رياضة

كرواتيا.. العائق قبل الأخير بينه وحلم الفوز باللقب المنتظر

مونديال 2022: هل غضب ميسي و"أرجنتينيته" المستجدة يغذيان تعطشه لمعانقة الكأس؟

نجم الأرجنتين ليونيل ميسي (يسار) يحتفل مع زميله الحارس إميليانو مارتينيس بعد الفوز على هولندا في ربع نهائي مونديال قطر. لوسيل، شمال الدوحة، في 9 ديسمبر 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: قد يرى كثيرون أن ما بدر عن ليونيل ميسي بعد فوز الأرجنتين على هولندا غير مألوف بالنسبة للاعب لطالما عُرِفَ برباطة جأشه في أصعب الظروف، لكن يمكن تفسير ما حصل الجمعة في ملعب لوسيل بغضب قد يغذي تعطشه لمعانقة الكأس بعدما أظهر "أرجنتينيته" أكثر من أي وقت مضى.

لطالما أُخِذَ على ميسي أنه عجز لأعوام طويلة عن نقل تألقه على صعيد الأندية الى المنتخب الوطني، لكنه نجح أخيراً في فك النحس الذي لازمه بإحراز لقبه الأول بألوان بلاده من خلال الفوز بكوبا أميركا 2021.

لكن، وكما حال جميع اللاعبين، تبقى كأس العالم الحلم الأسمى.

وبما أنه في الخامسة والثلاثين من عمره، دخل نجم باريس سان جرمان الفرنسي الحالي وبرشلونة الإسباني سابقاً، المونديال القطري عازماً أكثر من أي وقت مضى على نيل اللقب الذي أفلت منه عام 2014 حين خسر ورفاقه النهائي أمام ألمانيا.

وبعد صدمة السقوط أمام السعودية (1-2) افتتاحاً، نجح ميسي في إعادة منتخب بلاده الى الطريق الصحيح وحمله الى الدور ثمن النهائي ومن بعدها الى ربع النهائي حيث تواجهوا السبت مع المنتخب الهولندي.

وبدا فريق المدرب ليونيل سكالوني في طريقه لحسم تأهله بعدما افتتح ناهويل مولينا التسجيل بتمريرة متقنة من ميسي، قبل أن يضيف الأخير الهدف الثاني من ركلة جزاء.

لكن الحياة عادت للهولنديين بفضل البديل فاوت فيخهورست الذي قلص الفارق في الدقيقة 83 من كرة رأسية رائعة، ثم خطف هدف التعادل في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع إثر ركلة حرة ماكرة.

احتكم الفريقان بعدها الى التمديد وهناك بدأ التشنج والالتحامات في معركة فتح فيفا تحقيقاً فيها بعدما شهدت بالمجمل 18 بطاقة صفراء طالت حتى الطاقمين التدريبيين واللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء، وبينهم نجم هولندا دنزل دامفريس الذي نال بطاقة حمراء في الثواني الأخيرة.

وبعد انتهاء المعركة البدنية على أرضية الملعب التي شهدت في النهاية فوزاً أرجنتينياً بركلات الترجيح، انتقلت المواجهات والاستفزازات الى جانب الملعب حيث توجه ميسي صوب دكة بدلاء هولندا لمواجهة المدرب لويس فان خال لأنه "قلل من احترامي"، وفق ما أفاد النجم الأرجنتيني.

"بحاجة الى إقفال فمه"

وقال ميسي "أشعر أن فان خال قلل من احترامي بعد الذي أدلى به قبل المباراة، كما أن بعض اللاعبين الهولنديين ثرثروا كثيراً خلال المباراة".

ويتحدث ميسي هنا عما قاله فان خال عشية المواجهة بشأن النجم الأرجنتيني الذي يفعل القليل من أجل الفريق عندما لا تكون الكرة في حوزته.

ورد ميسي الجمعة قائلاً "يروّج فان خال بأنه يلعب كرة جميلة ثم يضع مهاجمين في منطقة الجزاء ويبدأ في لعب الكرات الطويلة باتجاههم"، معتبراً أنه "نستحق التأهل وهذا ما حصل".

ولم يكن لسان الحارس إيميليانو مارتينيس مختلفاً عن قائده، إذ قال بعد تألقه في صد الركلتين الترجيحيتين الأوليين لهولندا "سمعت فان خال يقول +لدينا أفضلية في ركلات الترجيح. إذا وصلنا الى ركلات الترجيح سنفوز+. أعتقد أنه بحاجة الى إقفال فمه".

ولم تنته المناوشات والاستفزازات في أرضية الملعب، بل انتقلت الى المنطقة الإعلامية المختلطة حيث ظهر ميسي خلال مقابلة مع قناة "تي واي سي سبورتس" الأرجنتينية وهو يتوجه الى شخص ما بالقول "الى ماذا تنظر أيها الغبي؟ اذهب من هنا أيها الغبي. اذهب بعيداً"، وسط ذهول الصحافي الذي توجه للنجم الأرجنتيني قائلاً "هدئ من روعك ليو، هدئ من روعك".

وتبين لاحقاً أن كلام ميسي موجه لفيخهورست الذي بدا وكأنه يحاول الوصول الى الأرجنتيني من أجل تبادل السلام معه، لكن الطريق لم يكن سالكاً بتاتاً إذ انهال عليه الأرجنتينيون بالشتائم وبينهم الهداف السابق سيرخيو أغويرو الذي ظهر في فيديو وهو يتوجه للهولندي قائلاً بالإنكليزية "اخرس، اخرس".

وعندما فسّر الهولندي العملاق ما كان يريده، بدا أن مهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيس، صاحب الركلة الترجيحية التي حسمت الفوز لبلاده، الأكثر دبلوماسية وقام بتهدئة الهولندي ومد يده له قبل أن يلحق به أغويرو على مضض، فيما رفض ليساندرو مارتينيس الانضمام اليهما وواصل طريقه وهو يتمتم بالإسبانية.

"كنا بحاجة الى ذلك"

موقعة الجمعة لم تكن عادية بكافة المعايير، لكن في النهاية بلغت الأرجنتين نصف النهائي للمرة الخامسة في تاريخها المتوج بلقبين عامي 1978 حين تغلبت على هولندا بالذات، و1986 حين فاز الأسطورة دييغو مارادونا على ألمانيا الغربية، والثانية في النسخ الثلاث الأخيرة.

بالنسبة لميسي "أظهرت الأرجنتين من مباراة الى أخرى أنها تعرف كيف تلعب. لعبنا باندفاع ورغبة وعرفنا كيف نتعامل مع اللحظات (الهامة) في المباراة".

وشدّد "كنا بحاجة الى ذلك ونحن سعداء بأن البلد بأكمله يحتفل".

وعلى غرار الأرجنتين، حسمت كرواتيا تأهلها الى نصف النهائي بفضل تألق حارسها دومينيك ليفاكوفيتش في ركلات الترجيح أمام البرازيل، وستكون العائق قبل الأخير بين ميسي وحلم الفوز باللقب المنتظر حين يتواجه معها الثلاثاء على ملعب لوسيل، في لقاء يجمعه بغريمه السابق في ريال مدريد لوكا مودريتش.

ورأى ميسي أن "كرواتيا فريق رائع. يحركون الكرة بشكل جيد جداً وهم يعملون معاً منذ فترة طويلة جداً. سيكون الأمر صعباً.

بين قائد واسى زميله في ريال مدريد رودريغو بأكثر الكلمات التشجيعية بعد اقصائه من ربع النهائي خاتماً كلماته للبرازيلي بـ"أحبك، أحبك، أحبك"، وآخر أنهى مواجهته مع الهولنديين بمشهد من الغضب الذي سيزيد من حجم اندفاعه للارتقاء الى مستوى أسطورة مارادونا عند الأرجنتينيين وحتى التفوق على الراحل، يتواجه مودريتش (37 عاماً) وميسي (35) الثلاثاء وهما يدركان أنهما أمام فرصة مونديالية أخيرة قبل توديع نهائي للمسرح الكروي الأهم على الإطلاق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف