رياضة

قال المعالج لأحدهم إن عائلته "ملعونة"

لاعبو كرة قدم وقعوا تحت تأثير الأطباء السحرة

الدولي العاجي السابق جيل يابي يابو في مباراة ضمن تصفيات دوري أبطال أوروبا عام 2012
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس : "كان الأمر بمثابة الدوامة"، يقول لاعب كرة القدم العاجي الدولي السابق جيل يابي يابو، بعد تعرّضه للاحتيال وخسارته مئتي ألف يورو على يد أحد الأطباء السحرة.

تحدّت ابن الحادية والأربعين عن سنتين قضاهما تحت سحر المعالج التقليدي أو المرابط "تصبح كالعبد ويمكن أن تصبح الأمور في غاية الضرر".

مرّ لاعب الوسط السابق الذي يشرف حالياً على فريق سويسري من الدرجة الثانية "بأوقات عصيبة" على الصعيد الرياضي، خلال حمله ألوان نادي نانت الفرنسي بعمر الثالثة والعشرين، فنصحه عمّه برؤية معالج في باريس.

يقول يابي يابو: "لم أكن منجذباً للسحر.. لكن نشأتي في ساحل العاج جعلت الذهاب إلى مرابط أمراً طبيعياً ولا يُعتبر سيئاً طالما لا تسعى لالحاق الأذية بأي شخص".

قال له المعالج ان عائلته "ملعونة" وتمنعه من تحقيق "النجاح والسعادة، فوصف له ذبائح لصدّ اللعنات".

التضحية بديك، ماعز أو خروف بدأت بـ500 يورو وبلغت "أرقاماً خيالية" بحسب قوله.

يضيف يابي يابو، الراغب بالتحدث لرفع مستوى الوعي عند الرياضيين الشباب، ان الأمور أصبحت مظلمة بعد ذلك "شيء يشبه السحر الأسود".

تابع "جعلني المرابط اعتقد أن الأرواح التي يعمل لديها تحبّني وتريدني أن أصبح غنياً.. كان هذا هو الطعم".

"التضحية بابنه"

كلّفت التضحيات اللازمة لجني تلك الثروات 40 ألف، 50 ألف، ثم 60 ألف يورو".

عندما كان لاعب كرة القدم يُرهق مالياً، يقول له الطبيب الساحر "إذا لم يكن لديه المزيد من المال عليه التضحية بابنه. تحليت بالقوّة للقول توقف ولم أعد أزوره بعدها".

قال انه خُدع خلال سنتين من خلال دفع مئتي ألف يورو (213 ألف دولار) ولم يحصد مقابل ذلك "أي شيء إيجابي".

شرح "عرف كيف يضعني في دوامة وفقدت القدرة على التفكير بصفاء...".

قال اللاعب ان إيمانه المسيحي منحه القوّة لوضع حدّ لسيطرة المرابط عليه.

هدّد بعض الأطباء السحرة "بالثأر.. خشية من الانفصال عنهم".

اضطر جويل تيبو، وهو قسّ أنجيلي للعديد من الرياضيين في فرنسا، أن يتعامل مع "النتائج الكارثية" للاعبي كرة القدم وكرة السلة الذين وقعوا في ظروف مماثلة.

قال "أعرف ان أندية تسمح للاعبيها بالذهاب إلى السنغال بعد اصابتهم، لان الأطباء لا يستطيعون معالجتهم. يعودون ويلعبون مع التمائم وأحزمة واقية".

قال له أولئك الذين زاروا معالجين في فرنسا انه "عندما تسوء الأمور كان يُطلب منهم القيام بتضحيات إضافية، دفع مزيد من المال لهم ثم يدخلون في دوامة".

أضاف "أرى الضرر.. لاعبون مكتئبون راودتهم أفكار انتحارية".

"وقعت في الفخ"

لاعب عاجي آخر هو سيسّيه باراتيه يروي كيف اختبر الجحيم عينه.

عندما بدأ بتمثيل فريق كبير في أبيدجان بعمر السادسة عشرة، قيل له أن المعالجين يساعدونه على تأدية أفضل ويحمونه من "الحسد".

أقرّ باراتيه البالغ راهناً 55 عاماً "وقعت في الفخ"، مضيفاً انه بدأ "بالاستحمام بجرعات" وصفها له طبيب ساحر، قدّم القرابين وارتدى حزاماً جلدياً واقياً مخيّط عليه آيات من القرآن.

تابع "بمجرّد أن تعرّضت للاصابة ولم تكن الأمور على ما يرام، كنت أزوره. أصبح بمثابة اله بالنسبة لي. تصبح معتمداً عليه وقد استغلّ ذلك".

لجأ إلى السحرة مجدداً عندما انتقل للعب في أوروبا "كنت دوماً مصاباً. قال لي المرابط ان سبب ذلك يعود لعدم استحمامي بالجرعات في الوقت المناسب أو بسبب الجو البارد...".

في غرف الملابس، لاحظ أن زملاءه من السنغال أو الكاميرون يضعون "وقاية" و"عطور" أو أحزمة تحت قمصانهم.

قضية بوغبا

يقول تيبو ان قضية ابتزاز لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا العام الماضي سلّطت الضوء على خطورة المشكلة "مع المزيد والمزيد من المال في عالم كرة القدم".

تقدّم بوغبا بشكوى لدى النيابة العامة، قائلاً انه كان هدفاً لمؤامرة ابتزاز بقيمة 13 مليون يورو.

قال بطل العالم مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018 للمحققين أن مبتزيه، ومن بينهم شقيقه الأكبر ماتياس وأحد أصدقاء طفولته، أرادوا تشويه سمعته، من خلال الزعم انه طلب من أحد المرابطين بالقاء تعويذة على زميله في المنتخب نجم باريس سان جرمان المهاجم كيليان مبابي، وهو أمر نفاه.

يصرّ تيبو "أخبرني لاعبون انه عندما كانوا يخضعون لفحوص المنشطات، لم يكن بمقدور الاطباء حقنهم بإبرة حتى استدعاء المرابطين الخاصين بهم".

قال عدّة مرابطين انهم يشعرون بـ"الوصم" بسبب العناوين التي أثارتها قضية بوغبا.

يروي السيد فاكولي، وهو معالج غيني المولد يعمل خارج باريس: "أضرّ هذا الجدل بمهنتنا... هذا حقاً الجانب المظلم".

تابع انه يجب حقاً التمييز بين الأطباء السحرة "الذين يلقون التعويذات" والمعالجين "الذين يساعدون".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف