"باتت بعيدة عن المستوى المطلوب"
كأس آسيا: غصة ولامبالاة في الكويت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الكويت : تتباين المشاعر في الكويت عندما يجري الحديث عن كأس آسيا لكرة القدم المقامة حالياً في قطر، وتتراوح ما بين الغصّة واللامبالاة.
عدم المبالاة يعني بأن ثمة تسليماً بأن الكويت باتت حقاً بعيدة جداً عن المستوى المطلوب للمشاركة في بطولة بحجم كأس آسيا، فيما تعبّر الغصّة عن حال من الأسى فرضته المقارنة بين ما كان وما أصبح عليه "الأزرق".
الكويت وكرة القدم قصة متلازمة المسار. اللعبة تعتبر بحق مدعاة فخر للبلد الخليجي الصغير مساحة (17818 كيلومتراً مربعاً) والمثقل بالإنجازات. هو أوّل بلد عربي يتوج بكأس آسيا (1980 على أرضه)، أوّل بلد عربي آسيوي يتأهل إلى كأس العالم (1982 في إسبانيا) وتتويجاً بكأس الخليج (10).
لكن أين تقع بلاد جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وبشار عبدالله اليوم على خارطة الكرة الإقليمية والعربية والآسيوية؟
تغيب الكويت عن كأس آسيا بعد فشلها في التصفيات، في وقت تتواجد في النهائيات منتخبات كان "الأزرق" لا يجد عناء في تجاوزها بأهداف تفوق عدد أصابع اليد الواحدة.
رأى المدرب السابق للمنتخب ثامر عناد أن "الغياب عن كأس آسيا شكّل غصة للمواطن الكويتي وكل من يتواجد في البلاد. حتى الجماهير العربية عبّرت عن تلك الغصّة".
غياب المشروع والرؤية
أضاف لوكالة فرانس برس "مشكلة المنتخب ليست وليدة الصدفة. لم تطفُ إلى السطح قبل سنة أو سنتين أو حتى خمس سنوات. تعود إلى 10 أو 15 سنة إلى الوراء. سأكون أكثر صراحة، نحن دولة لا تريد التطوّر على صعيد كرة القدم. القيّمون على هذا القطاع لا يملكون مشروعاً أو رؤية وهم غير مهتمين".
تابع "المشكلة أن كل شيء متوافر في الكويت، الموارد والمال الذي يعتبر حيوياً للنهوض بالقطاعات كافة".
عناد (53 عاما) الذي درب "الأزرق" على فترتين (2020 2019 و2021)، شرح "انظر إلى فيتنام وتايلاند وإندونيسيا والهند. لديها مشاريع للتطوير. اعتماد نظام الاحتراف على أصوله وبناء ملاعب على أعلى مستوى. يحتاجون فقط إلى مدربين".
وتطرق عناد إلى تداخل الرياضة مع خلافات سياسية "أطرافها لا تعبأ بهذا القطاع. هناك انحدار. مشاكل الدولة انعكست على الرياضة. ليس لدينا برامج، لذا لسنا نفاجأ بالنتائج السيئة".
إنجاز "الظل"
وبموازاة غياب منتخب كرة القدم عن الحدث القاري، تصدر منتخب كرة اليد المشهد في الأسابيع الأخيرة بعد نجاحه في التأهل إلى كأس العالم 2025 في كرواتيا والدنمارك والنروج، غير أن الجماهير الرياضية في البلاد لم تعبّر عن فخر يساوي المشاعر التي تتركها اللعبة الأكثر شعبية.
عبّر فرج لهيب، أحد النجوم السابقين للمنتخب المتوج معه بكأس الخليج 1998، عن سخطه "في القلب غصة. وصلنا مرحلة الانهيار والانكسار. استياء كبير لدى الشارع الكويتي والجمهور نتيجة الغياب عن كأس آسيا".
تابع ابن الرابعة والأربعين "كلاعبين سابقين، نشعر بالإحباط. إرث كبير تركه الجيل الذهبي (السبعينات والثمانينات)، وسعى الجيل الذي تلاه للحفاظ عليه من خلال الأداء بهيبة وروح ورغبة. كان الزي الأزرق يرعب المنافسين. المنتخب الحالي ضعيف ويعيش انهيارا تاما وبات صيدا سهلا".
تابع لهيب "المنتخبات التي كنا نسجل في حقها نتائج كبرى، آخذة في الانتقام منا اليوم. نحتاج مشروع دولة، خطة واستراتيجية، وثقافة لدى اللاعبين والإداريين. نحتاج إلى أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب. يجب أن تكون لصاحب القرار الكلمة العليا وتكون مؤثرة على الأندية التي أراها حالياً أقوى من الاتحاد".
"مجرّد كذبة"
يتابع الكويتيون مباريات كأس آسيا بدون شغف. يدعمون المنتخبات العربية عموماً والخليجية خصوصاً، تحديداً السعودية قبل خروجها أمام كوريا الجنوبية من دور الـ 16.
يقول الطالب الجامعي أحمد الظفيري (20 عاماً) "سمعت عن الجيل الذهبي والجيل الذي تلاه، لكني لم أعايشهما. عندما أتابع مباريات المنتخب الحالي، أشعر بأن كل ما قيل عن الكرة الكويتية مجرد كذبة. إذ كيف يكون لدينا هذا الإرث الكبير ونحن لا نشارك اليوم في كأس آسيا؟".
يعيد كثيرون سبب التقهقر إلى الإيقاف الذي لحق بالكويت أكثر من مرة في السنوات العشر الأخيرة على خلفية التدخل السياسي في عمل المنظمات الرياضية.
يقول اللاعب والإداري السابق محسن غانم "نحن غائبون عن البطولات منذ فترة. ليس هذا بجديد. الصراعات الداخلية أثرت كثيراً وأدت الى تراجعنا. انظر إلى مستوى الأندية ومشاركاتها الفاشلة آسيوياً. انظر إلى الدوري المحلي".
تابع "ثمة أمر خطير، الولاء بات للنادي وليس للمنتخب. لذا يصبح عادياً أن تفوز عليك الهند على أرضك (في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ضمن تصفيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027)، وكوريا الجنوبية بتسعة أهداف في دورة الألعاب الآسيوية (هانغجو 2023)".