وليد الركراكي: "علينا أن نكون طموحين"
مونديال 2022: هل يهدي المغرب القارة الأفريقية كأس العالم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في سلسلة رسائلنا من الصحفيين الأفارقة، يبحث الصحفي الرياضي ماهر مزاحي، في فرص أفريقيا في الفوز بكأس العالم لكرة القدم، وتحقيق توقعات بيليه أخيرا.
شهد ملعب المدينة التعليمية بالدوحة أكبر احتفال في العالم، مساء الثلاثاء، عندما فاز المغرب على إسبانيا في دور الـ16 من بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر وتأهل إلى دور ربع النهائي.
وغمرت المشاعر أكثر من 44 ألف متفرج كانوا في ملعب المباراة، وانفجر الفرح بعد تسجيل المدافع المغربي أشرف حكيمي، ركلة الترجيح الأخيرة معلنا فوز المغرب بالمباراة.
وفي المغرب تدفقت الجماهير إلى شوارع الدار البيضاء والرباط ومراكش وعمليا كل عاصمة في أوروبا الغربية كان بها احتفالات.
حتى الملك المغربي محمد السادس، انضم إلى الحشود المبتهجة.
وبعد أن رقص اللاعبون واحتضنوا بعضهم البعض وبكوا فرحا في غرفة الملابس، أدلى المدرب وليد الركراكي، بتصريح بالغ الأهمية في مؤتمره الصحفي بعد المباراة.
وقال "في مرحلة ما في أفريقيا، علينا أن نكون طموحين ولماذا لا نفوز بكأس العالم، حتى لو كان ذلك سيكون صعبا".
بعد فوز أسود أطلس على إسبانيا: "المستحيل ليس مغربياً ولا عربياً"
دعم ملكي لمنتخب المغرب بعد الفوز على إسبانيا في كأس العالم 2022
كان الإعلان علامة على تحول نموذجي في كيفية تعامل الدول الأفريقية مع كأس العالم، ومن المناسب أنه جاء من الركراكي، الذي يمثل نقلة نوعية في التدريب الأفريقي.
لم يقتصر تأهيل المدرب المغربي على قارة أفريقيا، حيث أمضى سنواته التكوينية في تدريب كرة القدم المحلية في المغرب، بل إنه أيضًا جزء من الحاصلين على شهادة CAF Pro License من الاتحاد الأفريقي الكاف عام 2018، وهي أول مجموعة من المدربين الذين حصلوا على أعلى دبلوم تدريب في كرة القدم بالقارة.
إنه يمثل كل ما هو صحيح في كرة القدم الأفريقية: إنه شاب، وكفوء، وعالمي، ولا يعرف الخوف، ويحمل الانتماء إلى أفريقيا في قلبه.
ومن الأمثلة الأخرى على نموذج التدريب الأفريقي الجديد أليو سيسي، السنغالي والجزائري جمال بلماضي، والتونسي راضي الجعيدي، ومن جنوب أفريقيا بيني مكارثي.
ليس من قبيل المصادفة أن كأس العالم 2022 يشهد للمرة الأولى وجود مدربين أفارقة لجميع الفرق الأفريقية الخمسة المشاركة في البطولة.
والسؤال الآن هل الركراكي على حق؟ هل ينبغي لأفريقيا أن تسأل نفسها ما إذا كانت تستطيع الفوز بكأس العالم؟
بصفتي صحفي كرة قدم أفريقي، غالبا ما أخشى الأسبوع الذي يسبق نهائيات كأس العالم لأنه سيسألني إعلامي غربي واحد على الأقل عن توقع بيليه الخاطئ في منتصف السبعينيات بأن فريقًا أفريقيا سوف يفوز بالبطولة قبل عام 2000.
في الماضي، كنت أتجاهل الموقف وأجبت أن بيليه قال الكثير من الأشياء التي لا تعني الكثير بالضرورة، وأتوقف عند هذا الحد.
لكن هذا العام فقد أعدت النظر في ردي الرافض.
في نوفمبر/كانون الثاني، أعلن رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو، أنه توقع فوز الكاميرون على المغرب في نهائي يجمع فريقين من أفريقيا.
تعرض إيتو للسخرية فورا على الإنترنت، في الغالب من جانب مواطنيه، لكن تصريحه أثار فكرة مختلفة بداخلي، لقد أثار فضولي.
وسألت نفسي، "ما الذي منع فريق أفريقي من الفوز بكأس العالم في السنوات الماضية؟"
الأمر يبدأ مع استعمار القارة.
الحقيقة المؤسفة هي أنه خلال نهائيات كأس العالم السبع التي أقيمت في الفترة من 1930 إلى 1962، لم يكن هناك ممثل لقارة أفريقيا في البطولة سوى مرة واحدة عام 1934 حين شاركت مصر في البطولة.
