رياضة

أول نصف نهائي لبلد إفريقي وعربي في تاريخ كأس العالم

مونديال 2022: مواجهة فرنسا أكثر من مجرّد مباراة لجماهير المغرب

جماهير المغرب على مدرجات استاد البيت في الخور قبل نصف نهائي المونديال ضد فرنسا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة : تحمل مواجهة فرنسا نكهة مختلفة للجماهير المغربية المتقاطرة بكثافة الأربعاء إلى استاد البيت في مدينة الخور، في أول نصف نهائي لبلد إفريقي وعربي في تاريخ كأس العالم لكرة القدم.

يقول محمد، الأربعيني القادم من فرنسا لوكالة فرانس برس "والدتي مغربية ووالدي فرنسي ولدي جنسية مزدوجة، لكني سأشجع المغرب اليوم لأن المغرب في عروقي".

يضيف الشاب الذي يلتحف علماً أحمر اللون تتوسطه النجمة الخضراء "مواجهة فرنسا حسّاسة فيها عدة عوامل تاريخية وجيوسياسية. اليوم نحن في العامل الرياضي ونتمنى أن يفوز الأفضل".

رغم العوامل الجانبية، يبقى فوز المغرب الأهم بالنسبة لمحمد، فما حققه "أسود الأطلس" للمرة الأولى في مشاركاته الست "إنجاز تاريخي، لأنها أول مرة في تاريخ الكرة الحديثة تتأهل دولة عربية وإفريقية إلى هذا الدور المتقدم من كأس العالم".

ووضع استقلال المغرب الذي أُعلن عام 1956، حدًا لـ44 عامًا من الحماية الفرنسية. مذاك، تبقى فرنسا أول شريك اقتصادي للمغرب وأول مستثمر أجنبي. ولا تزال الثقافة الفرنسية تحظى بشعبية كبيرة لدى النخب المغربية التي تلقّى عدد كبير من أفرادها التعليم في مؤسسات فرنسية.

بدوره، يعتبر عبدالاله الرضواني (52 سنة) ان "مواجهة فرنسا لديها طابع خاص نظراً للتاريخ. كنا مستعمرين من فرنسا، وهناك بعض الحساسيات التاريخية التي تلعب دورها. الفوز اليوم سيولّد شعوراً خاصاً".

وكانت أفضل مشاركة للمغرب بلوغه دور الـ16 في مونديال المكسيك 1986، لكن ما حققه في قطر فاق التوقعات، متخطياً منتخبات عريقة أمثال بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.

مشاركة القرن

يتابع الاستاذ الجامعي في الدوحة "هذه مشاركة القرن، أنا أتوقع الفوز اليوم، لكن قبل البطولة لم يكن يتوقع أحد أن يصل المغرب الى هذا المستوى".

لا يتحدّث مشجع مغربي دون التطرّق إلى اسم المدرب وليد الركراكي، المولود في فرنسا والمستقدم قبل أشهر قليلة للحلول بدلاً من البوسني المقال وحيد خليلودجيتش.

تعقّب فكرية، مديرة الأبحاث في جامعة أميركية في الدوحة والتي شاهدت مواجهتي المغرب مع بلجيكا وإسبانيا "فوجئنا بموهبة منتخبنا، المدرب رائع والعمل جماعي. المدرب استراتيجي يعرف كيف يتواصل مع لاعبيه".

تضيف وهي ترتدي ألوان علم المغرب إلى جانب عائلتها "الشعور الوطني أقوى من قبل. إذا فازوا سنذهب الى سوق واقف والكورنيش، في المنزل سنحتفل ونقيم عشاء كبيراً. ستنفجر الفرحة".

شعور الفوز قد يخرج المغاربة عن طورهم. يقول الرضواني "لو فاز المغرب؟ قد أجنّ. لو فازوا اليوم، يجب أن أبحث عن تذكرة للمباراة النهائية".

وسيتأهل الفائز لمواجهة الأرجنتين في النهائي بعد تخطيها كرواتيا 3 0 الثلاثاء في نصف النهائي الأول.

لكن أزمة التذاكر بدأت تلقي بظلالها مع التقدّم المفاجئ للمغرب في النهائيات الراهنة، والتهافت الكبير للحصول على فرصة متابعة المشاركة التاريخية من داخل الملاعب.

يروي الرضواني ولاعبه المفضل حكيم زياش المحترف في تشلسي الإنكليزي "التذاكر صعبة. جئت اليوم بتذكرة اشتراها ابني. صديقنا جاء من هولندا واشترى تذكرة من الفئة الثالثة بالسوق السوداء مقابل 2500 ريال (نحو 700 دولار أميركي)".

"ستميل الكرة الأرضية"

في المقابل، تبدو أعداد الجماهير الفرنسية أقل بكثير من موج الجمهور الأحمر، لكنها واثقة بالمدرب ديدييه ديشان القادر على التعامل مع الغيابات الطارئة على غرار لاعب الوسط أدريان رابيو والمدافع دايو أوباميكانو.

قال فنسان (27 عاماً) موظف المصرف القادم من أميان شمال باريس "سيتمكن ديدييه ديشان من تجهيز اللاعبين بشكل جيد. لاعبي المفضل كيليان مبابي وآمل في أن يحظى الليلة بالتفوق على صديقه أشرف حكيمي (يحترفان في باريس سان جرمان المملوك قطرياً)".

يضيف الشاب الفرنسي الذي توقع فوز فرنسا 2 1، إلى جانب والدته ووالده "مشاهدة المغرب في نصف النهائي مفاجئة، لكني لست متفاجئا لرؤيتهم يلعبون بهذا الشكل. يقدمون لعبا جمعياً وستكون مواجهتهم صعبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف