وُصِفَ بـ""الطفل اللامع المبرمج للنجاح"
مونديال 2022: الصعود المبهر للفرنسي تشواميني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: لعبت الموهبة دوراً مفصلياً في عملية نقل لاعب كرة القدم الفرنسي أوريليان تشواميني من فريق مغمور في ضواحي بوردو إلى النادي الأكبر "جيرودان دو بوردو" في سن الـ11عاماً.
كانت مجرد نقطة انطلاق في رحلة لا تصدق وصلت به، بعد سنوات، إلى خط وسط "الديوك" وفريق ريال مدريد الإسباني.
"طفل لامع مبرمج للنجاح"، هذا بعض ما قيل فيه منذ نعومة أظفاره، وقد تمكن بالفعل من ترك أثر في ذهن كل من صادفه عندما كان يافعاً.
ابن الـ22 عاماً الذي يبدو وكأنه نسخة طبق الأصل من مواطنه بول بوغبا الغائب عن المونديال بسبب الاصابة، بات منذ الصيف لاعباً في صفوف ريال مدريد الذي حصل على خدماته من موناكو الفرنسي مقابل 80 مليون يورو (باستثناء المكافآت) وهو من النجوم الذين ينتظرهم العالم بفارغ الصبر في مونديال قطر 2022.
منذ بداياته في سن الخامسة في نادي أس. جي. أرتيغ مع أصدقائه في رياض الأطفال الذين يحرص على الالتقاء بهم، يتذكر مدربه في تلك الحقبة، سيلفان أوفرير "قدراته الخارجة عن المألوف"، ويضيف "كان يراوغ ويسدد بشكل أسرع من الآخرين. لعب في خط الوسط وحتى في المقدمة. كان هو من يسجل الأهداف في الغالب".
من جهته، قال دافيد دوفيلييه، والد أحد زملاء وأصدقاء أوريليان "لم يكن هناك مجال للمقارنة بينه وبين أترابه من اللاعبين الآخرين. طار فعلياً فوق الجميع. من حيث الذكاء والتمركز في كرة القدم، كان خارجاً عن المألوف".
وسرعان ما لفتت أهدافه وحضوره أنظار ناديه المفضل بوردو، لكن والده فردينان، وهو رب أسرة نموذجي حريص جداً على التعليم، والذي يمارس كرة القدم على مستوى الشركات ويتناقش مع ابنه في تفاصيل المباريات التي يخوضها، أصرّ على أن يبقى أوريليان وفيّاً لنادي أرتيغ لبضع سنوات أخرى، وهو الأمر الذي لم يشتكِ منه بتاتاً.
بعيداً عن الأسرة
ولعبت الصدفة دوراً في خوض أرتيغ غمار منافسات كأس بانيني، حيث لم يكن القيّمون عليه يبتغون من المشاركة سوى الاستمتاع.
لكن أرتيغ اختير بالفعل للظهور في نسخة 2010، بيد أنه لم يكتفِ بذلك، بل توّج بالتصفية الإقليمية على حساب بوردو نفسه قبل أن يتوجه إلى باريس للمشاركة في النهائي الوطني الذي ضم عشرة فرق.
كان أرتيغ المغمور أشبه بالدخيل بين أسماء كبيرة مثل باريس سان جرمان، ليون، رين، ليل ومرسيليا خصمه في المباراة الأولى التي شهدت منذ انطلاقها وصول الكرة إلى أوريليان، فسدّدها بالقدم اليمنى في الزاوية العليا لمرمى الخصم.
يقول أوفرير "بدأ على هذا النحو. كان يكتشف عالم المحترفين. كانت بلا شك مغامرة استثنائية".
تغلب أرتيغ على مرسيليا بهدفين نظيفين وتقاسم المركز الثالث مع ليون الذي "رفع مدربوه قبعاتهم لنا على المنصة. بالنسبة إلى مدينة صغيرة، تحقق الهدف".
كان يدرك تشواميني أن مستقبله سيمر لا محالة بنادي بوردو الذي كان شاهداً مع والده على ملحمة تتويجه بلقب الدوري الفرنسي في 2009 ومشاركته في دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي.
لم يقف انتقال والديه للعمل في ليون حائلاً دون استكمال طريقه نحو تحقيق الحلم. وفي الـ12 من العمر، اختار المدرسة الداخلية لمركز التدريب في آيّان حيث صاغ شخصيته.
"كان من الصعب بعض الشيء أن يكون والداه بعيدين عنه. كانوا يتصلون ببعضهم البعض بانتظام"، يتابع أوفرير.
خاسر سيئ للغاية
كان دافيد دوفيلييه يدعوه إلى منزله من وقت إلى آخر لإخراجه من روتين حياته الرياضية اليومية، ويقول "أتذكر أن أوريليان كان يذهب إلى الفراش قبل الآخرين عندما كان هؤلاء، حوالي سبعة أو ثمانية، متحلّقون حول شاشة التلفزة يلهون بألعاب الفيديو".
تابع"من حيث الغذاء، كانوا يطلبون الوجبات السريعة، فيما كان نظام غذائه نظيفاً. في سن الـ14، لم يكن خجولاً. لم يصل إلى هذه المكانة بالصدفة".
اكتشفه بول فري الذي يعمل في بوردو عندما كان أوريليان في الـ17 من عمره، وقال " كان جيلاً ذهبياً مع غايتان بوسان في المرمى، جول كونديه، زايدو يوسف. جيل لا يقهر من لاعبين صنعوا الفارق المجنون في دوري تحت19 سنة. لم نخسر أية مباراة على ملعبنا"، وأضاف مبتسماً: " إلى جانب ذلك، كان أوريليان خاسراً سيئاً للغاية. أن يغادر أحد فصول الدراسة مستاءً لأنه خسر؟ نعم، لقد حدث ذلك".
تدرّج تشواميني، وهو العاشق للدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة (أن بي ايه)، في الفئات العمرية كافة، وحصل على البكالوريا العلمية وتحوّل الى لاعب محترف. بات يدرك ما يريد وهو في سن الـ18.
يتابع فري "يأتيك انطباع بأنه تمت برمجة هذا الرجل للقتل، ليكون في مستوى عالٍ جداً. شعرت بالفعل أنه يتمتع بصفات عملاقة".