ويرجع ذلك جزئيا إلى الاستعمار الوحشي للقارة من قبل دول أوروبا الغربية، وجزئيا إلى رفض رؤساء الفيفا السابقين منح إفريقيا مكانا مخصصا لأفريقيا في البطولة، حتى بالنسبة للبلدان التي حصلت على الاستقلال.
لكن عام 1966، قاطعت القارة الأفريقية كأس العالم في إنجلترا لإرسال رسالة إلى الفيفا بأنها تطالب بمكان مضمون في البطولة، وحصلت على ما أرادت بعد ذلك في عام 1970.
على مدى العقود الثلاثة التالية، تمكنت الفرق الأفريقية من تحقيق مفاجآت رائعة، بما في ذلك فوز الجزائر على ألمانيا الغربية، والمغرب على البرتغال، والكاميرون على الأرجنتين (بأكثر من طريقة واحدة).
على الرغم من ذلك، استمر تباطؤ الفيفا في منح أفريقيا المزيد من الحقوق، حيث منح الدول الأفريقية مكانين فقط في عام 1982، وثلاثة أماكن في عام 1994، ثم خمسة في عام 1998.
لذا فإن أحد أسباب عدم فوز إفريقيا بكأس العالم حتى الآن هو أنها بالكاد تشارك.
قد يشير البعض إلى ضعف النتائج على مدار 12 سنة ماضية، ولكن من الذي سيقول إن زيادة المشاركة ما كانت لتؤدي إلى زيادة المنافسة وتحسن الأداء؟
كان من الممكن استخدام أموال مكافأة المشاركة في كأس العالم لتعزيز كرة القدم على مستوى القاعدة الشعبية في جميع أنحاء القارة، مما سيؤدي إلى تحسين جودة اللعب بشكل كبير.
بعد ما يقرب من قرن من استضافة أول بطولة كأس عالم في أوروغواي، سيتم منح أفريقيا أخيرا عددا أكثر إنصافا من الأماكن، عندما يكون للدول الأفريقية 9.5 أماكن في عام 2026، مما يجعلنا أقرب للوصول إلى نقطة التكافؤ العالمي.
أظهرت لنا بطولة كأس العالم 2022 أيضا أن الافتقار إلى التمثيل الأفريقي، ليس فقط في ضعف عدد الأماكن المتاحة للدول الأفريقية، ولكن أيضا في منح حقوق استضافة البطولة، وهو أمر قد يكون مؤثرا للغاية.
وصلت كوريا الجنوبية إلى الدور نصف النهائي في عام 2002 عندما شاركت في استضافة البطولة مع اليابان، في حين كان فريق غانا (النجوم السوداء) على بعد ركلة جزاء من الدور نصف النهائي في عام 2010 في أول كأس عالم في أفريقيا في جنوب أفريقيا.
هل هي مجرد مصادفة أن تأتي أفضل بطولات أفريقيا وآسيا على الإطلاق في المرة الوحيدة التي استضافت فيها هذه القارات كأس العالم؟
أظهرت لنا بطولة كأس العالم 2022 أن الإجابة هي: ربما لا.
تأهلت ثلاثة منتخبات آسيوية إلى الأدوار الإقصائية هذا العام، وكانت كأس العالم في قطر، بصورة كبيرة أنجح بطولة على الإطلاق على أرض الملعب بالنسبة للبلدان الأفريقية بحسب النتائج.
فالفرق الأفريقية الخمسة لعبت 15 مباراة في دور المجموعات (كل فريق لعب ثلاث مباريات) وحصدت مجتمعة 24 نقطة، وبهذا فقد حطمت الرقم القياسي السابق الذي لم يتجاوز 15 نقطة حصدتها الفرق الخمسة من دور المجموعات في بطولة كأس العالم 2002.
كما رأينا الآن الكاميرون تصبح أول فريق أفريقي يفوز على البرازيل في كأس العالم، كما هزمت تونس بطل العالم فرنسا أيضا، كما أصبحت المغرب أول فريق أفريقي يتخطى دور المجموعات برصيد سبع نقاط.
كانت مشاهدة أعداد كبيرة من المشجعين السعوديين والمغاربة والتونسيين وهم يحفزون فرقهم على تحقيق انتصارات تاريخية بمثابة أمر مشجع.
ستكون المفاجأة الكبرى على قمة "كأس العالم المليء بالمفاجآت"، إذا استطاع المغرب أن يحقق كلمات الركراكي على أرض الواقع ويفوز بالبطولة.
عند التفكير في مدى قوتهم في الدفاع ومدى جودة حارسهم ياسين بونو، سيكون لديهم دائما فرصة في اللعب في البطولة.
يعتقد المغرب أنهم على بعد 270 دقيقة من أن يكونوا أبطال العالم. ربما حان الوقت لأن نصدقهم أيضا.