رياضة

سينتهي به المطاف في صفوف فريق كبير

مونديال 2022: أوناحي منتوج محلي بمؤهلات عالمية

لاعب وسط المنتخب المغربي عز الدين أوناحي خلال المباراة ضد البرتغال في ربع نهائي مونديال قطر في العاشر من ديسمبر 2022.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: "عزّ الدين أوناحي منتوج محلي بمؤهلات عالمية" هكذا علّق مدرب المنتخب المغربي على تألق صانع ألعاب "أسود الأطلس" وفريق أنجيه الفرنسي الواعد في مونديال قطر 2022 لكرة القدم، ومساهمته الكبيرة في بلوغه نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

أوضح وليد الركراكي عقب بلوغ ربع النهائي على حساب إسبانيا "عزّ الدين لاعب استثنائي بمؤهلات كبيرة ومن المستوى العالي، يبلغ من العمر 22 عاماً. لا يزال يرتكب بعض الاخطاء الفنية ولكن أمامه هامش كبير للتطوّر وسينتهي به المطاف في صفوف فريق كبير ويجب أن يحسن الاختيار".

أضاف "هو أحد أربعة لاعبين في صفوف المنتخب المغربي في الدوحة تعلموا فنون اللعبة في أكاديمية محمد السادس المحلية (مع المهاجم يوسف النصيري والمدافع نايف أكرد وحارس المرمى الثالث احمد رصا التكناوتي)، وهذا فخر كبير بالنسبة لكرة القدم المغربية وردّ على مروجي فكرة أن لاعبي المغرب يبرزون بفضل تكوينهم في المدارس الأوروبية".

"سيساعد المغرب في المستقبل"

وتابع "اليوم رفع مستواه كثيراً وهناك العديد من اللاعبين في صفوفنا يرتفع مستواهم مع مرور المباريات في البطولة لاننا نملك لاعبين لم يحظوا بدقائق كثيرة مع أنديتهم مثل حكيم (زياش) وسفيان (بوفال) الذي لم يلعب منذ شهر مع فريقه أنجيه، ونايف (أكرد) العائد من الإصابة، و(سليم) أملاح الذي عوقب من فريقه بسبب رفضه تجديد العقد، لم يساعدنا ذلك كثيرا لتقديم الأفضل ولكننا نتأقلم مع ذلك".

وأردف قائلا "عزّ الدين اذا استمر واستمع الى النصائح التي تقدم إليه سيكون مفاجأة المونديال وفي المستقبل سيساعد المغرب كثيرا".

انهالت الإشادات على أوناحي، أحد الركائز الأساسية للركراكي في وسط الملعب إلى جانب سفيان أمرابط وسليم أملاح، من كل حدب وصوب، وكان أبرزها من مدرب إسبانيا لويس إنريكي الذي أبدى فريقه السابق برشلونة اهتمامه بالتعاقد مع الواعد المغربي حسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية.

أكد إنريكي الذي أقيل من منصبه مباشرة عقب الإقصاء أن أكثر لاعب أعجبه في صفوف المغرب بعد لقاء المنتخبين هو عز الدين أوناحي، وقال "اللاعب صاحب الرقم 8 لعب بطريقة مدهشة ولم يتوقف عن الركض"، موضحا أنه تحدث مع طاقمه الفني بشأنه وتفاجأ بمستواه.

رد أوناحي في تصريح لوكالة فرانس برس عقب المباراة: "لم أسمع تصريح إنريكي، لأنني كنت أخضع لفحص المنشطات، ولكن الأكيد أنني سعيد بما قاله عني".

واضاف "إشادة من مدرب كبير من طينة إنريكي، يفخر بها أي لاعب وترفع معنوياته وتشحذ هممه. قلَّما يشيد بقدراتك مدرب منافس فما بالك بمدرب أطحت به من كأس العالم".

