رياضة

بعد استبعاده من سلفه البوسني وحيد خليلودجيتش

مونديال 2022: زياش ورهان رد الدين لشعب بأكمله وإعادة اكتشاف نفسه

يعود زياش مرة ثانية عشية المونديال للدفاع عن ألوان منتخب المغرب
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: "حرام لاعب بموهبة زياش وقدمه اليسرى لا يتواجد معنا في كأس العالم"، بهذه الكلمات علق المدرب الجديد للمنتخب المغربي وليد الركراكي على عودة نجم تشلسي الإنكليزي حكيم زياش إلى صفوف "أسود الأطلس" بعد استبعاده من سلفه البوسني وحيد خليلودجيتش.

كلام الركراكي حول القدم اليسرى لزياش أكّد وصف زميل الأخير في النادي اللندني الدولي السويسري دنيس زكريا، قدمه بـ"الجنون"، مضيفاً "لم أر قط قدما يسرى مثل قدم زياش.. أووف.. إنه الجنون بعينه!!".

كان زياش (29 عاما) من العناصر "غير المرحّب" بها من خليلودجيتش لخلافات معه، فأعلن اعتزاله دولياً بسبب ذلك، بل أنه كان أحد الأسباب التي أدت إلى إقالة المدرب البوسني الفرنسي من منصبه.

سابقة في عهد رونار

دفع خليلودجيتش ثمن تعنته باستبعاده رغم مطالبة الجماهير المغربية بضرورة الاستعانة بخبرته وموهبته وخدماته في ظل غياب الإبداع في خط وسط "أسود الأطلس"، خصوصا عقب الخسارة المذلة امام الولايات المتحدة بثلاثية نظيفة وديا في حزيران/يونيو الماضي.

خليلودجيتش الذي اتهم زياش بانه لا يمكن "الوثوق به ويثير المشاكل" في صفوف الفريق، دخل في حرب تصريحات مضادة لرئيس الاتحاد المغربي للعبة فوزي لقجع الذي حرص على الاجتماع به والتأكيد على وضع الخلافات جانبا من أجل مصلحة المنتخب.

لم تكن المرة الاولى التي يعاني فيها زياش من خلاف مع مدرب للمنتخب المغربي، فقد عاش الامر ذاته مع المدرب الفرنسي هيرفيه رونار عام 2016، بسبب غضب نجم أياكس أمستردام وقتها من استبعاده عن تشكيلة 18 لاعبا وجلوسه في المدرجات خلال مواجهة الرأس الأخضر في ذهاب التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا، واقتصار مشاركته على دقائق غير كافية إيابا في المغرب.

كانت النتيجة استبعاد زياش من النهائيات القارية مطلع 2017 في الغابون، بعدها رفض الالتحاق بالمنتخب منتصف العام ذاته، لكنه عاد في أواخره بعد جلسة صلح بتدخل من رئيس الاتحاد لقجع ومطالبة جماهيرية ملحة، فأبلى البلاء الحسن في مونديال روسيا حيث كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من العبور الى دور الـ16.

قال الركراكي خلال مؤتمر صحافي مطلع أيلول/سبتمبر لإعلان تشكيلته الأولى منذ تعيينه إن "التواصل مع زياش كان سهلا وأنا مرتاح لاننا فعلنا كل ما في وسعنا لكي يعود وهو وافق على العودة.. لا يمكن ان نخوض نهائيات كأس العالم في غياب لاعب بقيمة وجودة زياش".

التاريخ يعيد نفسه

وتابع "زياش سيعطينا الإضافة وسيأتي ليقاتل. زياش يحب بلاده وأظهر ذلك منذ البداية بتفضيله الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي على غرار (أشرف) حكيمي و(نصير) مزراوي خلافا للاعبين آخرين، وبالنسبة لي فاللاعب الذي يختار بلاده سأساعده ولكن بالجودة".

وأردف قائلا "رغم أنه لا يلعب بانتظام في تشلسي وهذه حالة العديد من اللاعبين الدوليين في صفوف النادي اللندني والذين لا يلعبون بانتظام أيضا، لكن لاعب مثل حكيم يجب وضعه في أفضل الظروف ليقدّم لنا الافضل وهو سعيد بذلك خصوصا وأنه غاب لأكثر من عام ونصف عن المنتخب".

يعيد التاريخ نفسه بالنسبة الى زياش بعودته الى تشكيلة منتخب بلاده عشية العرس العالمي، لكنه هذه المرة يجد نفسه أمام رهانين، الأول رد الدين لشعب بأكمله طالب بإلحاح بانضمامه إلى تشكيلة أسود الأطلس، والثاني إعادة اكتشاف نفسه واستعادة أيامه الخوالي مع أياكس أمستردام بعدما خفت بريقه مع تشلسي منذ انضمامه الى صفوفه صيف 2020.

لا أحد يشك في موهبة زياش وأسلوبه المتميز في السيطرة على الكرة ولمساته الفنية العالية داخل المنطقة وقدرته على إيجاد الثغرات من الكرات الثابتة، وكذلك في وفائه وحبه لبلاده ومنتخبها، وهو الذي لبى نداء القلب والوطن باختياره الدفاع عن اللون الأحمر المغربي بدلا من البرتقالي الهولندي الذي حمله مع فئاته العمرية حتى تحت 21 عاما، فكانت مباراته الدولية الأولى مع في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2015 ضد ساحل العاج (صفر-1 ودياً).

وقتها واجه زياش المولود في مدينة دروتن والذي خاض حتى الآن 44 مباراة دولية سجل خلالها 18 هدفاً، انتقادات لاذعة أبرزها من الأسطورة ماركو فان باستن الذي أشاد به "لاعبا كبيرا (...) لكن كيف يمكن له أن يكون غبيا الى حد اختيار منتخب المغرب" بدلا من هولندا التي تلقن أسس كرة القدم بها، متدرجا في الفئات العمرية لنادي هيرينفين واللعب لموسمين مع تفنتي، قبل أن ينتهي به المطاف صيف العام 2016 مع الاسم-العلم في كرة القدم: أياكس أمستردام.

حبيس دكة البدلاء

لكن النجم الذي أبدع مع أياكس وبلغ قمة مستواه معه بقيادته الى نهائي يوروبا ليغ عام 2017 ونصف نهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا موسم 2018-2019 بإقصائه "ملكها" ريال مدريد الإسباني من ثمن النهائي ويوفنتوس الايطالي من ربع النهائي، بات حبيس دكة البدلاء منذ انتقاله الى صفوف النادي اللندني وتحديدا منذ رحيل المدرب فرانك لامبارد الذي أبلغ الإدارة بضرورة التعاقد معه.

عبَّر لامبارد وقتها عن إعجابه بقوة شخصية زياش خصوصا كيفية عدم انعكاس ظروفه الصعبة التي مر بها في طفولته على ادائه في أرضية الملعب، في إشارة إلى فقدانه والده عندما كان يبلغ عشرة أعوام فقط، كما قضى اثنين من أشقائه الأكبر سنا عقوبة السجن بجرم السرقة، وعانى شخصيا مشاكل متعلقة بتعاطي المخدرات والكحول عندما كان مراهقا.

واعتبر لامبارد أن زياش ترك ماضيه وراءه من خلال عروضه التي شاهدها بما في ذلك في ستامفورد بريدج في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا موسم 2019-2020 عندما التقى تشلسي مع أياكس (4-4).

واضاف "لقد تحدثت إليه. أعرف قصته وتربيته وحياته الأسرية. أود أن أقول عندما ترى شخصا يمر بأوقات عصيبة، ويظهر جودته على أرض الملعب فإن هذا أمر جيد".

لكن زياش عانى الامرين مع المدرب الألماني توماس توخل الذي اكتفى بوضعه على دكة البدلاء ومنحه فرصة المشاركة في مباريات معدودة، وهو الأمر الذي جعل اللاعب يفكر في أكثر من مناسبة بالرحيل.

تنفس زياش الصعداء نسبيا بعد إقالة توخل عقب بداية الموسم الحالي، لكن وضعه لم يتغير أيضا مع خليفته غراهام بوتر الذي ابقاه على دكة البدلاء.

وفي ظل فتح النادي اللندني الباب أمام رحيله في فترة الانتقالات الشتوية، سيستغل زياش، مونديال قطر حيث سيكون مهندس خط وسط أسود الأطلس وأحد أسلحته البارزة، لإبراز علو كعبه والرد على تهميشه في النادي اللندني وإثبات جدارته باللعب في أكبر الأندية الأوروبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف