رياضة

تخطف الأنظار وتنال شعبية متنامية

شغفٌ قطري متزايد برياضة البادل عشية استضافة مونديال 2022

محمد سعدون الكواري استفاد من انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج البادل في قطر
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: على بعد أمتار قليلة من أكاديمية أسباير واستاد خليفة الدولي الذي يستضيف ثماني مباريات في مونديال قطر 2022 في كرة القدم، يقع مجمّع خاص لرياضة البادل التي تخطف الأنظار وتنال شعبية متنامية في صفوف أبناء البلد.

مبتسماً، يشير محمد سعدون الكواري، إلى ما تبقى من وجبتي فطور وغداء، اضطر لتناولهما في مكتبه الذي يدير منه مجمعًا خاصًا لرياضة البادل، في دلالة على انشغاله الدائم بالتنامي السريع لتلك الرياضة في قطر.

يقول الكواري لوكالة فرانس برس إنه يطمح لقيادة بلاده لاحتلال أحد المراكز العشرة الأولى في بطولة العالم، المقامة حاليًا في دبي (خسرت قطر مباراتها الاولى ضد الباراغواي 0 3) بعدما نُقلت من الدوحة بسبب ما وصفها الاتحاد الدولي للبادل بـ"بعض عوامل القوة القاهرة التي منعت الاتحاد القطري من تنظيم الحدث".

فوّت هذا النقل زخماً جماهيرياً متوقعاً، بخوض النسخة السادسة عشرة من البطولة، للمرة الثانية توالياً، في قطر، بعد تتويج إسبانيا بلقبي الرجال والسيدات في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

"عائلتي هي المتضرر الأكبر"، يقول الكواري، أحد أشهر مقدمي البرامج الرياضية في قنوات "بي إن سبورتس" الذي يقضي ساعات طويلة متنقلاً بين عمله وملاعب المجمع.

شغف كبير

في مكتبه الوثير، المُبعثر بمضارب البادل والتنس وجوائز التكريم، يبدو الكواري، لاعب التنس السابق، فخوراً بانتشار اللعبة بعد خمس سنوات فقط على انطلاقها في صيف 2017، عبر شقيقه خالد الذي أسّس أول ملعبين خارجيين في المواقف الخاصة لنادي قطر في الدوحة.

يتذكر الكواري، المصنف 159 عالمياً، تلك الأيام "كنا نأتي الساعة الخامسة فجراً حتى نجد وقتاً متاحاً للعب بسبب كثافة الحجوزات".

لكن هل خطفت بادل، المنضوية تحت لواء اتحاد التنس، الاهتمام في البلد المنظم لكأس العالم لكرة القدم؟

يبتسم الكواري "من المستحيل أن تُنظم أي حدث رياضي آخر خلال كأس العالم، لأن الكل سيتابع كرة القدم".

يشير الكواري إلى أن ما نسبته 85 % من لاعبي البادل هم قطريون "ربما هي الرياضة الوحيدة التي نرى فيها أن القطريين هم الأغلبية".

وتشير الإحصاءات إلى أن المواطنين القطريين يشكلون حالياً ما يزيد عن نسبة 10 % بقليل من مجمل عدد السكان الذي بلغ بحسب إحصاء رسمي حتى نهاية أيلول/ سبتمبر (2,985,029) نسمة.

مساهمة الجائحة

عن انتشار البادل، يقول الكواري "أعتقد أننا تمكنّّا من بناء مجتمع لهذه اللعبة في قطر "أنا شخصيًا استثمرت بالوقت، وعبر منصاتي على التواصل الاجتماعي (أكثر من 3 ملايين متابع)، لكن أعتقد أن ثمة سببًا آخر، وهو كوفيد 19. فالجائحة كانت سببًا آخر لنجاح هذه الرياضة".

يتوقف اللاعب الذي قاد العنابي أخيراً لإحراز ذهبية دورة الألعاب الخليجية 2022 في الكويت، أيضاً عند سهولة اللعبة "هي أسهل رياضات المضرب، حتى أسهل من تنس الطاولة. اثنان بمواجهة اثنين".

يلفت الكواري الذي كان ابنه يمارس البادل أثناء حديثه، إلى أن اللاعب يتطور بسرعة في هذه اللعبة "بدأت مع التنس في سن السادسة، أما في بادل، فخلال سنة كاملة يمكنك أن تصل إلى المستوى المتوسط".

استثمار ناجح

وتشهد رياضة بادل في قطر إقبالاً هائلاً، وتحولت ملاعبها إلى مشاريع استثمارية مربحة جداً، إذ تشير الاحصاءات لوجود 300 ملعب.

كما ظهرت علامة أخرى على عناية الدولة الغنية بالغاز بالبادل، مع إعلان شركة قطر للاستثمارات الرياضية التي يرئسها ناصر الخليفي، دعمها بطولة "بادل برمير" التي افتتحت في الدوحة في نهاية شهر آذار/مارس الماضي، من تنظيم الاتحاد الدولي للعبة.

يقول محمد، "أعتقد ان العدد الاجمالي للاعبين بين الهواة والمحترفين في قطر يتراوح بين 70 و100 ألفاً" .

ولم يتسن لوكالة فرانس برس الإطلاع على أرقام رسمية من الاتحاد القطري للتنس.

يرى الكواري أن صغر مساحة الملعب سهّلت من الانتشار، "تحتاج إلى فقط 200 متر مربع لتبني ملعباً".

يتملك محمد، الشريك المؤسس لأحد مشاريع البادل الخاصة في الدوحة، شعور التحليق باللعبة فنياً واستثمارياً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف