رياضة

بدأ مسيرته الكروية كـ"تميمة!"

مونديال 2022: التونسي المجبري بين شقاوة الشباب والنجومية

فضل اليافع حنبعل المجبري منتخب تونس بعد تمثيله فرنسا في منتخبات الفئات العمرية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: قد يحظى حنبعل المجبري بالشهرة في تشكيلة المنتخب التونسي المشاركة في مونديال قطر 2022، بحكم دفاعه عن ألوان مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي أعاره أخيراً إلى برمنغهام، لكنه أيضاً الأكثر شقاوة بين زملائه وهي خصال يحملها معه منذ أن كان طفلاً وبقيت معه حتى بعد دفاعه عن الفريق الأول لأحد أعرق الأندية في العالم.

من نشره صورة له على انستغرام وهو يحمل مسدساً في نادٍ للرماية قبل أن يقوم بحذفها بسبب الانتقادات التي وجهت له، لدخوله في مشاجرة مع زميله السابق في يونايتد البرازيلي أليكس تيليس، أظهر التونسي البالغ 19 عاماً مدى شقاوته من دون أن يؤثر ذلك على حجم موهبته وعطائه في أرضية الملعب.

هذه الشقاوة بدأت معه منذ الصغر، وهو كشف في تصريحات سابقة أنه كان الأكثر تعرضاً للعقوبات بين إخوته الثلاث رغم أنه أصغرهم في عائلة مترابطة.

وُلد حنبعل في إيفري-سور-سين، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وحظي عشقه للعبة كرة القدم بدعم من والده لطفي أستاذ المدرسة ووالدته المعالجة الفيزيائية السابقة.

وبحسب موقع "فوت ذا بول" المتخصّص بأخبار كرة القدم، تميّز حنبعل بذكاء خارق عندما كان طالباً في المدرسة. لقد تعلّم الكتابة والحفظ قبل زملائه في الصف، لكن عندما كبر، فشل في التوفيق بين الدراسة ولعب الكرة، فاضطر لمقاطعة الدراسة واكتفى بتلقي دروس اللغات عن بعد.

بدأ مسيرته الكروية كـ... تميمة!

اعتاد المجبري أن يتبع شقيقه الأكبر في مباريات كرة القدم ويكون التميمة للفريق. منذ نعومة أظفاره، كان حنبعل عازماً على ممارسة لعبة يعشقها.

ومع ذلك، لم تكن كرة القدم شغفه الوحيد، إذ مارس السباحة والشطرنج لتطوير قدراته الفكرية، ما ترجم ذكاء في أرضية الملعب.

حلم المجبري بأن يصبح في يوم من الأيام، طبيباً أو محامياً، وهو ما يفسّر حرص والده على استمرار نجله في دراسته.

يمثل أسطورة منتخب فرنسا زين الدين زيدان مصدر إلهام لحنبعل الذي يعتبر نجم يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني السابق قدوته، وفي مقام ثان يأتي الفرنسي الدولي السابق حاتم بن عرفة.

ساهم هذا الثنائي في تكوين شخصية المجبري على أرض الملعب نظراً لأنهما يشغلان مركزه المفضل، وهو صانع الألعاب.

بعد اختياره اللعب لتونس بدلاً من فرنسا، أمل حنبعل أن يقتنع عدد من اللاعبين الذين يحملون الجنسية المزدوجة، في اختيار "نسور قرطاج"، لأنه يرى أن هذا القرار يمكن أن يفتح لهم أبواب العالمية وأن يساعدهم في البروز على مستوى مسيرتهم الاحترافية.

أول ما يلاحظه أي شخص في مجبري هو شعره المجعّد. اللاعب نفسه مغرم به للغاية بعد أن اعتمد هذه التسريحة منذ الصغر. لم يقص شعره قط ويعتبر تسريحته "جميلة.

يرى حنبعل أن شعره يعتبر بمثابة ماركة مسجلة على الرغم من أنه كان سبباً لتعرضه للسخرية من الجمهور المنافس، على غرار ما حصل في مباراة مسابقة كأس إنكلترا للشباب ضد ليدز حيث سخر منه مشجعو الخصم بهتافات "تاهيتي بوب" في اشارة الى الشخصية الكرتونية الشريرة في مسلسل "ذا سيمبسونز" الأميركي الشهير.

لكنه رد بأفضل طريقة على السخرية من خلال مساهمته في قيادة يونايتد للفوز بتلك المباراة.

ونشر التونسي بعد اللقاء صورة لـ"تاهيتي بوب" في صفحته على انستغرام، مرفقاً إياها بتعليق "تاهيتي بوب، أعترف هناك بعض الشبه. فوز جيد الليلة 1-صفر ضد ليدز في كأس إنكلترا للشباب، تأهلنا الى الدور التالي".

"تعلموا من حنبعل المجبري"

فاجأ قرار المجبري بتمثيل تونس على حساب موطنه فرنسا الكثير من الناس، لاسيما أنه لعب مع منتخب فرنسا تحت 16 سنة وتحت 17 سنة.

ومع ذلك، لم يكن هناك أي شك من جانب من الشاب حيال البلد الذي يريد تمثيله، أملاً في أن يسمح قراره للأطفال الآخرين الذين يلعبون كرة القدم بأن يكونوا صادقين مع جذورهم.

ولاؤه لجذوره قاده للمساهمة في قيادة تونس الى نهائي كأس العرب نهاية عام 2021 حيث خسرت أمام الجزائر على الأراضي القطرية التي سيعود اليها "نسور قرطاج" من أجل محاولة تجاوز دور المجموعات لأوّل مرة في سادسة مشاركة مونديالية.

وإن كان المجبري واحداً من أسلحة الحسم، فإنه برز من قبل مع الفئات العمرية لـ"الشياطين الحمر" ولدقائق معدودة في الفريق الأول، حينما منحه المدرب المقال للفريق النروجي أولي غونار سولشاير فرصة المشاركة لثماني دقائق بدلاً من الإسباني خوان ماتا، في المباراة التي فاز فيها يونايتد على ولفرهامبتون 2-1 في أيار/مايو 2021.

أتبع التونسي تلك المباراة بأخريين في الموسم الماضي، إحداهما أمام الغريم التقليدي ليفربول حين دخل قبل ست دقائق على النهاية وفريقه متخلفاً بثلاثية نظيفة، قبل أن يتلقى هدفاً رابعاً.

وخلافاً لزملائه الذين كانوا مستسلمين للنتيجة، أظهر التونسي روحاً قتالية عالية ما دفع بنجم يونايتد السابق غاري نيفيل الى الإشادة به، قائلاً "لقد تطلب الأمر من طفل صغير وهو حنبعل المجبري، ليأتي ويوضح لكافة اللاعبين في فريقه كيفية الركض للحصول على الكرة والتحدي".

ووجه نيفيل رسالة قاسية الى نجوم "الشياطين الحمر" بعد الخسارة برباعية نظيفة، قائلاً "عليكم أن تتعلموا من حنبعل المجبري كيفية الركض... ربما لم يشأ أن يكتفي بالفرجة مثل بقية زملائه...".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف