رياضة

مدركاً أنها المشاركة الأخيرة له في كأس العالم

مونديال 2022: تبخر حِلم مودريتش لكن القصة مع كرواتيا لم تنتهِ!

الكرواتي لوكا مودريتش (رقم 10) خلال المباراة ضد الأرجنتين في نصف نهائي مونديال قطر. لوسيل، شمال الدوحة، في 13 ديسمبر 2022
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: بعمر السابعة والثلاثين، كان لوكا مودريتش مدركاً أن مونديال قطر سيكون المشاركة الأخيرة له في كأس العالم، وبالتالي كان يمني النفس بأن يكرر أقله مشوار 2018 حين وصلت كرواتيا الى النهائي، لكن الحلم انتهى الثلاثاء بقساوة على يد ليونيل ميسي ورفاقه الأرجنتينيين بثلاثية نظيفة.

انتهى مشوار فريق المدرب زلاتكو داليتش عند نصف النهائي الثلاثاء على ملعب لوسيل، ومعه مشوار مودريتش في النهائيات العالمية التي يخوضها للمرة الرابعة في مسيرته.

قبل مباراة البرازيل في ربع النهائي (4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي)، أدخل لاعب ريال مدريد الاسباني المخضرم الشك في قلوب عشاقه، اذ قال "لا أعرف كم من الوقت سألعب للمنتخب الوطني"، مضيفاً "اذا كان لديكم السر، أو وصفة لي للبقاء شاباً، اعطوني اياها...".

في سن الـ37، يمكن لمودريتش أن يحلم بخوض غمار كأس أوروبا عام 2024، لكن تبدو الامور أكثر تعقيداً بالنسبة لمونديال 2026.

وأقر داليتش بعد الفشل في تكرار سيناريو 2018 حين وصلت كرواتيا الى النهائي أنها "قد تكون نهاية جيل كأس العالم بالنسبة لعدد منهم (اللاعبين) وصولوا الى سن معين" من دون أن يحدد الأسماء.

وتابع "لكان الأمر رائعاً لو نجحوا في إحراز لقب توجوا به مسيرتهم. حظينا بفريق رائع سيكون قادراً على إنهاء مشواره في كأس أوروبا 2024".

سيخلّف رحيل مودريتش، صاحب الرقم القياسي الكرواتي بعدد المباريات الدولية (161)، فراغاً كبيراً بالتأكيد.

بين عامي 2008 و2021 كان اللاعب الوحيد الذي وضع حداً للهيمنة المطلقة للثنائي الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على الكرة الذهبية، باحرازه الجائزة المرموقة عام 2018، وهو عام حاسم شهد وصول كرواتيا إلى نهائي مونديال روسيا.

"هناك برونزية على المحك"

لخّص المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش حالة مودريتش قائلاً "هو أحد أفضل لاعبي خط الوسط تكاملاً في العالم" و"يملك "سرعة مذهلة" و"رؤية لعب" فريدة.

من ناحيته، أثنى الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدربه في ريال على لاعبه، مؤكداً انه "لا يخسر الكرة أبداً"، جاعلاً منه حجر الرحى الذي يدور حوله الفريق واللاعب الحاسم في الفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2022، اللقب الأخير من بين خمسة أحرزها الكرواتي مع نادي العاصمة مدريد.

بالنسبة لمودريتش "خضنا كأس عالم جيدة جداً واللعب للمنتخب الوطني لم يكن في يوم ما عقاباً"، مبدياً تصميمه على مغادرة قطر بميدالية المركز الثالث قائلاً "هناك برونزية على المحك، بالتالي علينا أن نكون جاهزين لأنها ستكون نتيجة جيدة إذا حققناها".

في سجل الأرقام يقف مودريتش بلقب أقل خلف الإسباني فرانسيسكو "باكو" خينتو من حيث الألقاب في دوري الأبطال، متساوياً مع المدافع الإيطالي باولو مالديني، رونالدو أو حتى الفرنسي كريم بنزيمة، ومتخطياً بفارق لقب ميسي أو الإسباني أندريس إنييستا الذي قال عنه الكرواتي "أحد أفضل اللاعبين الذين واجهتهم".

مداعبة بطراز قديم

توقيعه الفريد في عالم الكرة بتميزه بتمرير الكرة بخارج القدم اليمنى، مداعبة رائعة للكرة تذكر كثر بالطراز القديم لاسلوب اللعب. لكن بما أن اسلوب رونالدو عن طريق التمويه بالقدمين أو رونالدينيو باستعراضه الكروي، فان هذه التقنية التي يجيدها الكرواتي لا تكفي وحدها لمنحه حقه.

مودريتش هو صاحب القميص الرقم 10 من الطراز القديم، يرى اللعبة أسرع من الآخرين ويفرض الإيقاع. مراوغ استثنائي في المساحات الصغيرة، مقاتل قادر على استعادة الكرات بالقرب من منطقته، لمعالجة العرضيات والتنقل بين الخطوط، يمر في الجزء الخلفي من الدفاعات أو القيام بإيماءة قاتلة أخيرة، من اليمين حتى من اليسار.

ويبقى مونديال 2018 تحفته الكروية.

اختير مودريتش أفضل لاعب في التشكيلة المثالية لكأس أوروبا 2008، عام تألقه، قبل انتقاله إلى توتنهام الانكليزي من دينامو زغرب. لاحقاً، مر الكرواتي بمرحلة عجاف.

كان يمكن لقصة نجاحه أن تنتهي منذ الفصل الاوّل عندما أهدر في ثمن النهائي ركلة جزاء الفوز على الدنمارك (1-1 بعد التمديد). إلاّ أن هذه الحادثة الأليمة لم تمنعه من العودة لتنفيذ ركلات الترجيح.

قال في سلسلة "القادة" التي انتجها الاتحاد الدولي للعبة فيفا "كنت أعرف الضغط الذي سيؤثر عليّ لو أهدرت (ركلة ترجيحية) مرة أخرى". لاعب وسط متكامل، لا يرحم، فاز بصراعه وجهاً لوجه مع الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل.

ميزة أخرى لمودريتش هي عقله. فصاحب الوجه الطفولي والخجول خارج الملعب بامكانه أن يهزم الجميع داخله. قال "لا أحب الحديث عن نفسي كثيراً... لكنني شعرت دائماً أنني قائد".

عقلي

هذا ما أكده رفاقه في المنتخب، على غرار الظهير يوسيب يورانوفيتش الذي قال "رؤية أشخاص مثل لوكا مودريتش يركضون ويموتون على أرض الملعب يمنح الشباب طاقة إضافية".

يتابع مودريتش في سلسلة "القادة": خلال مسيرتي، لم يتم منحي أي شيء بسهولة". في توتنهام كما في ريال، كانت هناك شكوك أولية لكن الكرواتي انتهى به الأمر دائماً في سلوك طريق الفوز.

يستمد مودريتش قوته هذه من قصته الشخصية، قصة لاجئ شاب فرّ من مذابح حرب الاستقلال الكرواتية (1991-1995). يتذكر "كرة القدم سمحت لنا بالهروب من كل ما يدور حولنا".

يروي أقاربه عن طفل صغير كان يلعب على الأسفلت أمام الفندق في زادار حيث لجأت عائلته "عندما أنظر إلى صوري عندما كنت طفلاً، كانت معي دائماً كرة".

من هذه الفترة الصعبة، احتفظ مودريتش بجرح عميق. وفاة جده الذي يحمل نفس الاسم والذي، كما يقول، أمضى معه فترة طويلة في الجبال المطلة على الساحل الدلماسي "أنا حزين لأنه لم يرَ على الأقل بعضاً مما فعلته".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف