رياضة

منافسة سميت حينها "أم مباريات الغضب"

لماذا أعطى لاعبو إيران الفريق الأميركي الزهور في مونديال 1998؟

Getty Images وصف البعض مباراة إيران والولايات المتحدة في كأس العالم 1998 بأنها "أم مباريات الغضب"
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وسط انتقادات لاذعة وصراعات جيوسياسية ساخنة، بدأت آخر مباراة في كأس العالم جمعت بين إيران والولايات المتحدة قبل هذه البطولة، أي في نسخة 1998، ببادرة غير متوقعة على الإطلاق - باقات من الزهور البيضاء.

وقال المدير الفني لإيران في وقت لاحق إن الزهور كانت ترمز إلى السلام قبل مواجهة المنتخبين في مونديال فرنسا عام 1998.

وبعد عقدين من الزمن، تصاعدت التوترات السياسية مرة أخرى قبل المباراة التي جمعت المنتخبين في كأس العالم بقطر 2022، والتي انتهت بفوز الولايات المتحدة بهدف دون رد وتأهلها إلى دور الستة عشر.

لكن المباراة الأخيرة مرت دون أي إشارات أو مبادرات ودية.

وجاءت المباراة السابقة، التي أقيمت في ليون، بعد 20 عاما من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نتيجة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، ثم أزمة الرهائن التي استمرت 444 يوما.

وقبل شهر واحد فقط من انطلاق المباراة، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية إيران بأنها الدولة الراعية للإرهاب "الأكثر نشاطا" في العالم، بينما واصل العديد من المسؤولين الإيرانيين رفيعي المستوى خطاباتهم المناهضة للولايات المتحدة.

وعلى الرغم من التوترات الواضحة في قاعات الأمم المتحدة وفي منطقة الخليج في ذلك الوقت، قرر لاعبو إيران - بقيادة المدير الفني المقيم في كاليفورنيا جلال طالبي - بدء المباراة بإشارة مفادها أن المنافسة الوحيدة بين المنتخبين ستكون على أرض الملعب.

وقال طالبي في تصريحات لشبكة "إي إس بي إن": "قررنا أن نصنع شيئا مميزا".

وأضاف: "دعونا نذهب إلى الداخل ونمنحهم زهورا جميلة لنقول إننا هنا من أجل السلام. فنحن لسنا هنا من أجل القتال أو أي شيء آخر".

ورد الفريق الأمريكي بالمثل، ومنح لاعبي المنتخب الإيراني شعارات وأعلام الاتحاد الأمريكي لكرة القدم. والتقط الفريقان معا صورة جماعية، ابتسم فيها العديد من اللاعبين.

كأس العالم 2022: إيران تشكو للفيفا من "تغيير" العلم الإيراني في منشور للمنتخب الأمريكيكأس العالم 2022: مطالبة حقوقية بإقصاء إيران من المونديال بسبب حقوق المرأةGetty Images انتهت المباراة بفوز إيران بهدفين مقابل هدف وحيد، لكن لم ينجح أي من الفريقين في تجاوز دور المجموعات

وقال كوبي جونز، لاعب خط وسط المنتخب الأمريكي في ذلك الوقت، في تقرير نشرته شبكة "إي إس بي إن": "أعتقد أن ما حدث كان رائعا".

وأضاف: "إنها إشارة على أن الرياضة تتجاوز كل الأمور السياسية، وما إلى ذلك. كان ذلك مهما للغاية، وكانت الصورة الجماعية للاعبي الفريقين معا رائعة".

واتسمت الأيام التي سبقت مباراة المنتخبين في كأس العالم 2022 بقطر يوم الثلاثاء بالتوتر مرة أخرى، إذ جاءت وسط احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة في إيران، وبعد أن أزال الاتحاد الأمريكي لكرة القدم شعار الجمهورية الإسلامية من العلم الذي نشره على الإنترنت.

وحُذفت هذه الصور في وقت لاحق، واعتذر المدير الفني للمنتخب الأمريكي، غريغ بيرهالتر، قائلا: "في بعض الأحيان تكون الأمور خارجة عن سيطرتنا"، مشيرا إلى أنه والمنتخب الأمريكي يركزان فقط على كرة القدم.

ودخل المنتخب الأمريكي المباراة على أمل تجنب تكرار ما حدث في مباراة 1998 التي انتهت بفوز إيران بهدفين مقابل هدف وحيد، على الرغم من خروج المنتخبين من البطولة من دور المجموعات بعد هذه المباراة.

وفازت الولايات المتحدة هذه المرة على إيران بهدف دون رد من توقيع كريستيان بوليسيتش في الدقيقة 38، لتتأهل إلى دور الستة عشر وتخرج إيران من دور المجموعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف