رياضة

لديهم مما يجمعهم أكثر مما يفرقهم

فوز السعودية على الأرجنتين يوحّد عواطف العرب

عاشت الجماهير السعودية لحظات تاريخية على مدرجات استاد لوسيل خلال الفوز على الأرجنتين
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: سجّل السعوديون هدفين خلال فوزهم التاريخي على الأرجنتين، لكنّ انتصارهم المفاجئ والمدوي حقّق هدفاً أكبر تمثّل باصطفاف المجتمعات العربية خلفهم احتفاء بإسقاط رفاق ليونيل ميسي.

واحتفل السعوديون بانتصارهم على الأرجنتين في شكل صاخب في الدوحة بمشاركة مشجعين من عدة دول عربية، كانوا يرفعون أعلام بلدانهم وبينها تونس والمغرب ومصر ولبنان والأردن.

وقال الأردني أحمد القاسم الذي تلحّف علم بلاده في منطقة المشجعين المطلة على مياه الخليج "هذا انتصار تاريخي للسعودية. انتصار كبير لكل العرب".

فور انتهاء اللقاء في الدوحة، أطلق مواطنون قطريون العنان لأبواق سياراتهم، ولوحوا بأعلام البلدين، وذلك بعد أقل من عامين على انتهاء المقاطعة التي قادتها السعودية ضد قطر واستمرت لأكثر من ثلاث سنوات ونصف.

بين السعودية وقطر

والثلاثاء، حضر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني المباراة مرتدياً وشاحاً أخضر بلون قميص المنتخب السعودي. وقبلها بأيام كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحضر لقاء الافتتاح واضعاً وشاحاً باللون العنابي الذي يرمز لقطر.

وقد أضاء برجان في الدوحة واجهتيهما الزجاجية بعلم السعودية الأخضر، في مشهد لم يكن تخيله ممكنا قبل أقل من عامين.

واحتفت الصحف القطرية الصادرة الأربعاء بالانتصار السعودي الكبير. وعنونت "الراية" في ملحقها الرياضي "سواها (فعلها) الأخضر ... تاريخية مدوية"، فيما كتبت الوطن "يا سلامي عليكم يا السعودية".

"عروبة رياضية"

ينقسم العالم العربي حول الكثير من النزاعات والقضايا التي تثير مواقف سياسية متعارضة، من الأراضي الفلسطينية واليمن إلى سوريا وليبيا وغيرها. وكثيراً ما تغزي الاختلافات المذهبية هذه النزاعات.

وتقود السعودية نفسها تحالفاً عسكرياً في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دولياً منذ العام 2015.

وفي مدينة تعز اليمنية الخاضعة للحكومة، أطلقت الألعاب النارية مساء الثلاثاء احتفالاً بانتصار السعودية.

واعتبرت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة نيفين مسعد ان الفوز "لحظة عاطفية بامتياز" و"اثبات للذات العربية" خصوصاً أنه جاء "عن استحقاق وأمام فريق كبير ومرشح للقب" البطولة.

أضافت لفرانس برس "ربما لم يعد بالإمكان تحقيق عروبة سياسية، لكن باتت هناك أشكال مختلفة للعروبة بين الشعوب... عروبة رياضية".

وأضافت أنّ "الفوز يثبت أن العرب لديهم مما يجمعهم أكثر مما يفرقهم".

احتفاء وتهاني

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات الاحتفاء بالفوز السعودي، مع مشاركة عدد كبير من الصور التي تسخر من الفريق الأرجنتيني.

كما انهالت التهاني من القادة العرب بعد الفوز السعودي غير المتوقع، وبينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي ورئيس حكومة الإمارات حاكم دبي، حيث أُضيء برج خليفة أطول مباني العالم بعلم المملكة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وكتب استاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبد الله في تويتر "فرحتونا الله يفرح قلوبكم يا ابطال العرب"، مضيفا "مليون مبروك للاشقاء في السعودية".

وتضاعفت فرحة العرب الثلاثاء بخطف تونس نقطة التعادل من الدنمارك القوية، ثم المغرب نقطة أخرى من كرواتيا وصيفة 2018، لكنّ كل الاهتمام بقى منصبّاً على الفوز السعودي غير المتوقع.

ورفع فوز السعودية من طموحات جماهيرها، بتجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ مونديال 1994.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف