رياضة

الملاعب الإيطالية والأوروبية تودّع أحد أفضل حراس المرمى

الأسطورة وصلت إلى نهايتها باعتزال الحارس "الأزلي" بوفون

لقطة لجانلويجي بوفون قبيل مباراة ليوفنتوس في الدوري الايطالي ضد لاتسيو، روما في 8 نوفمبر 2020
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ميلانو: أن يكون حاضراً في أعلى مستويات الاحتراف وهو في الأربعينيات من عمره، فهذا يعطي مؤشراً بالغ الوضوح عن معدن جانلويجي بوفون الذي أعلن الأربعاء اعتزاله كرة القدم نهائياً، لتودّع الملاعب الإيطالية والأوروبية أحد أفضل حراس المرمى على مرّ التاريخ.

دموع الوداع لم تكن الأولى لبوفون، فقد سبق له أن ودّع بأسى المنتخب الإيطالي في أواخر 2017، بعد فشل "الأتزوري" في بلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018.

بعد استدعائه للمشاركة خمس مرات في المونديال رفع خلالها الكأس عام 2006 في ألمانيا، لم يتمكن بوفون من تحقيق رغبته بالاعتزال دولياً بعد مشاركة سادسة في البطولة الأغلى عالمياً لأي لاعب كرة قدم.

وبدلاً من أن تنتهي المسيرة تحت أضواء الملاعب الروسية المضيفة لمونديال 2018، وجد بوفون نفسه يكفكف دموعه بعد التعادل السلبي لمنتخب بلاده أمام ضيفه السويدي على ملعب سان سيرو في ميلانو في إياب الملحق المؤهل إلى كأس العالم. وبعد الخسارة ذهاباً بهدف، وجدت إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات، نفسها غائبة عن المشاركة في العرس العالمي للمرة الأولى منذ 60 عاماً.

قال بوفون الذي خاض بعدها مباراتين وديتين تلبية لرغبة المدرب الموقت لويجي دي بياجو، وهو شبه منهار "لا أشعر بالأسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الإيطالية. لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي".

تلك كانت نهاية بوفون مع "الأزرق" الذي يحمل رقمه القياسي بعدد المباريات الدولية (176 من 1997 حتى 2018)، ثم حلت الأربعاء نهايته على صعيد الأندية حيث علّق قفازيه وفي جعبته أيضا الرقم القياسي لعدد المباريات في الدوري الإيطالي (657)، جميعها مع ناديين فقط هما بارما ويوفنتوس الذي حلّ فيه عام 2001 كأغلى حارس في العالم وبقي في صفوفه حتى 2018 حين غادره لموسم واحد الى باريس سان جرمان الفرنسي، قبل العودة اليه مجدداً من أجل أن يرفع بقميص "بيانكونيري" لقبه العاشر في "سيري أ"، ثم يختم مسيرته مع بارما الذي بدأ مشواره معه.

وفي تصريح له في كانون الأول/ديسمبر 2020، قال مدرب يوفنتوس أندريا بيرلو الذي زامل بوفون كلاعب في يوفنتوس والمنتخب على السواء، إن جيجي "لا يلعب لأنه صديقي، بل يلعب لأنه أحد معالم كرة القدم العالمية. لقد أثبت هذا الأمر ويواصل ذلك".

ما ميّز بوفون ليس براعته وتفوّقه على عامل العمر وحسب، بل قدرته القيادية التي تجسّدت بتصريح له أوائل موسم 2015-2016 حين خرج عن صمته وناشد رفاقه في يوفنتوس بتحمّل مسؤولياتهم حين كان الفريق في وضع يرثى له.

وقال بوفون في حينها "عندما تلعب ليوفنتوس فالفوز يعني كل شيء، لكن عندما لا تتمكن من تحقيق ذلك (الفوز) يتوجب عليك أن تقدّم أكثر بكثير...".

صحيح أن بوفون فشل في تكرار إنجاز الحارس الأسطوري دينو زوف الذي قاد ايطاليا للفوز بلقب مونديال 1982 حين كان في الأربعين من عمره (أكبر لاعب توّج بطلاً للعالم)، لكنه حفر اسمه في تاريخ اللعبة كأحد أفضل الحراس والقادة.

لعب بوفون دوراً أساسياً في قيادة إيطاليا الى لقب مونديال المانيا 2006، حيث حافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات خلال النهائيات ولم يتلق مرماه سوى هدفين، الأوّل بنيران صديقة سجله عن طريقه الخطأ زميله كريستيانو تساكاردو ضد الولايات المتحدة والثاني من ركلة جزاء سجلها زين الدين زيدان خلال المباراة النهائية ضد فرنسا.

الحارس الوفي
حلم الحارس "الازلي" بمتابعة مسيرته "على الأقل حتى سن الاربعين" وقد نجح في تحقيق هذا الحلم.

يُعدّ جيجي صلة الوصل بين المراحل التي مرّ بها يوفنتوس منذ وصوله اليه عام 2001.

فقد عاش معه نكسة الهبوط الى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب فضيحة كالتشوبولي التي عصفت بالكرة الايطالية وربطت فريق "السيدة العجوز" بالتلاعب بنتائج المباريات، والتي كلفته حكماً قضائياً جرّده من لقبي 2005 و2006.

فضّل بوفون البقاء في ايطاليا لأن "اصراري على البقاء نابع من داخلي، فانا عاطفي لا استطيع المغادرة خصوصاً اني لم ألعب إلا في بارما (10 سنوات) ويوفنتوس. عندما تربطك بقوة أمور كثيرة في ناد ومدينة لا تجد ما يدفعك الى المغادرة".

صحيح أنه غادر الى العاصمة الفرنسية حيث توج بلقب "ليغ 1" عام 2019، إلا أن اشتياقه وحنينه الى "السيدة العجوز" أعاده سريعا الى تورينو.

لدى عودته الى يوفنتوس، عرض على بوفون استعادة القميص رقم 1 وشارة القائد، لكنه رفض "لأني لم أعد الى هنا من أجل أخذ شيء ما من أحد أو استعادته... كل ما أريد فعله هو أن أساهم بشيء من أجل الفريق" الذي وقع معه لعام ثم جدد لعام آخر حتى صيف 2021.

عاد بعدها إلى نادي بداياته بارما في الدرجة الثانية وبقي معه حتى اعتزاله.

مسيرته الأسطورية مع يوفنتوس التي كان ينقصها قيادة عملاق تورينو الى لقبه الأول في دوري الأبطال منذ 1996، لا تختلف نجاحا وتألقا عن مشواره مع المنتخب الوطني الذي بدأه حين كان في الـ19 من عمره بعدما حل بدلا من جانلوكا باليوكا المصاب خلال تصفيات مونديال 1998 أمام روسيا. فرض نفسه تدريجاً في المنتخب وكان الحارس الأساسي في تصفيات كأس أوروبا 2000، الا ان الاصابة حرمته من المشاركة في النهائيات التي وصلت فيها بلاده الى المباراة النهائية قبل ان تخسر امام فرنسا بالهدف الذهبي.

ولم يغب بوفون عن الاحداث الكبرى مع منتخب بلاده منذ حينها باستثناء مونديال روسيا 2018.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف