلبة هنغارورينغ للانقضاض على منافسَيه عند أوّل دعسة ناقصة منهما، بعد زخم تحقيق أفضل نتيجة له ولفريقه هذا الموسم على حلبة بول ريكار، سعياً إلى فوزه التاسع القياسي على الحلبة نفسها.

التعويض

"يتوجب عليّ التعويض في حال أردت أن أتوج بطلاً للعالم" قال لوكلير بعد اصطدام سيارته الحمراء بحائط الأمان في لو كاستيليه، مدركاً أن فوزه في المجر سيحافظ على آماله بلقب السائقين وسيقلق راحة "ماد ماكس".

أمل سائق الإمارة أن يعيش حلماً انقلب كابوساً على حلبة بول ريكار، فهو يدرك جيداً انه خسر الكثير من النقاط المهمة وإمكانية رفع كأس المركز الأول في فرنسا عندما كان في صدارة السباق، بعد خروج عن المسار التسابقي اثر خطأ قيادي فادح.

ورغم احتفاظه بالمركز الثاني في الترتيب، بات سائق سكوديريا فيراري يتخلف بفارق 63 نقطة عن فيرستابن (233 مقابل 170)، الفائز بسهولة في فرنسا.

والأسوأ، أن لوكلير بات تحت تهديد سائق ريد بول الثاني المكسيكي سيرخيو "تشيكو" بيريس الذي يتأخر عنه بفارق 7 نقاط فقط عشية السباق الأخير قبل العطلة الصيفية التي تمتد ثلاثة أسابيع.

ومع رائحة الثأر التي تفوح في أروقة فيراري، سيحاول لوكلير على حلبة هنغارورينغ التي تتميز بمساراتها الضيقة والّتي تبعد 20 كيلومتراً عن العاصمة بودابست، الحدّ من الأضرار للدفاع عن مركز الوصافة بمواجهة سيارتي ريد بول عادتا إلى سكة الانتصارات بعد بداية موسم صعبة.

عملاق الأعصاب الباردة

وحده فريق فيراري تمكن هذا العام من مقارعة الحظيرة النمسوية المتوجة بثمانية سباقات (7 لفيرستابن و1 لبيريس)، ولكن عندما ينجح سائقا "الحصان الجامح" في مشاهدة العلم المرقط في نهاية السباقات.

وبعد 12 جولة استهلت الأولى منها في آذار/مارس، دوّن فيراري اسمه في السجل السلبي لأكبر عدد من الانسحابات (7)، لذا لم يعد أمامه أي مجال للخطأ.

قال مدير الفريق الإيطالي ماتيا بينوتو بعد سباق فرنسا "باتت الأمور أكثر تعقيداً ولكن (اللقب) ليس مستحيلاً".

وتابع مع طموح كبير "الأهم هو رؤية أننا نلك المقومات... لا يوجد اي سبب يمنعنا من عدم الفوز في السباقات العشرة الأخيرة".

ولكن، بين أعطال المجموعات الدافعة (المحرك) والقرارات الاستراتيجية الخاطئة والمشكك بصحتها أو أخطاء لوكلير وحتّى زميله الإسباني كارلوس ساينس، من دون الأخذ بعين الاعتبار موهبة فيرستابن داخل مقصورة ريد بول قوية جداً... هناك ألف سبب وسبب!

في المقابل، يحافظ فيرستابن "عملاق الأعصاب الباردة" على قدميه على الأرض ضمن سعيه للقب ثانٍ توالياً، بالرغم من الفارق الكبير بينه وبين أقرب مطارديه، لذا يقول "في بودابست، أعتقد أن الامور ستكون اصعب بالنسبة لنا، واعتقد أن سيارة فيراري ستكون سريعة جداً".

غير أن قرار ريد بول بتغيير محرك سيارة فيرستابن قد يعيد خلط الأوراق في المجر وتفضيل لوكلير، بعدما أكد النمسوي هيلموت ماركو كبير مستشاري الحظيرة أنه من المتوقع أن يحصل الهولندي على عقوبة التراجع عند خط الانطلاق الاحد في حال ادخال تعديلات على السيارة.

فوز تاسع قياسي لهاميلتون؟

وبمواجهة ريد بول المتصدر (396 نقطة) وفيراري (314)، ننتظر أيضاً القوة الثالثة، فريق مرسيدس (270)، العائد بقوة والذي بات يدنو من الحظيرة الحمراء بفضل ثنائية سائقَيه هاميلتون وجورج راسل في فرنسا حيث حلا في المركزين الثاني والثالث توالياً.

نجح الصانع الألماني في الصعود إلى منصة التتويج 5 مرات في السباقات الأربعة الأخيرة، وضمن هذا السباق فقد حقق نتائج أفضل من منافسيه، ولكن دائماً من دون أن ينجح في تذوق طعم الانتصار هذا العام.

لمس هاميلتون الذي يحمل الرقم القياسي في عدد الانتصارات في المجر عن كثب عدم قدرة "الأسهم الفضية" على مقارعة ريد بول في فرنسا، ويُدين مرسيدس بنتيجته الجيدة أولاً وأخيراً لمشاكل فيراري مع انسحاب لوكلير وعقوبة ساينس (تراجع 10 مراكز عند خط الانطلاق لتغيير قطعة على متن سيارته).

يدرك هاميلتون الذي خاض سباقه الـ300 في الفئة الأولى في فرنسا انه برغم صعوده إلى منصة التتويج في السباقات الأربعة الأخيرة، إلا انه يواجه تحدياً صعباً في الحفاظ على مستواه حيث يسعى لأن يصبح أول سائق يفوز تسع مرات على نفس الحلبة، ما سيشكّل انجازاً قياسياً في البطولة العالمية.

كما يدرك "السير" أيضاً أن سيارته التي تعاني تظل غير متوقعة وقابلة للتغيير من حلبة إلى أخرى، ما يمكن أن يشكّل عاملاً دراماتيكياً في نهاية هذا الأسبوع على حلبة المجر الضيقة والمتعرجة مع مسار بطيء وتغيرات طفيفة في الارتفاع، بعد المقاطع المستقيمة الطويلة والسلسة والمفتوحة وعالية السرعة في حلبة بول ريكار.

قال النمسوي توتو وولف مدير مرسيدس مضيفاً المزيد من الغموض على أداء فريقه "ليس لديّ أي فكرة عما يمكن توقعه منا في بودابست. كانت لدينا توقعات بالقتال في فرنسا لكننا لم نفعل. لذلك، لا أعرف ما الذي أتوقعه".

ولم تشذ كلمات هاميلتون الذي حقق بعضاً من أشهر انتصاراته في المجر، عن وولف مستسلماً لعدم تمكنه من التنبؤ بتكرار الفوز على حلبة يعشقها ولم تبتسم أبداً في السابق لغريمه فيرستابن، "كان هذا العام مربكاً للغاية".

وأضاف ابن الـ 37 عاماً "من وجهة نظر السائق، كان من الصعب جداً فهم السيارة، لكننا الآن، بتنا نفهم السيارة بشكل أفضل بقليل، وباتت القيادة أكثر متعة".

أما صاحب الشأن، فأقرّ قائلاً "أريد أن أعود للفوز وسيستغرق ذلك بعض الوقت" و"لكنني متأكد من أننا سنحقق ذلك وبعد ذلك سنتحدث عن المستقبل".

قد يكون ثمن افتقار مرسيدس للسرعة في التجارب التأهيلية باهظاً جداً في المجر، على حلبة يصعب عليها التجاوز، في حين سيكون سباق الأحد اختباراً للادعاءات بأن قوانين "التأثير الأرضي" الجديدة ستتيح سباقات تنافسية أكثر مع المزيد من التجاوزات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف