رياضة

فك النحس الذي لاحقه منذ 12 عامًا

دوري أبطال أوروبا: غوارديولا يحقق أخيرًا اللقب بعيدًا عن برشلونة

المدرب الاسباني بيب غوارديولا يحتفل بتتويج مانشستر سيتي الانكليزي بطلا لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب إنتر الايطالي بعد النهائي على ملعب أتاتورك في إسطنبول في 10 يونيو 2023
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مانشستر (المملكة المتحدة): فعلها بيب غوارديولا أخيرًا بعيدًا عن برشلونة! فك المدرب الاسباني النحس الذي لاحقه منذ رحيله عن العملاق الكاتالوني قبل 12 عامًا، وقاد مانشستر سيتي الإنكليزي الى لقبه الاول في دوري أبطال أوروبا بفوزه على إنتر الايطالي 1-0 في نهائي إسطنبول السبت.

بعد أن جلبه ملاك النادي الاماراتيون في 2016، نجح غوارديولا في قيادة سيتي الى معادلة أبرز إنجاز لكرة القدم الإنكليزية بتحقيقة ثلاثية الدوري والكأس ودوري الابطال على غرار جاره وغريمه يونايتد مانشستر يونايتد في 1999.

بالنسبة للاسباني، كان هناك حساب شخصي مع مسابقة أفلتت من قبضته على مدى 12 عامًا.

يُعدّ الكاتالوني أبرز مدرّبي جيله، مع 11 لقبًا في الدوري المحلي خلال 14 موسمًا أمضاها على رأس برشلونة الإسباني، بايرن ميونيخ الألماني وسيتي.

لكن منذ تتويجه القاري الثاني في 2011، خلال أعوامه الثلاثة الأولى مع برشلونة، عانى غوارديولا سلسلة هزائم في الأدوار المتقدمة بعضها كان مؤلمًا.

بعد السقوط الدرامي أمام تشلسي الإنكليزي في نصف النهائي، في سنته الأخيرة في ملعب كامب نو، توقف مشوار بيب ثلاث مرات في المربع الأخير مع بايرن ميونيخ.

مع سيتي، احتاج إلى خمس محاولات لتخطي ربع النهائي، ثم بلغ النهائي حيث سقط في الامتحان الاخير أمام تشلسي قبل سنتين ليستمر بحث النادي عن لقب أول في البطولة القارية الأم.

واجه عودة خارقة من ريال مدريد الإسباني الموسم الماضي، فودّع مصدومًا الدور نصف النهائي.

"إنه عبقري"
بعد خسارة فريق غوارديولا في نهائي 2021، اتُّهم الكاتالوني بـ"التفكير الزائد"، وتعقيد مهمة تشكيلته الغنية بالمواهب.

لكن حسّه التكتيكي ساعده في تعويض بداية متقلّبة هذا الموسم وقاد الفريق الى تحقيق إنجاز تاريخي للقسم الأزرق من مدينة مانشستر.

تساءل غوارديولا علنًا في كانون الثاني/يناير الماضي، حول مدى تعطش لاعبيه للاستمرار في إحراز الألقاب، فيما كان يتأقلم هدافه النروجي الفتاك إرلينغ هالاند، في طريقه لتسجيل 52 هدفًا في مختلف المسابقات.

طُرحت تساؤلات كثيرة حول سبب التخلي عن البرتغالي جواو كانسيلو في فترة الانتقالات الشتوية، ما قلّص موارد "سيتيزنس" في مركز الظهير.

لكن غوارديولا امتلك خطة التحوّل إلى دفاع من ثلاثة، وزجّ قلب الدفاع جون ستونز في خط الوسط الذي احتله كانسيلو في المواسم الماضي، فحصد الفريق نتائج رائعة.

قال لاعب الوسط الهجومي جاك غريليش بعد التتويج السبت عن مدربه "إنه عبقري".

وأضاف "ذهبت لرؤيته لأقول له +شكرًا لك، أنت من جعلت كل هذا ممكنًا بالنسبة لي، لقد منحتني الكثير من الثقة بعد شرائي بسغر غال (115 مليون يورو)+. حتى في العام الماضي عندما كنت ألعب بشكل سيئ للغاية، ظل بجانبي يتحدث معي، وهذا العام منحني تلك المساحة لألعب، لذا أردت أن أشكره".

كان الاستقرار عنصرًا رئيسًا في بلوغ سيتي نهائي إسطنبول.

شارك عشرة لاعبين ذاتهم في التشكيلة الاساسية في آخر خمس مباريات في دوري الأبطال قبل النهائي (غاب كايل ووكر عن النهائي للاصابة)، فيما بقي أمثال لاعبي الجبهة الهجومية الجزائري رياض محرز، فيل فودن والأرجنتيني بطل العالم خوليان ألفاريس على مقاعد البدلاء.

بعد سحق بايرن 4-1 بمجموع المباراتين في ربع النهائي، ثأر سيتي من مدريد حامل اللقب 4-0 في إياب نصف النهائي أمام الجماهير المنتشية في استاد الاتحاد.

وعلى الصعيد المحلي، فرض سيتي نفسه قوّة ضاربة، بحسم لقب الدوري خمس مرات في آخر ستة مواسم.

ضرورة التتويج
رغم ذلك، أقرّ غوارديولا أن لقب دوري الأبطال الذي لهث فريقه المملوك إماراتيًا وراءه منذ سنوات، سيرفعه إلى مكانة مختلفة.

قال لموقع الاتحاد الأوروبي (ويفا) "أندية كثيرة بدّلت مشاريعها وأفكارها لعدم قدرتها على الفوز بهذه المسابقة، وأندية غيرها أصبحت كبرى بعد تتويجها".

تابع المدرّب البالغ 52 عامًا "حتى لو كنت لا أشارك هذا الرأي، لكني متفهم بأن كل ما صنعناه في تلك السنين، والذي كان كبيرًا وجيدًا جدًا، سيحمل معنى مختلفًا للآخرين بحال فوزنا بهذه المسابقة".

أردف لاعب الوسط السابق "إذا لم نتوّج، ستحمل باقي الأمور معنى أقل. هذا ليس عادلاً نوعًا ما، لكن يجب أن نتقبله.. علينا الفوز في دوري الأبطال، لا يمكن تفادي هذا الأمر".

وأكمل التتويج بدوري الأبطال مشروع غوارديولا الذي جلبه سيتي من أجل تحقيقه قبل سبع سنوات، كما أسكت المشككين بأحقية تواجده بين المدربين العظماء في تاريخ اللعبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف