"زخم" رياضي و"إمكانات غير محدودة"
مونديال 2022: البناء المتأني لكرة القدم القطرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة: منذ مباراته الدولية الأولى عام 1970 وصولاً إلى مونديال كرة القدم المقرّر على أرضه الشهر المقبل، تطوّر منتخب قطر تدريجاً بفضل مدربين أجانب على غرار الفرنسيين فيليب تروسييه وكريستيان غوركوف اللذين يصفان لوكالة فرانس برس "الزخم" الرياضي في البلاد و"الإمكانات غير المحدودة".
اكتشفت قطر كرة القدم في الأربعينيات، تزامناً مع توافد العمال الأجانب الذين جاؤوا للاستفادة من مواردها النفطية، وخاضت أول مباراة دولية لها عام 1970 ووصلت الى نهائي كأس العالم لتحت 20 سنة في 1981.
ورغم ذلك "عندما وصلت، كان المنتخب الوطني يتألف من لاعبين من دول أجنبية يملكون أصلاً ثقافتهم الكروية، من أفارقة وجيران لقطر تم تجنيسهم"، وفق ما أفاد وكالة فرانس برس فيليب تروسييه الذي أشرف على المنتخب القطري عام 2004.
كان عدد سكان قطر في تلك الفترة لا يتجاوز 750 ألف نسمة (مقابل 2.8 مليون اليوم، 90 بالمئة من الأجانب).
في حينها "لم يكن هناك الكثير من الموارد البشرية ولم تكن هناك ممارسة منتظمة لكرة القدم" بسبب قلة الاهتمام وعدم وجود البنية التحتية والمدربين بحسب تروسييه.
لكن الدافع لتطوير الرياضة كان من الأهداف الرئيسية للأسرة الحاكمة التي بدأت في ضخ بعض ثروتها من الغاز الطبيعي في الأندية المحلية خلال فترة التسعينيات.
وكشف تروسييه أن "الشيخ تميم، الأمير الحالي، وشقيقه الشيخ جاسم، كانا متحمسين حقاً. كانوا يجمعون أصدقاءهم لخوض المباريات. وبالتالي، فإن الشغف كان موجوداً، على الأقل بين المسؤولين".
"زخم لخلق جاذبية رياضية"
وتحدث تروسييه (67 عاماً) عن "زخم لخلق جاذبية رياضية من خلال تنظيم البطولات الكبرى (بدءاً من دورة الألعاب الآسيوية عام 2006) وتزويد البلاد بالبنية التحتية".
وبفضل الاستعانة بمدربين أجانب ولاعبين دوليين في نهاية مشوارهم الكروي، أصبحت كرة القدم "وسيلة لنقل هذا التواصل".
تأسّست أكاديمية أسباير عام 2004، وهي المسؤولة عن تحديد وتطوير الرياضيين القطريين المستقبليين وباتت الآلية المركزية.
وقال غوركوف (67 عاماً) الذي أشرف على نادي الغرافة (الاتحاد سابقاً) في 2002-2003 و2018-2019، إن "استراتيجية البناء الطويلة الأمد هذه في قطر مذهلة تماماً، حيث نحن في تغيير سريع متواصل، في التدريب وما إلى ذلك".
في أسباير بالذات، استقر المدرب الحالي للمنتخب القطري، الإسباني فيليكس سانشيس، في الإمارة عام 2006.
وهناك أيضاً، تم تدريب أسماء كبيرة في المنتخب الوطني مثل أكرم عفيف، سعد الشيب أو المعز علي.
نجوم المستقبل في أسباير غالباً ما يكونوا مولودين في قطر لعائلة أجنبية، أو وصلوا اليها وهم صغار السن، أو حلوا في أسباير بدعوة من الأكاديمية.
بالنسبة لغوركوف "يجب أن يكون لديك شباب يتمتعون بالمهارات وكان هناك عدد قليل جداً منهم في قطر، لذلك لجأوا سريعاً الى الخارج".
عام إنشاء أسباير، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) متشدداً في تقييد شروط تجنيس اللاعبين، مما أعطى المشروع معنى أكبر.
"50 50"
ومن أجل الاستعداد للمشاركة في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم، عُزِلَ لاعبو المنتخب القطري منذ حزيران/يونيو من أجل أن يكونوا جاهزين لخوض هذا الاستحقاق.
ورأى غوركوف الذي أشرف على المنتخب الجزائري بين 2014 و2016، أنه "بالنسبة لأي منتخب وطني، لا يوجد سوى القليل من الوقت للتحضير..." وبالتالي "إنها ميزة كبيرة" بالنسبة للمنتخب القطري أن يتحضر للنهائيات بوجود لاعبيه الدوليين في تصرف المدرب قبل فترة طويلة من الاستحقاق.
لكن بالنسبة لتروسييه الذي درّب أيضاً ساحل العاج ونيجيريا واليابان والمغرب، فإن هذا الاستعداد ينطوي على مخاطر ويتسبب بـ"نوع من الإحباط" للذين يعرفون أنهم لن يكونوا أساسيين خلال النهائيات العالمية.
كما أن هذا الأمر يحرم المدرب نفسه من "اختيار من يستحق (التواجد في المنتخب) في الوقت المناسب".
وبعد الفوز بلقب أبطال آسيا لعام 2019، سيكون الهدف التالي للفريق الملقب بـ"العنابي" بلوغ الدور الثاني من كأس العالم التي يستضيفها اعتباراً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويرى تروسييه أن حظوظ تأهل قطر الى ثمن النهائي "50-50"، مضيفاً "لديهم رغبة في اجتياز الدور الأول وهذا أمر واضح، لكني أعتقد أن التحدي معقد للغاية".
ستكون المباراة الافتتاحية ضد الإكوادور في المجموعة الأولى التي تضم أيضاً السنغال بطلة إفريقيا وهولندا وصيفة بطلة العالم ثلاث مرات، وهذا الاختبار الأول يقلق تروسييه لأنه يرى "أنه من الأفضل أن تلعب في المباراة الأولى مع الفريق الأقوى (في المجموعة)".
وبالنسبة لغوركوف، وعلى الرغم من الانفاق غير المحدود في تجهيز المنتخب المضيف، فإن "الحقيقة على الأرض ستكون الجودة الجوهرية للاعبين وقطر تفتقر الى القليل من البعد الدولي".