تألق أوناحي ومواطنه سفيان بوفال في المونديال دفع مالك ورئيس أنجيه الجزائري الأصل الى الاستعداد لبيعهما في فترة الانتقالات الشتوية او الصيفية طالما ارتفعت قيمتهما التسويقية "في قرارة نفسي أرى أن مغادرة أوناحي وبوفال في يناير/كانون الثاني أمر لا مفر له، الفريق يعاني على الصعيد المادي، ولدينا العديد من المشاكل التي يجب أن نجد لها حلولا".

أضاف "عقدت اجتماعا مع مجلس الإدارة وأخبروني أن أوناحي يعتبر جوهرة نظراً لصغر سنه وتألقه اللافت. أقول لنفسي إن بوفال وأوناحي سيغادران في كانون الثاني/يناير أو حزيران/يونيو. نحن نستعد لكل شيء".

إنييستا وكاكا

كشف أوناحي مرات عدة أنه يستلهم لعبه من النجمين السابقين الإسباني أندريس إنييستا والبرازيلي كاكا. بنيته الجسدية النحيفة وطوله البالغ 1.82، يجعلانه عرضة للإصابات خصوصاً بسبب فنياته العالية والتدخلات القوية لمنافسيه.

قال أوناحي الذي يتفنن بمراوغاته في إخراج الكرات من الأماكن المزدحمة بالأقدام "كل مباراة كنت أنهيها بضربة في الكاحل والركبة".

قبل المونديال، نادرًا ما كان أوناحي استفزازيًا في أسلوب لعبه، يتجنب المبارزات الثنائية "أحاول تجنبها قدر الإمكان لأن جميع اللاعبين تقريبًا أقوى مني. أحاول اللعب بسرعة، للخروج من الازدحام بفضل استحواذي الكرة وسرعتي. إنها الرؤية الثاقبة، إنه الذكاء، الحركة..."

في قطر "أصبحت مضطرا إلى القتال أكثر والمجازفة بكل شيء في سبيل قطع الكرات ومساعدة منتخب بلادي على مواصلة مشواره الرائع في البطولة. كل شيء يهون من أجل القميص الوطني والشعب المغربي".

من الدرجة الخامسة

وُلد عز الدين أوناحي في 19 نيسان/أبريل 2000 في الدار البيضاء لعائلة كروية. شقيقاه الأكبر والأصغر يلعبان أيضًا على مستوى الهواة في المغرب، كما أنه ابن خالة مدافع الجيش الملكي رضا مهناوي (21 عاما).

بدأ مداعبة الكرة في سن مبكرة وتحديدا الخامسة من عمره وانضم الى صفوف الرجاء البيضاوي للصغار، قبل أن ينتقل عام 2015 إلى أكاديمية محمد السادس بضواحي مدينة "القراصنة" سلا التي يفصلها نهر أبي رقراق عن العاصمة الرباط.

في عام 2018، انتقل الى صفوف ستراسبورغ الفرنسي لكنه لم يلعب أي مباراة فانضم إلى فريق رديف "أو إس" أفرانش في الدرجة الخامسة في الثالث من آب/أغسطس 2020في صفقة انتقال حر، وأثبت نفسه صانع ألعاب الفريق من خلال إظهار مهاراته الفنية ومراوغاته وتمريراته الحاسمة. لعب معه 27 مباراة في الدوري وسجل خمسة أهداف.

انتقل أوناحي إلى صفوف أنجيه في 14 تموز/يوليو 2021 لمدة أربع سنوات، وفرض نفسه في تشكيلته لتُوجّه له الدعوة من قبل المدرب وحيد خليلودجيتش للدفاع عن ألوان أسود الأطلس في نهائيات كأس أمم إفريقيا في الكاميرون وخاض مباراته الاولى ضد غانا في الجولة الاولى في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2021.

سجل هدفين حتى الآن وكانا ثنائية غالية في مرمى الكونغو الديموقراطية في إياب الدور الحاسم المؤهل إلى مونديال قطر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف