ترى أن تمثيلها لبلادها خارجياً "مسؤولية وطنية"
القاهرة تحتضن حلم البطلة الفلسطينية ميس البسطامي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة : غداة تتويجها بطلة في الكاراتيه العام الماضي في بلادها، استيقظت اللاعبة الفلسطينية ميس البسطامي حين اندلعت الحرب في قطاع غزة، وفجأة تركت المنزل مع أسرتها ونزحوا إلى الجنوب ومنه إلى القاهرة، ولكن لم يمنعها كل ذلك من مواصلة السعي وراء حلمها في الرياضة.
وتقول البسطامي البالغة من العمر 18 عاما من محل اقامتها الجديد في شرق القاهرة لوكالة فرانس برس "يوم 6 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي كان عندنا بطولة وتوجت بالمركز الأول .. كان يوما للتتويج، لكنني لم أتمكن حتى من تعليق ميدالياتي في المكان المناسب بالمنزل".
وتابعت "في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وفي السادسة والنصف صباحا وُلدتُ إنسانا آخر بحياة أخرى .. وكل ساعة تمر علينا نكبر فيها سنة"، مضيفة "خرجنا من المنزل ولم نأخذ معنا أي شيء ولا أي ذكرى".
عشية اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس كانت البسطامي، والتي كانت تقيم في شمال غرب غزة، تتنافس مع مواطنيها في بطولة للكاراتيه على مستوى القطاع "وكانت تؤهلنا لبطولة فلسطين التي تجمع بين شقي الوطن (غزة والضفة الغربية)"، بحسب ما قالت.
اندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصا.
خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل قرابة 38 ألف شخص في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
وتقول البسطامي "من أول ثانية كنّا نفقد أشخاصا والساعة الواحدة كانت تفرق معنا، وفي أول عشرة أيام فقدت مدربي جمال الخيري وحفيدته التي كانت تتدرب معي".
وأضافت "نزحنا كثيرا في القطاع قبل أن نتوجه إلى الجنوب ولم يكن هناك أي مكان آمن لا جنوبا ولا شمالا .. كله كان خطرا".
إصرار يعطي الأمل
بمجرد وصول البسطامي إلى القاهرة في 20 نيسان/ابريل وبعد أن أعادت مع أسرتها ترتيب حياتهم الجديدة في مصر، كان أول ما يشغل تفكيرها بعد الاطمئنان على الأهل في غزة، هو استئناف تدريبات الكاراتيه.
وقامت بالتواصل مع أحد مدربيها في المنتخب الفلسطيني، حسن الراعي والذي لا يزال في القطاع، وقام بالتنسيق مع نظرائه في المنتخب المصري لتتمكن البسطامي من استئناف تدريباتها.
وتقول "تسجلت في النادي فعلياً بعد أسبوعين من وصولي، طبعا بمساعدة مدربي المنتخب الفلسطيني والمنتخب المصري".
وأوضحت أن "الكابتن سيد سالم والكابتن ممدوح سالم هما من يدرّبانني حاليا في مصر .. تبنياني منذ وصولي ويحاولان تطوير أدائي لأتمكن من المشاركة في البطولات القادمة".
وتقول البسطامي "إصراري يعطيهما أملا كبيرا وإن شاء الله سأكون أفضل مما يتخيلان".
وتعتزم البسطامي المشاركة في بطولة الجمهورية في مصر والمقررة في آب (أغسطس).
وأمام منزلها الواقع بتجمع سكني راق، ارتدت البسطامي زي التدريب وراحت تجري من أجل الاحماء لممارسة تدريباتها، خصوصا وأن البيت محاط بالأشجار والمساحات الخضراء.
وفي هذا الصدد قالت البسطامي "عندما وصلنا إلى القاهرة كنا نبحث عما يشبهنا، ولذلك اخترنا هذه المنطقة، كنا نعيش في أبراج سكنية ومنطقة تشبهها في غزة".
ولكنّ ذلك لا يوقف اشتياق البسطامي إلى أصدقائها والأماكن التي كانت تمارس فيها اللعبة في غزة.
وتقول "التدريب كان مختلفا كنت أشعر بسعادة أكبر، وكل يوم جمعة كنت أذهب للتدريب على البحر مع زملائي".
"مسؤولية وطنية"
وترى البسطامي أن ممارستها للعبة في مصر يُعد "تحديا صعبا ولكنه سيرفع من مستوى المنافسة"، مشيرة إلى امتلاك مصر لعدد كبير من لاعبي الكاراتيه مقارنة بفلسطين".
وقالت "اللاعبون في مصر يتفوقون تاريخيا على نظرائهم من فلسطين".
ويقول مدرب البسطامي المصري ممدوح سالم لفرانس برس "إنها لاعبة لديها امكانيات وتمتلك الاصرار وملتزمة للغاية ولكن نحن نعمل على معالجة بعض الأخطاء في الأسلوب نظرا لأن الكاراتيه في فلسطين مستواه أضعف من مصر".
وتابع "الكاراتيه تعتبر لعبة قدرات وليست موهبة، ولذلك أتوقع أن تتميز ميس في اللعبة".
وحول حظوظها في المنافسة دوليا وتمثيل بلدها قال سالم "إذا لم نستطع أن نحارب معهم فعلى الأقل نساعدهم على رفع اسم بلدهم في الخارج".
وفي التدريبات تحاول البسطامي أن "تنفصل عن الواقع"، على ما تقول، ولكن "بعض الأوقات تتغلب عليك مشاهد الحرب وما تعرضنا له من ضغوط واضطرارنا للنزوح سيرا على الأقدام والقصف يمينا ويسارا .. فأتوقف عن التدريب".
وتضيف أنه تغلبها أحيانا "مشاعر متعلقة بالاشتياق لأجواء تدريبنا (في غزة)، للاعبين، ولكبارنا في البلد .. كلها امور صعبة".
وبدا عدم استسلام البسطامي لأن تكون، بحسب ما وصفت، "قصة عابرة خرجت من غزة"، وقالت "على قدر ما أستطيع أن أُبقي القضية الفلسطينية دائماً في الميدان".
وتقول "أنا لاعبة كاراتيه لن أترك اللعبة بين يوم وآخر دون انجاز .. لماذا أتوقف؟!".
وترى أنه "بوصولي إلى مصر لم يعد هناك حجة تمنعني من تحقيق هدفي".
وتقول "مشاركتي في البطولات وتمثيلي لفلسطين شيء أقدمه لبلدي والشهداء والجرحى .. هي مسؤولية وطنية".